عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يسقط قتلة الأطفال.. يسقط الاحتلال الإسرائيلى!

التاريخ لا يغفر ولا يتجاهل المجازر البشعة التى ارتكبتها إسرائيل، كل ما حدث مدون فى كتاب محفوظ بدماء الشهداء الذين مزقتهم الآلة الصهيونية العمياء ليكون تحت يد الأجيال الجديدة التى ستأخذ بالثأر ولو بعد حين!.

تقول أم فلسطينية: رجعت إلى المنزل بعد أن أدخلت طفلى مستشفى الأهلى المعمدانى بقطاع غزة للعلاج «قبل القصف» وعندما عدت للاطمئنان عليه من مرضه، فلم أجد طفلى ولا الطبيب ولا المستشفى، فقد مات الطبيب والمسعف والمريض! وأضيف إلى كلام الأم الثكلى وغيرها من الأمهات الفلسطينيات: لقد مات الضمير، وماتت الإنسانية، ومات العدل، وانتزعت ورقة التوت من على الدول الكبرى وعليها ألا تحدثنا عن مفاهيم حقوق الإنسان بعد وقوفها متفرجة، وبعضها مشجعة أو مشاركة للعدوان الإسرائيلى البشع على الشعب الفلسطينى مثل الإدارة الأمريكية، وموقفها المخزى من المذابح اليومية التى ترتكبها إسرائيل فى الأراضى المحتلة منذ ما يقرب من أسبوعين متواصلين ضد المواطنين الفلسطينيين العزل بقصد إبادتهم.

هناك مخطط يتم تحت سمع وبصر الدول العربية تقوده إسرائيل لتصفية الأراضى الفلسطينية من أصحاب الأرض، وإجبارهم على تركها، وتخييرهم بين الموت تحت القصف أو النزوح عن أراضيهم، لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيًا وسياسيًا سعى الاحتلال لطرحها على مدى الصراع العربى الإسرائيلى.

الشعب الفلسطينى يتعرض لكارثة بعد قيام قوات الاحتلال بقطع المياه والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وإغلاق معبر رفح من الجانب الإسرائيلى لمنع دخول الغذاء إلى الفلسطينيين من جانب مصر، وتمارس قوات الاحتلال هذه الأعمال الانتقامية ضد الفلسطينيين لإجبارهم على التهجير القسرى بعد انهيار المنظومة الطبية تمامًا فى غزة. وعندما هرع آلاف الفلسطينيين إلى مستشفى المعمدانية للاحتماء بها من القصف هاجمتها القوات الإسرئيلية بالقنابل فسقط مئات القتلى من الأطفال والشيوخ والنساء من مواطنين وهيئة المستشفى، كما أصيب المئات فى هذه العملية الهمجية الإسرائيلية بالمخالفة لقانون الحرب والقانون الإنسانى والقانون الدولى.

الهمجية الإسرائيلية الممنهجة على الشعب الفلسطينى تشهد عليها الدول المتحضرة فى أوروبا والتى تزعم بعضها أنها تدافع عن القيم الإنسانية، فإن المجازر التى ترتكبها يوميًا قوات الاحتلال ليست الأولى التى شهدتها مستشفى المعمدانى يوم الثلاثاء الماضى 17 أكتوبر، ولكن جرائم إسرائيل السابقة مرصودة فى أسود صفحات التاريخ التى تؤكد استهداف إسرائيل للمواقع المدنية وقتل الأبرياء من الأطفال، كما حدث فى الهجوم الذى شنته القوات الجوية الإسرائيلية على مدرسة بحر البقر فى محافظة الشرقية بمصر، والتى عرفت بمجزرة بحر البقر فى 8 أبريل 1970، حيث قصفت طائرات الفانتوم الإسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة فى قرية بحر البقر بالحسينية، ما أدى إلى استشهاد 30 طفلاً وإصابة 50 طفلا وتدمير مبنى المدرسة بالكامل فى عمل وحشى يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية. كما لا ينسى التاريخ مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا.

قبل أن يتسع الخرق أكثر من ذلك ودخول المنطقة بالكامل فى حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، لابد أن يتحمل مجلس الأمن إذا كان على قيد الحياة مسئوليته فى التعامل مع هذه الأحداث، وأن ينظر إلى القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، وأن يضع من الإجراءات ما يحمى الحقوق الفلسطينية، وفى مقدمتها حق الشعب الفلسطينيى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف العمليات العسكرية فى قطاع غزة ومحيطة بشكل فورى وبين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على مختلف الجهات، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية التى تقودها مصير لإحتواء الموقف، واستعادة التهدئة.

إن غض البصر عن ممارسات إسرائيل غير الإنسانية ضد الفلسطينيين يمثل عارًا فى جبين المجتمع الدولى للأبد بعد كسر إسرائيل كل الأعراف والمواثيق الدولية التى تجعلها تحاكم عليها أمام المحكمة الجنائية الدولية. وكما يشهد التاريخ على جرائم إسرائيل، يشهد أيضًا على صمت الدول الكبرى وتخليها عن واجباتها فى وقف حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى، سيحاسب التاريخ كل من أغمض عينيه وفى المقدمة الإدارة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، ولا تتحرك لإنقاذ أبرياء يدفعون ثمن الدفاع عن وجودهم فوق أرضهم المحتلة.