عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

إذا سألتنى عن رموز القوى الناعمة المصرية منذ عشر سنوات، كنت سأجيبك بعشرات الأسماء المشهورة فى الأدب والمسرح والغناء والسينما والمسلسلات.. وفى السيرك كمان!

وإذا سألتنى اليوم عنها سأفاجئك بأننا فعلا نمتلك قوى ولكنها خشنة وليست رموزا وغير مشهورة وكلها من عامة الشعب لا من صفوته!

وقبل أن تسألنى عن هذه القوى الأخيرة سأذكرك ببعض التواريخ.. ففى عام ١٩٩٥ إذا قلت لك إن هناك تليفونًا تضعه فى جيبك وتتحرك به فى كل مكان ويعمل بدون سلك.. كنت ستقول عليّ مجنونا. ومع ذلك ظهر هذا التليفون المحمول فى مصر بعدها بشهور!.. وإذا قلت لك فى عام ١٩٩٩ إنه يمكنك من خلال هذا التليفون المحمول الدخول على الانترنت ورؤية الأفلام وسماع الاخبار من كل العالم كنت ستقول علىّ بخرّف.. وكل ذلك حدث وأكثر منذ عام  2000 ولو قلت لك سيكون بهذا التليفون كاميرا.. كنت ستقول كلاما لن تسمح به هنا الرقابة.. ومع ذلك بعدها بأربع سنوات 2004 انتجت شركة موتورولا هاتفا محمولا بكاميرا.. وكل ذلك حدث خلال العشرين سنة الماضية فقط..  حصلت طفرة تكنولوجية لم تحدث فى المائة سنة التى قبلها.. وهذا يعنى أن كل سنة قادمة سيحصل تطور تكنولوجى يساوى ما حدث خلال المائة سنة الماضية.. يعنى سنة واحدة بمائة سنة.. والتطور الذى سيجرى غدًا فى يوم سيساوى ما كان يجرى فى سنة!

وهذه التكنولوجيا فى وسائل الاتصال ليست مجرد تقنيات.. ولكنها فكر جديد يظهر ويتبلور منذ ظهور تطبيقات السوشيال ميديا، مثل اليوتيوب وتويتر الفيسبوك والواتساب..وأخيرًا التيك توك، التى اتاحت للمستخدمين تنزيل نصوصهم المكتوبة ولقطات الفيديو التى يصورونها بالمحمول على صفحاتهم.. وظهر من هؤلاء المستخدمين العشرات والمئات ثم الآلاف، وقد أصبح بعضهم أكثر شهرة من الرموز القديمة للقوى الناعمة بوسائلهم التقليدية مثل الإذاعة والمسرح والسينما والتليفزيون.. بل إن الكثير من المشهورين القدامى اضطروا إلى استخدام هذه التطبيقات لمنافسة اليوتيوبر التيك توكر وغيرهم من المشهورين اكثر منهم على منصات التواصل الاجتماعى من القوى الخشنة الجديدة.. وهى خشنة لأنها تقول الحقيقة أو تحاول الوصول إليها بدون ألوان ولا مكياج ولا فساتين ولا إضاءة.. والاهم بدون دولارات!

وكما قلت فى المقال السابق نحن فى عصر حرية إعلامية جديد لا سيطرة فيه للحكومات والجماعات والمنظمات والأحزاب.. أدواته يمتلكها كل الافراد.. أطفال، شباب، نساء، شيوخ.. وفى كل منزل حتى ولو كان عشة على الترعة.. نحن فى عصر الديمقراطية الحقيقية بمعناها الحقيقى وهو حكم الشعب بالشعب.. حتى ولو كان هذا الشعب مجرد أصوات وصور ولقطات فيديو عبر الموبايلات.. هؤلاء هم القوى الخشنة المصرية القادمة، والحقيقة ليست فى مصر فقط، بل فى العالم كله، وقد رأينا خلال الأسابيع الماضية كيف كشفت هذه المنصات الأهلية والعامة الجريمة البشعة التى ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية وآلة الفضائيات الغربية على شعب غزة!

قالوا كثيرًا.. إن العالم بعد الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون مثلما كان قبلها.. والحقيقة أن العالم والإعلام لن يكونا كما كانا بعد الحرب الاسرائيلية على غزة.. وكلمة السر هى القوى الخشنة!

 

[email protected]