رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الانتخابات الرئاسية المصرية أصبحت على الأبواب، حيث تجرى وفق الجدول الزمنى المحدد من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، وهى هيئة مستقلة تختص دون غيرها بإدارة الانتخابات، بدءًا من إعداد قاعدة بيانات الناخبين وتحديثها، حتى إعلان النتيجة، وطبقا للجدول الموضوع سلفا من الهيئة الوطنية للانتخابات، فإن الانتخابات تجرى فى الخارج لتصويت المصريين أيام 1 و2 و3 ديسمبر المقبل، وتجرى فى الداخل أيام 10 و11 و12، وتحت إشراف قضائى كامل فى جو من النزاهة والشفافية.

مناخ الانتخابات الصحى الذى هيأته الهيئة الوطنية للانتخابات من خلال رسالة استباقية عن إعلانها وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين للرئاسة لمنع أى تشكيك يمكن أن يتعرض له المرشحون، وطمأنتها للناخبين بأنها وفرت لهم سبل الراحة التى تجعلهم يدلون بأصواتهم وسط جو من الحرية والأمن، وإعلان الهيئة عن التزامها بالدستور فى كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية، فهذه الأجواء مجتمعة يجب أن تكون دافعا لجميع المصريين المقيدين فى جداول الانتخابات على المشاركة باعتبارها حقا من حقوق المواطنة، وواجبا دستوريا، والحق والواجب عندما يلتقيان فى العملية الانتخابية يتحقق الهدف، وهو تقديم صورة إيجابية مشرفة عن أهم استحقاق دستورى فى مصر.

أهمية الانتخابات الرئاسية الحالية تكمن فى أنها تعتبر تجربة ديمقراطية فريدة، حيث يتنافس فيها أربعة مرشحين: رئيس الجمهورية الحالى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام ثلاثة أحزاب سياسية وهم الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، ومحمد فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى.

وهذا إن دل فإنه يدل على نضج حرية الرأى فى مصر، واحترام التعددية السياسية والحزبية التى تطمح إلى تداول السلطة، واحترام سيادة الشعب لأنه يعتبر مصدر السلطات، كما تدل تعددية المرشحين على ثقة القيادة السياسية الحالية فى نفسها معتمدة على رصيدها عند المصريين.

إن نجاح هذه التجربة الديمقراطية التى يرتفع فيها الجميع إلى مستوى الوطنية، يتوقف على الوعى الشعبى بأهمية هذه المرحلة التى تمر بها مصر من أزمة اقتصادية، بالإضافة إلى دورها الكبير فى مساندة الشعب الفلسطينى الشقيق فى غزة، وهو دور مشرف يليق باسم مصر قيادة وشعبا وقوات مسلحة، حيث تصدت فيه مصر لمخطط صهيونى تمثل فى محاولة تهجير شعب غزة إلى سيناء وتفريغ القضية الفلسطينية وإنهاء دولة فلسطين إلى الأبد، وكان موقف مصر، لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم ولا تنازل عن حفنة رمل من سيناء، وهى للمصريين فقط، كما قامت بمصر بدور مهم فى فتح المعبر لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى الشقيق، بالإضافة إلى علاج آلاف المصابين من جراء حرب الإبادة التى شنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة، ومطالبة مصر فى القمم التى عقدتها على الأرض المصرية أو البلاد العربية أو من خلال المنظمات الدولية بأنه لا سبيل للاستقرار والأمان فى المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

لا شك أن الحرب الهمجية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة، واضطلاع مصر بالدور الأكبر لوقف إطلاق النار، واللجوء إلى الحلول السلمية، أمام الموقف المتخاذل على المجتمع الدولى والدول الكبرى، وانحياز الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، والموقف الضعيف من الدول العربية فى مساندة القضية الفلسطينية، أثر كل ذلك على زخم الانتخابات الرئاسية المصرية، لكنها -أى الحرب- لن تنسحب البساط من الانتخابات ويسير كل شيء كما هو مخطط له حسب جدول زمنى لن يتغير، فمصر تنعم بالاستقرار والأمان منذ القضاء على الإرهاب فى سيناء، وفى كل مكان على أرض مصر مما ساعد على إلغاء حالة الطوارئ التى كانت تمدد منذ عهد السادات.

وإذا كان الاستقرار يولد من رحم المعاناة فلابد أن يحول المصريون التوترات التى سببتها الحرب الإسرائيلية على غزة إلى حافز لشحن الوعى إلى ما يحاك للمنطقة الذى يدفعهم إلى التكاتف للتصويت بكثافة فى الانتخابات الرئاسية وتقديم صورة ديمقراطية وإيجابية للخارج بأن المصريين يختارون رئيسهم بكامل إرادتهم الحرة من خلال طوابير طويلة تقف فى شموخ أمام لجان الانتخابات فى انتظار وضع رأيها فى الصناديق المعدة تحت إشراف قضائى نزيه محايد وأمين على العملية الانتخابية من الألف للياء.

هذه المرحلة من حياة الوطن تحتاج إلى تكاتف الشعب المصرى الذى فعلها مرات عديدة، عندما تكاتف مع القوات المسلحة لطرد جماعة الإرهاب من السلطة، وتكاتف مع القيادة السياسية فى تفويضها لمكافحة التطرف والإرهاب لتطهير سيناء من العابثين الذين كانوا يحاولون فصلها عن الوطن.

مشاركة المصريين فى الانتخابات الرئاسية لا تقاس بعدد الأصوات ولكن أهميتها الكبرى فى أنها ضرورة لبناء مرحلة جديدة فى حياة الدولة المصرية وإقامة دعائم الجمهورية الجديدة ورسالة للخارج عن وعى المصريين فى ممارستهم حقوقهم السياسية.