رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل قابلت يومًا أحد اللصوص؟ إذا بادرت بطرح هذا السؤال على أحد المعارف أو الأقارب أو الأصدقاء، فستكون الإجابة ضحكات متقطعة من السخرية والتعجب والاستنكار، فلا أحد تقريبًا إلا وقد وقع ضحية للص أو كان شاهدًا على واقعة حدثت. المهم فى هذا الموضوع هو نوع اللص وليست هيئته أو صفاته، فعموم اللصوص يتمتعون بالدهاء، كما يجمعهم المكر غالبًا وخفة الظل أحيانًا، ويجتمعون دائمًا على هدف واحد وهو سطو وسلب ما لا يحق لهم.

الغريب فى مسألة اللصوص أن يدعى أحدهم الإخلاص، مثل الذى صادفه «بدرو أفندى لاما» الممثل الأول فى شركة «كوندور فيلم»، فبعد أن خرج «لاما» من إحدى دور الصور المتحركة فى شارع عماد الدين 1930، رأى لصاً خفيف الحركة يدور حول سيارته، يحاول فك صواميل البوق «الكلاكس أو الزمارة أو آلة التنبيه» أيها أقرب إليك، وعندما رآه اللص فر هاربًا حتى أدركه «بدرو أفندى» وقبض عليه، وسلمه للبوليس، وهناك أظهر اللص دهشته من القبض عليه، ولم ينكر أنه كان يخلع «البوق»، لكنه لم يقصد السرقة مطلقًا ولم يفكر فيها.. وكل ما فى الأمر أنه يعلم أن هناك بعض اللصوص الذين يسرقون أبواق السيارات، فأراد خلع هذا البوق ووضعه داخل السيارة حتى يكون فى مأمن من السرقة، فالمسألة إخلاص وخدمة عامة ليس أكثر!!

قد يكون اللص جريئاً يشبه أبطال عالم الخيال فى روايات الجيب، ويكون اسمه كافيًا لإدخال الخوف فى النفوس، مثل «أحمد السمالوطى» الذى نشر الرعب فى الإسماعيلية، ذاك اللص الذى دخل ليلًا منزل «مسيو برييره» صراف شركة قنال السويس، وقبل أن يكتشف «المسيو» ماهية تلك الحركة غير المألوفة التى سمعها فى المنزل، وجد «أكرة» باب غرفة نومه تتحرك، ودخل عليه شبح رجل يتلمس «زر» الكهرباء حتى وصل إليه، وأشعل النور، فتجمد «المسيو برييره» وكتم أنفاسه، وتظاهر بأنه مستغرق فى نوم عميق، وبعد تأكده من أن «السمالوطى» يعرف أنه مستيقظ، كان رد الفعل الوحيد الذى قام به «المسيو» أنه أدار ظهره واتجه بوجهه إلى الحائط، كأنه يقول « للسمالوطى».. البيت بيتك خد راحتك!!

 ولما علم «السمالوطى» أن الرجل لن يقاوم، ولن يعرض نفسه للهلاك، خرج إلى غرف المنزل يسلب ما يشاء فى هدوء وتأنٍ، وبعد انتهاء جولته عاد إلى غرفة نوم «المسيو» ونظر إليه مبتسماً، كأنه يلقى التحية، وأطفأ الأنوار ثم خرج واختفى!!

مرت الأيام وتعددت شكاوى موظفى شركة القنال من هذا اللص الجرىء، فلم يكن يمر يوم إلا ويدخل «السمالوطى» منزل أحدهم، فقد تمت سرقة منزل «المسيو فكتور برتران»، ثم منزل «المسيو جارداريه»  ثم منزل «المسيو فردجوه».. وغيرهم.

وبعد القبض على «السمالوطى» فى نوفمبر 1930 عن طريق الصدفة، لم يصدق أحد الخبر، وظنوا أن البوليس يقول ذلك لتهدئة روع الناس، وطلبت شركة القنال التأكد من صحة الخبر، فقام البوليس بإرسال «السمالوطى» مكبلًا بالحديد إلى مركز الشركة، وتم عرضه على الموظفين الذين تمت سرقة منازلهم، وقد تعرفوا عليه.

وهناك اللص الخفى الذى لا تراه العيون ولا يترك أثرًا، مثلما حدث ليلة 25 أبريل 1930، عندما خرج «المستر كوين بويد» مدير الإدارة الأوروبية بوزارة الداخلية من منزله بحى جاردن سيتى يتريض قليلًا، وبعد عودته إلى المنزل وجد تحفه الثمينة قد اختفت، وكانت المسروقات عبارة عن علبة سجائر من البلاتين منقوشة بخطوط من الذهب، ثمنها أربعون جنيهًا، وساعة يد من الذهب، وساعة جيب من الذهب، وسلسلة من الذهب، ودبوسى ياقة من الذهب، وخاتمين من حجر أحمر قديم مركبين على ذهب... يعنى أن كله ذهب فى ذهب، وقد ذهب بهم السارق دون أن يترك أثرًا!!

الخلاصة..  هناك أنواع لا حصر لها من اللصوص تختلف باختلاف الحكايات، وتتجدد مع مرور الساعات، فمنهم الجرىء، والمحتال، والمختال، والخطَّاف، والمكسوف، والغبى، والكذاب، ومنهم اللص الخفيف، واللص الخفى، وصولًا إلى اللص المخلص وهو أخطرهم إذا تجمعت فيه صفات بقية اللصوص. 

[email protected]