رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

القضية الفلسطينية عميقة فى التاريخ، وهى من القضايا العربية المستمرة منذ ظهورها للمرة الأولى فى عام 1897 حتى اليوم، نشأت القضية الفلسطينية منذ تاريخ المؤتمر الصهيونى الأول الذى طرحت فيه فكرة بناء وإنشاء دولة تجمع يهود العالم على الأرض العربية الفلسطينية.

ومن هنا بدأت سلسلة من الخطوات انتهت بقرار تقسيم فلسطين عام 1948 ما بين اليهود من جهة والعرب والفلسطينيين من جهة أخرى، وتطور الصراع ليشمل دولًا أخرى حاربت الدولة المغتصبة عبر العديد من الحروب.

وما بين الانتصار والهزيمة والنكسات، دارت عجلة التاريخ، فقد كانت المؤتمرات الصهيونية هى حجر الأساس فى تجميع يهود أوروبا وأخبارهم بالفكرة ونشرها بينهم طوال سنوات عديدة عبر العديد من المؤتمرات وبناء بعض الجمعيات التابعة للحركة الصهيونية التى أنشئت فى عام 1880، حيث دعمت للمؤتمر الأول لطرح الفكرة فى عام 1897، وتم إنشاء جمعية أبناء صهيون والعديد من الفروع لها فى أوروبا وطرح فكرة إنشاء وطن قومى فى فلسطين من خلال وعد بلفور.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتصار بريطانيا على الدولة العثمانية والتى كانت صاحبة السيادة على فلسطين ومنطقة الشام، أصبحت فلسطين من نصيب بريطانيا بعد معاهدة سيفر ومن هنا بدأ الانتداب أو الوصاية البريطانية على الأراضى الفلسطينية عام 1922، وبدأت السلطات البريطانية فى تنفيذ وعد بلفور بتسهيل هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين، وكذلك تسهيل شراء الأراضى لهم وإجبار الفلسطينيين ولكنهم كافحوا من أجل أراضيهم وبلادهم، وقاموا بعدة ثورات ضد الوجود البريطانى واليهودى معا مثل ثورة البراق عام 1929 والتى اندلعت بسبب محاولات اليهود والاستيلاء على حائط البراق فى المسجد الأقصى المبارك فى مدينة القدس، وثورة 1936 الكبرى، والتى حملوا فيها الفلسطينيون السلاح ضد الإنجليز وضد العصابات اليهودية، بل ورافقها إضراب عام وعصيان مدنى لمدة ستة أشهر توقف فيها الفلسطينيون عن دفع الضرائب. وقد استمرت هذه الثورة المسلحة طويلاً وكانت هدفها الأساسى تحرير فلسطين عبر السلاح ضد ممتلكات بريطانيا فى البلاد، وكذلك المستعمرات التى بناها اليهود على أراضى فلسطين المغتصبة.

لم تكن خطوة قيام دولة إسرائيل فى عام 1948 سوى البداية الحقيقية للصراع الدولى الإسرائيلى، فلقد قامت الدولة المغتصبة بعد انتهاء الانتداب البريطانى بيوم واحد، وذلك فى 15 مايو 1948، وذلك على حوالى 77٪ من مساحة فلسطين التاريخية. بينما بقيت الضفة الغربية والتى تضم العديد من المدن مثل الخليل ونابلس ورام الله وجنين وغيرها ومساحتها الكلية حوالى 20٪ من مساحة فلسطين الكلية تحت إدارة الأردن، بينما انتقلت مساحة قطاع غزة وهى حوالى 1٫3٪ من مساحة فلسطين إلى الإدارة المصرية.

وهنا بدأت مأساة الشتات واللاجئين الذين تركوا ديارهم تحت وطأة العصابات اليهودية التى قامت بالعديد من المذابح مثل مذبحة دير ياسين وغيرها وهربوا إما إلى الضفة أو غزة أو الدول المجاورة خاصة الأردن ولبنان.

كان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية فى عام 1969 خطوة نحو المقاومة الفلسطينية المستمرة، وأصبحت هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى فى هذا الوقت، حيث اعترفت بها الدول العربية، وكذلك جامعة الدول العربية، وكان هدفها الرئيسى تحرير فلسطين عبر النضال والكفاح المسلح ضد إسرائيل.

وفى عام 1988 أثبتت المنظمة بعد سنوات من النضال المسلح خيار حل الدولتين، وأن تقام دولة فلسطين فقط على الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما تنقسم القدس على منطقتين الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الدولية والغربية تابعة للكيان الصهيونى.

على الرغم من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بقى قطاع كبير من الشعب الفلسطينى ينظر إلى الكيان الصهيونى على أنه العدو الأول خاصة مع المجازر والانتهاكات اليومية التى تحدث للفلسطينيين، والتى مازالت مستمرة حتى اليوم.