رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فى معرض استعراض وقائع الأحداث وتطوراتها على صعيد الصراع المحتدم بين حماس وإسرائيل كانت مصر الأكثر جرأة فى التعامل مع الحدث. ولقد شهد على ذلك ما قاله الرئيس «عبدالفتاح السيسي» لوزير الخارجية الأمريكى «أنتونى بلينكن»: (إن عمليات إسرائيل العسكرية قد تجاوزت حدود الحق فى الدفاع عن النفس، وتحولت إلى عقاب جماعى). وفى تلك الأجواء يتساءل المرء عما إذا كانت زيارة «جو بايدن» إلى اسرائيل، وإظهاره التضامن الكامل مع الكيان الصهيونى يمكن أن ينظر إليها على أنها زيارة استفزازية من قبل الغرب، وقد يرى آخرون أن هذه الزيارة قد تساعد فى تأكيد رسالة ضبط النفس، وهو الأمر المشكوك فيه، لا سيما وأن الولايات المتحدة تتبنى لغة اسرائيل فى تشبيهها لحركة حماس بتنظيم الدولة الاسلامية.

لقد عمدت إدارة «بايدن» على تركيز سياستها فى الشرق الأوسط على دمج اسرائيل بالمنطقة عبر تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وآخر محاولاتها سعيها لإبرام اتفاق تطبيع مع السعودية، والذى لم يحدث بعد اشتعال الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل. وجاءت زيارة «بايدن» لإسرائيل تتويجا لأسبوع من الجهود الدبلوماسية الأمريكية المكثفة، والتى استهدفت أمريكا من ورائها إظهار الدعم لأقرب حلفائها فى المنطقة. وقال «ديفيد شينكر» مساعد وزير الخارجية الأمريكى السابق لشئون الشرق الأوسط: (يحاول بلينكن تمرير موقف صعب للغاية، وحتى الآن يبدو أنه يبلى بلاء حسنا. لكن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التعقيد).

أراد «بلينكن» من زيارته لست دول عربية العمل على اقناعها كى تدين بشكل واضح حركة حماس الهجوم غير المسبوق الذى شنته على اسرائيل فى السابع من أكتوبر الجارى، كما أراد منها أن تحد من انتقاد الحملة العسكرية الاسرائيلية الجارية فى قطاع غزة. واليوم تثار المخاوف مجددا من أن اندلاع صراع اقليمى قد يجبر أمريكا على الانغماس مجددا فى الشرق الأوسط. ولهذا زادت من دعمها للكيان الصهيونى فى مجال التسليح إلى درجة أرسلت معها حاملتى طائرات إلى المنطقة فى رسالة تحذيرية واضحة على أساس أن سلاح الردع يشكل جزءا كبيرا من استراتيجية الإدارة الأمريكية فى دعم اسرائيل، وهو دعم مبالغ فيه، فلم يحدث أن اجتمعت حاملتا طائرات فى منطقة فى فترة زمنية واحدة اللهم إلا فى الحرب العالمية الثانية. وما من شك فى أن أمريكا ستقف بقوة إلى جانب اسرائيل، ولكن ما الثمن؟، وكيف سيؤثر ذلك على قدرة واشنطن على رسم ملامح الحقائق الاستراتيجية الجديدة التى تتشكل على الأرض؟

أمريكا منهمكة فى دعم اسرائيل، بيد أن التطورات الحادثة لا يمكن أن تسمح للرئيس «بايدن» برفاهية ما كان يبغيه من وراء هذا الدعم. وما تؤكده سياسة «بايدن» اليوم هو أن أمريكا تتعامل بمنطق البلطجى المسجل خطر، وأظهر موقفها حقيقة وجهها القبيح، وزادت وتيرة إجرامها عندما ألصقت جريمة قصف مستشفى المعمدانى التى ارتكبتها إسرائيل ــ  بالفلسطينيين، حيث قال «بايدن» خلال زيارته لإسرائيل: (يبدو أن الجانب الآخر هو من فعلها).! ووضح الحق عندما صرح المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن اسرائيل هى التى قصفت المستشفى بحجة احتماء حركة حماس به. لقد أثبتت الولايات المتحدة بمواقفها الموغلة فى الدناءة أنها عدوة الانسانية، ولا يعنيها فى الأساس إلا حماية حليفتها المدللة اسرائيل، ولا أدل على ذلك مما قاله «بايدن» مؤخرا فى معرض تعقيبه على الأحداث:(لو لم تكن هناك اسرائيل فى الوجود لعملنا على إقامتها).