رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

حملت المرأة المصرية ألقابا عظيمة فى مصر القديمة مثل: طاهرة اليدين، العظيمة فى القصر؛ سيدة الحب، سيدة الجمال، عظيمة البهجة.. ووصلت المرأة المصرية فى التاريخ الفرعونى لدرجة التقديس، فظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور، بل إن إلهة الحكمة كانت فى صورة امرأة، والإلهة إيزيس كانت رمزا للوفاء والاخلاص.. وجعل المصريون القدماء للعدل.. إلهة وهى ماعت، وللحب إلهة وهى حتحور، وللقوة سخمت، كما حصلت المرأة المصرية على وظيفة دينية فى المعابد مثل كبيرة الكاهنات وحتى الملكة حتشبسوت حصلت على لقب يد الإله. واستطاعت المرأة فى مصر القديمة الدخول فى العديد من ميادين العمل المختلفة، وشاركت فى الحياة العامة، وكانت تحضر مجالس الحكم، وكانت لها حقوق رضاعة الطفل اثناء العمل، ووصل التقدير العملى لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد، فقد تولت الملك فى عهود قديمة مثل حتب، ملكة طيبة؛ وحتشبسوت؛ وتى زوجة اخناتون؛ وكليوباترا، كما عملت المرأة بالقضاء مثل نبت، حماة الملك تيتى الأول من الأسرة السادسة، وأيضا العمل بمجال الطب مثل بسشيت.

كانت المرأة المصرية قديما تحيا حياة سعيدة فى بلد يبدو أن المساواة بين الجنسين فيه أمر طبيعى، وكذلك وضعت الحضارة الفرعونية أول التشريعات والقوانين المنظمة لدور المرأة وأول تلك التشريعات وأهمها تشريعات الزواج أو الرباط المقدس من حيث الحقوق والواجبات والقائمة على الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة باعتبارها هى ربة بيت والمتحكمة الأولى فيه، بالاضافة لحقها الكامل والمتساوى مع الرجل فيما يختص بحق الميراث، كذلك كان لها ثلث مال زوجها فى حالة قيامه بتطليقها بدون سبب.. كما كان المصرى القديم دائم الحرص على أن تدفن زوجته معه فى مقبرة باعتبارها شريكته فى الدنيا وبعد البعث أيضا.

كان الزواج فى مصر القديمة يمثل رباطا مقدسا يجمع بين المرأة والرجل، فقد قدس المصرى القديم الزواج، وحفظ للمرأة المصرية جميع حقوقها الزوجية، كانت عقود الزواج فى مصر القديمة تصب فى مصلحة المرأة وتضمن لها حقوقها حال وقوع الطلاق. كانت المرأة هى التى تبدأ بخطبة الرجل وعرض الزواج عليه. وهناك أوراق بردية تدل على أن الزواج من واحدة كان معروفا حتى فى عصر ما قبل الأسرات أى قبل 7 آلاف سنة. وكان ذلك بمثابة الدليل على أهمية الزواج ومدى قدسيته.

وكانت المرأة تعتبر الرفيق لزوجها واعتادت أن تساعده فى تدبير شئون البيت والصيد البرى وصيد الأسماك والطيور. وكانت تستيقظ فى الصباح الباكر لإعداد الافطار لزوجها وأبنائها، وينصرف الزوج وأكبر الأبناء إلى العمل، ويذهب الأبناء الصغار مع الماشية والأوز، أو تذهب الأم بهم إلى المدرسة للتعلم.

ومن أقوال الحكماء المصريين عن أهمية رعاية المرأة ووصاياهم لأبنائهم، والتى وجدت على إحدى البرديات التى سجلت تلك الوصايا. قال الحكم بتاح حتب: منذ حوالى 2400 عام قبل الميلاد إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، واعتن بها.. ترعى بيتك، وأطعمها كما ينبغى، اكسِ ظهرها واستر عليها عانقها وأوفِ لها طلباتها افتح لها ذراعيك، وادعها لإظهار حبك لها.. اشرح صدرها وأدخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها؛ فهى حقل طيب لسيدها وإياك أن تقسو عليها فإن القسوة خراب للبيت الذى أسسته.

فهو بيت حياتك، لقد اخترتها أمام الإله فأنت مسئول عنها أمام الإله. حافظ عليها مادمت حيا، فهى هبة الآلهة، التى استجابت لدعائك، فأنعمت بها عليك وعليك تقديس النعمة إرضاء للآلهة؛ «حس بآلامها قبل أن تتألم.. أنها أم أولادك؛ إذا اسعدتها أسعدتهم، وفى رعايتها رعايتهم».