رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

سيناء هى عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصرى العظيم، فهى عبر التاريخ مطمع للغزاة، ومحط أنظار الطامحين والطامعين وهى كذلك المستهدف الأول بأشرس وأخطر موجة إرهاب مرت على مصر فى تاريخها كله، ولذلك كان تحرير سيناء من الاحتلال ومن الإرهاب ومن كل شر يصيبها أو يصيب أى جزء من أرض مصر هو عهد ووعد التزمت به القوات المسلحة المصرية الباسلة فى تحقيقه.

عن أهمية سيناء تحدث الدكتور جمال حمدان فى كتابه «شخصية مصر» بأنها ليست صندوقا من الرمال كما قد يتوهم البعض إنما هى صندوق من الذهب، كما يصف كيف كانت سيناء على مر التاريخ موقعاً للمعارك الضارية مع الغزاة، حيث كان ماء النيل هو الذى يروى الوادى كان الدم المصرى الذى يروى رمال سيناء، فسيناء كانت وما زالت مطمعاً للكثير من الدول على مر التاريخ حيث تدخل فى إطار الوطن التوراتى لإسرائيل، كما تعد سيناء ذات أهمية استراتيجية خطيرة، فهى حلقة الوصل بين مصر والمشرق العربى من ناحية وبين قارتى آسيا وأفريقيا.

ومن هذه الزاوية تعتبر مصر البوابة الجنوبية لدخول فلسطين ويعد خليج العقبة والسويس ضلعيه الأخيرين فضلاً عن أن سيناء هى الأرض التى نادى فيها سيدنا موسى ربه ودفعت هذه العوامل الكاتب النمساوى «هرتزل» مؤسس الصهيونية السياسية إلى التفكير فى اختيار سيناء لتكون وطناً لليهود ولقد زاد الاهتمام بشبه جزيرة سيناء بعد إنشاء خط سكك حديد السويس ومد خط التلغراف إليها، وعندما سافر «بالمر» إلى سيناء قبيل الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882، قاصداً بلدة نخل، كان الهدف الحقيقى من وراء هذه الرحلة دراسة الأوضاع فى سيناء، وفضل اليهود فى إقناع الدولة العثمانية بالتفريط فى سيناء، ولذلك لجأوا إلى الإمبراطور البريطانية لكى تساعدهم فى ذلك، وكان الوزير البريطانى «جوليان أمرى» متحمساً لتوطين اليهود فى سيناء والعريش وفلسطين، حيث كان يرى أن هذا التوطين يخدم المصالح البريطانية فيخلص بريطانيا من تدفق اليهود ومن ناحية أخرى يمد نفوذ الإمبراطورية البريطانية نحو فلسطين التى تمتلك موقعاً استراتيجياً مهماً للمصالح البريطانية خاصة بعد الانهيار المتوقع للإمبراطورية العثمانية.

ويعد انعقاد المؤتمر الصهيونى بمدينة بازل فى أغسطس 1897، الذى نص على إنشاء وطن قومى لليهود، تطوع يهود مصر فى دعم هذه الدعوة وتحملها رجل يدعى «ماركيو روخ»، الذى جاء إلى مصر عام 1896، وأسس منظمة صهيونية عرفت باسم «جمعية ماركوخيا» الصهيونية، وبدأت تتواصل مع «هرتزل»، وبعد انعقاد مؤتمر «بازل» اتجهت أطماع «هرتزل» صوب سيناء وسعى لإقامة وطن قومى لليهود وكان يرى أنه لو تمكنت شركة يهودية من أن تضع أقدامها فى سيناء والعريش فإنه سيبدأ إنشاء مشروع الوطن القومى، وكان يخطط للانقضاض منها إلى فلسطين، والمعروف أنه نجح فى إقناع وزير المستعمرات البريطانى «جوزيف ترشيرلين» عام 1902، وأحال مقترح «هرتزل» للوزير البريطانى «لاندسوت» والذى أحاله بدوره إلى اللورد «كرومر» واقترح «هرتزل» مشروعاً أسماه مشروع العريش يمنح اليهود امتيازاً باستغلال الأراضى الواقعة فى شبه جزيرة سيناء التى تحيط بمنطقة العريش، وكان من المقترح أيضاً إنشاء أنفاق تحت مياه قناة السويس لتمرير 51 ألف متر مكعب من المياه كل ثانية، وظلت الأطماع الصهيونية فى سيناء واستخدمت كل الوسائل للسيطرة على سيناء والعريش، وفى عام 1910، وقبيل الحرب العالمية الأولى تعالت داخل فلسطين أصوات جماعة صهيونية كانت تدعو لاستعمار جزء من سيناء وأسسوا لذلك مصرفاً بالقدس لتمويل مشروعهم وأطلقوا عليه «المصرف الأنجلوفلسطينى» لكن هذه المحاولة باءت بالفشل أمام حرص الحكومة المصرية على عدم التفريط فى أى شبر من أرض سيناء.

سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية بعزم الرجال من أبناء الشعب المصرى وقواته المسلحة، ويتأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى «مش هنسيب سيناء لحد.. سيناء بتاعة المصريين» وكما حررناها من الاستعمار ومن الإرهاب فإننا قادرون على حمايتها من أى محاولات يخطط لها الطامعون.