عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

لاتزال إسرائيل تضرب بكل نداءات المجتمع الدولى عرض الحائط، وتستمر فى حربها على قطاع غزة، لا ترهبها أزمة رهائن، ولا مقتل الجنود، ولا المهجرون من المستوطنات، ولا حتى دعوات واشنطن بهدنة إنسانية مؤقتة.

ويواصل «نتنياهو» ورفاقه من السفاحين والقتلة، قصف المستشفيات وهدم المساجد وقتل الأطفال والنساء فى البيوت والشوارع والمخيمات، لا يرحمون من يبحث عن كسرة خبز وزجاجة مياه بين الأنقاض، فلاصوت يعلو فوق حرق أرض غزة كلها. أو كما قال  وزير المالية الاسرائيلى وقبله وزير الثقافة «  إجلاء سكان غزة إلى دول أخرى هو الحل الإنسانى الصحيح لهم وللمنطقة»... هكذا يحلمون!

لقد اطمأنت دولة الاحتلال على وجود الظهر والسند حولها برا وجوا وبحرا، وبعد أن تيقنت من أن جميع القواعد الأمريكية فى الشرق الاوسط  جاهزة لنجدتها فى اى وقت، انطلقت فى  خطتها الشيطانية لتغيير خريطة المنطقة، وطرد الفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل تحت نيران القصف، وفوق دماء أكثر من 11 ألفا و250 شهيدا حتى الآن.

ولكن لماذا تتحمل إسرائيل هذه المرة إطالة أمد الحرب التى تجاوزت اسبوعها الخامس ؟ وهى التى لم تتحمل فى الحروب السابقة أسبوعين أو ثلاثة ؟ هل الهدف القضاء على حماس وتخليص المنطقة من إرهابها كما تزعم وتدعى ؟ ومحاولة تحسين صورتها فى عيون الاسرائيليين الذين استيقظوا على صواريخ القسام فى السابع من اكتوبر 2023؟ أم هناك سبب آخر حقيقى؟.

كل ما يحدث على أرض غزة من دمار، يعقبه تهجير قسرى للفلسطينيين، ومحاولات لإجبارهم على النزوح إلى سيناء، هدفه المعلن القضاء على حماس؛ ومن ثم تحقيق نصر سياسى وأمنى يحفظ ماء وجه « نتنياهو» فى الانتخابات المقبلة، أما الهدف السرى والخفى للحرب ؛ فهو اقتصادى يرتبط بالغاز الذى تفجر فى غزة منذ سنوات، وأصبح موردا اقتصاديا مهما يعزز من فرص الدولة المحتلة فى السيطرة على مصدر الغاز شمال وشرق البحر المتوسط، وجنى مليارات الدولارات التى تصب فى خزائن سلاح أمريكا الموجه دائما صوب فلسطين.

فما تتكبده إسرائيل من خسائر فادحة الآن فى الجنود والمعدات والدبابات والطائرات سيتم تعويضه من بئر واحدة للغاز المتوافر بأحجام خيالية قبالة ساحل غزة على البحر المتوسط ويقدر بنحو104 تريليونات قدم مكعب، بالإضافة إلى المنطقة ( ج) وأجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة.

إن الحرب على غزة ، ماهى إلا استكمال لخطة استراتيجية صهيونية موضوعة منذ سنوات، وامتداد لحروب وهجمات سابقة تتخذها إسرائيل ذريعة لنهب ثروات المنطقة، ولكى تكون لاعبا أساسيا فى سوق الطاقة الدولى، وذلك بجعل الموانئ المحتلة  نافذة الشرق الأوسط إلى أوربا وأمريكا على حساب موانئ مصر ولبنان وسوريا.

والخطة بدأت بالكشف عام 1999 عن حقل الغاز البحرى شمال غزة، وفى عام 2007 ومع وصول حماس للسلطة، شنت تل ابيب هجوما عنيفا بالصواريخ والطائرات، لتعلن بعدها عن حقل غاز «ليفياتان» الذى يقدر مخزونه بنحو 453 مليار دولار، أعقبه الاتجاه نحو إريتريا على البحر الأحمر، لتكمل قبضتها على أهم مصدر للطاقة فى إفريقيا.

وفى عام 2022 توجت حكومة إسرائيل سيطرتها بمذكرات تفاهم مع الاتحاد الاوروبى والكونجرس الأمريكى، ونجح الثلاثى فى فرض عقوبات على الغاز الروسى والإيرانى، ضمن مخطط شامل، يستهدف كسر شوكة مصر والعرب اقتصاديا وسياسيا، وما قناة «بن جورجيون «البديلة لقناة السويس إلا خطوة أخرى لاحقة  تعقبها خطوات... وربنا يستر.

 

[email protected]