رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

سرت المخاوف من السياسة التى تتبعها الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وتواطئها الدائم مع الكيان الصهيونى الغاصب. لقد جبلت أمريكا على اعتناق تلك الرؤية، فهى تنظر لإسرائيل بوصفها امتدادا لها فى المنطقة أو بالأحرى الكيان الذى تعتمد عليه لتحقيق مصالحها فى الشرق الأوسط، فهو النبتة الخبيثة التى حرصت الولايات المتحدة على زراعتها فى المنطقة من أجل دعمها وتنفيذ أجندتها الشيطانية من أجل قيامها بخدمة مزدوجة تصب بالإيجاب فى صالح الدولتين معا.. أمريكا والكيان الغاصب.

التحمت الولايات المتحدة بإسرائيل وتبعها الغرب المريض من أجل التكاتف ونصرة الكيان الغاصب المسكون بالصلف والعنصرية المقيتة والعدوان الشيطانى الغادر. وبات هذا هو المناخ السائد فى الأراضى الفلسطينية. مناخ سوداوى دفع الفلسطينيين فى غزة إلى محاولة التخلص منه عبر العملية التى أطلقوا عليها (طوفان الأقصى)، وجاء هذا بعد أن فاض بهم الكيل. ومن جديد اندفعت أمريكا نحو مساندة الطاغوت المجرم، ودعمه بشتى السبل ليكون هذا الدعم تشجيعا ودافعا له نحو الإمعان فى ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة.

ولا شك أن الدعم الأمريكى زاد من حمية الكيان الغاصب بعد أن صوره «بايدن» فى صورة المناضل، وفى المقابل صور الفلسطينيين فى صورة من يمارس الإرهاب. وانعكس هذا بالإيجاب على الكيان الغاصب فمضى يرتكب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وأشاع الرعب، وعاش بذلك فى صورة الأكذوبة التى روجها له الغرب. وقف الغرب المريض داعما لإسرائيل، ومضى فى غير حياء يزيف التاريخ ويقلب الحقائق ويروج الأكاذيب عبر آلته الإعلامية الجهنمية. ويرد التساؤل هنا: علام يرتع الغرب فى التعامى عما يحدث على أرض الواقع من جانب إسرائيل؟، بل ويلوذ بصمت رهيب حيال الأحداث والوقائع الشيطانية التى ترتكبها إسرائيل غير مبال بالشرعية الدولية والقوانين والأعراف التى وطأتها إسرائيل بالأقدام. 

رأينا المفوضية الأوروبية، والتى تعتبر أكبر طرف مانح للفلسطينيين تشرع فى مراجعة مجموعة كاملة من مشاريع التنمية بقيمة تزيد على 691 مليون يورو، وكأنها بذلك تغيب نفسها عما ترتكبه إسرائيل من جرائم، والتى كان آخرها قتل المرضى العزل من خلال قصفها المستشفيات. وهذا ما حدث بالفعل فى الثامن عشر من الشهر الماضى عندما قصفت إسرائيل مستشفى « المعمدانى» الذى يؤوى مئات العائلات من النازحين الفلسطينيين فى غزة لتسفر العملية عن سقوط خمسمئة شهيد وجرح ستمئة آخرين.

كان يتعين على الغرب إن أنصف رفع الصوت عاليا للتعبير عن مشروعية قضايا العرب وحقوقهم حتى تكون هناك وقفة جادة ضد السلوك العدوانى المريض. ولكن وللأسف ظهر الغرب بعيدا عن الحق ولا أدل على هذا من اندفاع الاتحاد الأوروبى ليزيد الطين بلة، فيعلق كل مساعداته للجانب الفلسطينى، ويمعن بذلك فى إظهار وجهه القبيح. وينسى فى خضم ذلك أنه يعاقب الشعب الفلسطينى بأكمله. لقد سجلت إسرائيل بفعلتها الآثمة هذه لحظات الرعب والموت التى غدت شاهدا على المذابح التى ينفذها الكيان الصهيونى الغاصب بدم بارد.

وها هى الولايات المتحدة وقد تواطأت مع الكيان الصهيوني، ويأتى «بايدن» ليثبت عن جدارة أنه مجرم حرب عندما يتماهى مع إسرائيل ويبادر بإلصاق جريمة قصف مستشفى «المعمدانى» بالفلسطينيين، وهى الجريمة التى نفذتها إسرائيل بضربة جوية على المستشفى استهدفت الأطفال وحولتهم إلى أشلاء لتصبح العملية مجزرة القرن الحادى والعشرين.