عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

مــــــن بــــــــرّ والـــــــدهُ وأمَّـــــهْ فـــاقــــصـــدهُ مــخــتــاراً وأُمَّــــهْ

واغـــــنــــم فـــضـــائــــلــهُ فـــــذا

لــك وحـــده فــــى الـــدَّهـــر أُمَّـةْ

كــــم جـــــرَّ بــــرُّ الـــــوالــــديـــ

ــن فــوائـــــداً لــلـــمـــرء جــمّــةْ

مـــنـــهـــا رضـــا الــلَّـــه الّــــذى

يـــكــفــى الــفــتــى مـا قـد أهــمّــهْ

وأخــــو الـــعـــقــــوق كــمـــيّـــتٍ قـــد صـــار فـــى الأحــيــاء رمّــةْ

بعض ابيات للشاعر الفلسطينى عمر اليافى تلخص فوائد بر الوالدين وعقاب من يعقهما، ليت كل شاب يقرأها ويتدبر رسالتها، لكن للأسف الكل مشغول بدنياه، مهموم بمصالحه، كثيرون منا يمارسون الجحود دون أن يشعروا أنهم يرتكبون واحدة من أخطر الكبائر، واقصى ما يمكن ان يفعلوه ان يفكروا فى ايداع ابائهم او امهاتهم فى دور المسنين، بحجة انهم لا يتحملون مسئولية رعايتهم، كارثة انسانية بكل المعانى، عندما يتجرد الابن من مشاعره وينسى كم عانى الاب او الام من اجل تربيته، كم سهروا الليالى خوفا عليه، كم اجتهدوا وكافحوا من اجل ان يوفروا له ما يريد، وفى لحظة يضيع كل هذا ويلقيه الابن وراء ظهره ليتخلص من والده أو والدته. 

وليت الامر يتوقف عند هذا بل احيانا نجد ابناء يتعجلون الموت لآبائهم، وبعضهم لا يتردد فى اقامة دعوى حجز ليسيطر على اموالهم بتنعم بها بينما والده او امه تبكى دما حزنا على عمر ضاع فى تربية ناكر للجميل.

جحود الأبناء وعدم اهتمامهم بآبائهم ظاهرة مؤسفة ومحزنة ،  اسبابها متعددة ومتنوعة ومعقدة قد يكون السبب الرئيسى هى ضغوط الحياة اليومية والمسؤوليات الشخصية والمهنية التى يواجهها الأبناء، فقد يجد الأبناء أنفسهم مشغولين بشكل كبير فى أعمالهم وأسرهم ولا يستطيعون تقديم العناية الكاملة لآبائهم، بالطبع هذا لا يمكن ان يكون مبرر لكنه حالة موجودة فى الحياة لا ننكرها، وقد يكون لدى الابناء  أيضًا صعوبة فى التعامل مع مشاكل صحية أو نفسية للآباء مما يدفعهم إلى اللجوء إلى دور المسنين لتوفير الرعاية المناسبة.

وبعض الأبناء قد يشعرون أيضًا بالعجز أمام احتياجات آبائهم، خاصةً إذا كانت تلك الاحتياجات تتطلب رعاية متخصصة أو إجراءات طبية معقدة قد يكونون غير قادرين على تقديم هذه الرعاية بشكل صحيح، وبالتالى يرون دار المسنين كحلٍ مناسبٍ لتلبية احتياجات آبائهم. 

مع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه ليس فى كل الحالات يكون جحود الأبناء هو السبب الرئيسى وراء إيداع الآباء فى دور المسنين، فقد تكون هناك أسباب أخرى مثل ضعف القدرة على الاعتناء بالذات، أو عدم وجود دعم اجتماعى قوي، أو صعوبات مالية تمنع الأبناء من توفير الرعاية اللازمة. 

بغض النظر عن الأسباب، يجب أن نعمل جميعًا على توفير الدعم والرعاية اللازمة للمسنين. يجب أن نعزز العلاقة الأسرية ونشجع الأبناء على تقديم العناية والاهتمام لآبائهم فى منازلهم يمكن أن تتضمن هذه الجهود إنشاء برامج دعم للأسرة، وتوفير خدمات الرعاية المنزلية، وتعزيز الوعى بأهمية رعاية المسنين. 

علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك جهود من جانب المجتمع بأكمله لتوفير دور المسنين على أفضل وجه يجب أن تكون هذه الدور مكانًا آمنًا ومريحًا للمسنين، حيث يتم توفير الرعاية الشخصية والطبية اللازمة، ويجب أن يتم تعزيز العناية الفردية والاحترام لكرامة المسنين، وتوفير الأنشطة الترفيهية والاجتماعية للحفاظ على روحهم المرتفعة والتفاعل الاجتماعى. 

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك تواصل واضح ومفتوح بين الأسرة والدار، حيث يتم تشجيع الزيارات المنتظمة والتفاعل العائلى. يجب أن يشعر المسنون بالمحبة والرعاية من قبل أسرهم وأنهم لا يزالون جزءًا من المجتمع.

فى النهاية، يجب أن نتذكر أن رعاية المسنين هى واجب إنسانى وأخلاقى. ليس على الأسرة فقط بل على المجتمع ويجب أن نعمل جميعًا على تعزيز الوعى بهذه القضية الانسانية.