رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

هذا هو الجفاء ليس فقط بالسهو عن الصلاة والسلام على النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى كل وقت وكل حين وأى مكان وخاصة فى ذكرى مولده.. ولكن من الحكمة أن يقتصر الاحتفال بهذا الحدث الجليل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحلوى واستدعاء أصحاب الموالد والمواويل وراقص التنورة.. علاوة على عادات العروسة والحصان دون أن نتعلم.

لقد أصبح التفرغ للخلاف حول الاحتفال بالمولد النبوى حلال أم بدعة وحرام أمورا نظل عاكفين عليها سنويا فى تلك الذكرى العطرة.. تلك الذكرى التى لم تترك لنا  أثرًا سوى على البطون وراحة النفس بالمواويل، ولكن الآن ما هو المطلوب فى تلك الذكرى العطرة؟

  مطلوب أن نترك الخلاف فى تلك المناسبة حتى لا تذهب ريحنا ونزداد ضعفا على ضعف.

إنها فرصة للزيارات وصلة الرحم وعقد دروس العلم وتدارس سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه والتعلم منهم. الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ بالعلم والأخذ بسنته صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه ليل نهار، والتطيب بذكر أفعاله والأخذ بها.. هكذا يكون الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، لابد وأن يكون الاحتفال التعلم من سيرته، والتوقف عن التبديع، فمن أراد الاحتفال بالحلوى فليحتفل ومن أراد تركها فلا يبدع غيره.. ربما تلك الذكرى العطرة تفتح قلوبنا فى أن يتوقف بعضنا عن ظلم البعض حيث يغفر الله الذنوب جميعا ولكن عند المظالم لابد أن يغفر المظلوم لمن ظلمه.. وتلك المناسبة العطرة ربما تكون فرصة أن يتوجه كل من أساء إلى غيره بالاعتذار، إنها فرصة عظيمة لإرضاء الله ورسوله وأجمل وأطيب احتفال بتلك الذكرى العطرة.

نعم فرصة أن ينهى كل ظالم مظلمته وأن يعقد العهد على ألا يعود إلى ظلم أخيه، حيث لابد من تحذيرِ الظالم قبل فوات الأوان، وقبل أن يدركه الموت.

ففى الصَّحيحَينِ من حَديثِ أبى قَتادَةَ الأنصاريِّ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال عن موتِ أمثالِ هؤلاءِ: «يَستريحُ منه العبادُ والبِلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ».

وتبقى أجمل هدية نهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم مولده أو فى تلك الذكرى العطرة أن ننهى كل الخصومات والمظالم، ولا يظن بعض العباد أنهم معصومون عن الظلم فمجرد عبثك فى وجه أخيك دون داع هو ظلم ومجرد عتاب الزوجة زوجها على أتفه الأسباب هو ظلم.. أشياء كثيرة نظن أنها من المبيحات نفعلها يوميا فى حق العباد وهى مظالم لا تغتفر كونها لا تمحى إلا بعفو المظلوم. واجعل دعاءك دائما عند النصيحة: اللهم لا تجعلنى جسرا يعبر به إلى الجنة ثم يلقى فى نار جهنم، اللهم إنى أعوذ بك أن أذكرهم بك وأنساك.