رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

ما بين شعب صامد وعالم صامت تمر القضية الفلسطينية بواحدة من أصعب مراحلها، لأنها تواجه معركة مصير، إما أن تبقى فلسطين حاضرة وإما أن تنتهى، فجيش الاحتلال يرفض أن يتراجع عن مخططه بالتهجير الكامل والشامل لأهل غزة ويضرب بكل وحشية، دون أن يأبه بأطفال أو نساء، وتسانده فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعمه بشكل غير مسبوق سواء من خلال مده بالسلاح أو مساندته سياسيًا ودبلوماسيًا لحمايتها من أى قرار أو موقف دولى.

وكالعادة يثبت الشعب الفلسطينى أنه شعب الجبارين بصبره وصموده، وتحديه لمخطط اخراجه من أرضه فيما يشبه النكبة من جديد، ورغم كل ذلك يظل العالم صامتًا ويعجز حتى عن اتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذه الاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطينى وحمايته من حرب الإبادة الإسرائيلية.

بكل صراحة هذا هو العالم الذى نعيش فيه، ومن كان يظن غير ذلك فهو مخطئ، فلا يجد الفلسطينيون الأبرياء المجنى عليهم من يحميهم، بينما تحظى تل أبيب بإجرامها وقتلتها من يساندها ويدعمها، ويدافع عنها رغم عدوانها المستمر ضد الأبرياء، فهى تخرق القوانين الدولية فى وضح النهار وتدهس القيم الإنسانية تحت دباباتها، ورغم ذلك يدعمها الغرب الذى يصدعنا بحقوق الإنسان ليل نهار، بينما يغمض عينه عامدًا عن جرائم تل أبيب الواضحة.

وإذا كنا نلوم على الغرب هذا الموقف المخزى فإن اللوم الأكبر هو على أنفسنا، لأننا السبب الحقيقى فيما حدث ويحدث للأشقاء الفلسطينيين.

ففى عالم تحكمه القوة وتسيطر عليه اللوبيات لا يمكن أن نطمع من أحد أن يساندنا، بل علينا أن ندافع عن أنفسنا ونقاتل من أجل حقوقنا، ولا نستطيع أن نفعل ذلك إلا إذا امتلكت عناصر القوة وتمسكنا بوحدتنا والتزمنا بأدواتنا، فالأصل أننا لسنا ضعفاء وإنما نحن من نضعف أنفسنا بخلافاتنا وصراعاتنا التى تمنح الطرف الآخر فرصة أن يفعل بنا ما يشاء سواء قتل المدنيين وحصار المدن وتدميرها كاملة مما يؤدى إلى كارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم.

حتى طلب وقف إطلاق النار لا نجد من يجبر إسرائيل عليه، وعلى ما يبدو فإن الدول والمنظمات الدولية تتجنب التصعيد مع إسرائيل، بل وتفتقر إلى القوة والإرادة للضغط على إسرائيل لوقف العنف واحترام حقوق الإنسان.

تشير الظروف الحالية إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولى لمواجهة التعنت الإسرائيلى والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى. يجب على الدول والمنظمات الدولية تعزيز الضغط السياسى والاقتصادى على إسرائيل لوقف الانتهاكات والتطهير العرقى للفلسطينيين.

إن الصمت العالمى أمام التعنت الإسرائيلى وإصراره على القضاء على الشعب الفلسطينى هو أمر يستدعى القلق العالمى. يجب أن يتحرك المجتمع الدولى ويتخذ إجراءات فعالة لوقف الانتهاكات والظلم الذى يتعرض له الفلسطينيون، ويجب أن تكون العدالة وحقوق الإنسان قضية عالمية، وعلى الدول والمنظمات الدولية أن تتحمل مسئوليتها فى حماية الشعب الفلسطينى وتعزيز حقوقهم الأساسية وإن وقوفه صامتًا لن يؤدى إلا إلى تفاقم الأوضاع والتصعيد العنيف، ويجب أن نعمل جميعًا لتحقيق السلام والعدالة فى المنطقة.