عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول الله سبحانه وتعالى: «وإِنْ أَرَدتُّمُ استبدالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا»، الآية 20و21 سورة النساء. فلقد وصف الله سبحانه وتعالى الميثاق بين الزوجين بأنه ميثاق غليظ لقوته وعظمته وأهميته فى بناء الأسرة. والميثاق الغليظ هو العهد الذى أُخذ للزوجة على زوجها.
إن الاختيار الصحيح قبل الزواج يعتبر عاملًا مهمًا فى بناء الأسرة، لأنه يعطى فعالية للميثاق الغليظ الذى يأخذه الزوج عهدًا على عاتقه تجاه الزوجة وبالتالى تجاه الأسرة، إن الأسرة هى الخلية الأساسية فى المجتمع وهى التى تعكس ما يتصف به المجتمع من حركة، فالأسرة تعكس تماسك المجتمع أو تفككه وتعكس قوته أو ضعفه، وتعكس تقدمه أو تأخره، فإذا صلحت الأسرة صلح الفرد وصلح المجتمع.
إن اختلال النظام الأسرى يؤثر على استقرار المجتمع، فإذا تفككت الأسرة وفقد الارتباط الأسرى قيمته وتقطع الميثاق الغليظ فقد الزواج قيمته لانعدام معنى الإمساك بالمعروف، وبالتالى انعدام المودة والرحمة، إن العلاقة الزوجية يحميها ويظللها الميثاق الغليظ فى مفهومة العميق، الإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان، إن هذه العلاقة هى آية من آيات الله فى الكون، قال الله سبحانه وتعالى «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الآية 21 سورة الروم.
إن الأسرة هى الجماعة الإنسانية المكلفة بواجب استقرار وتطور المجتمع، والأُسر فى مجموعها هى التى تؤثر على نمو الأفراد وعلى أخلاقهم منذ المراحل الأولى من العمر حتى يستقل الإنسان بشخصيته ويصبح مسئولًا عن نفسه ويصبح عنصرًا فعالًا فى المجتمع.
إن المؤسسات الإعلامية والتعليمية والدينية عليها واجب هام فى تثبيت فكرة أهمية تكوين الأسرة وتنمية العلاقات الإنسانية داخل الأسرة فى إطار المودة والرحمة وتحت مظلة الميثاق الغليظ، إن هذا الأمر ينعكس على قوة المجتمع ومنعته فى مواجهة رياح التفكك ومحاولة هدم فكرة الأسرة المتماسكة والتى تجتاح المجتمعات الغربية تحت دعاوى حرية الإنسان، لا شك أن مظلة الميثاق الغليظ وقاعدة المودة والرحمة كل ذلك كفيل بصلاح الأسرة وبالتالى صلاح المجتمع.