صادرات الغذاء المصرى تتحدى التضخم

مصانعنا تسجل أعلى معدلات التوريد لدول السودان وليبيا وفلسطين

رغم موجات التضخم الشديدة التى تواجهها غالبية اقتصاديات البلدان فى مشارق الأرض ومغاربها بما فيها البلدان ذات الإنتاجيات العالية فى المنتجات الزراعية على وجه الخصوص مثل البرازيل وروسيا وأوكرانيا والهند وغيرها سواء فى أوروبا، أو أمريكا الجنوبية استطاعت الشركات المصرية المنتجة للغذاء الصمود، ومواجهة هذه الموجات..

تمثلت أبرز ملامح مواجهة الشركات المحلية لموجات التضخم العالمية فى، ارتفاع معدلات الإنتاج الغذائى وتغطية نسبه كبيره من احتياجات السوق المحلى، ثم التصدير للأسواق الخارجية لتحقق الصناعات الغذائية واحدة من أشد المعادلات صعوبة وهى الإنتاج وتغطية حاجة السوق المحلى، والتصدير فى نفس الوقت فى ظل أزمات عالميه ملاحقه منذ اندلاع جائحة كورونا فى أوائل عام 2019، مرورًا بحالات التقشف فى العديد من الدول الأوروبية وانتهاء بالحرب الروسية الأوكرانية والتى لا تزال دائرة ومشتعلة وتلقى بظلالها السلبية على العديد من بلدان العالم.

ورغم التحديات، نجحت الصناعات الغذائية فى تحقيق صادرات غير مسبوقة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2023، حيث بلغت قيمة الصادرات نحو 2.6 مليار دولار محققة نسبة نمو قدرها 8% وقيمة نمو 185 مليون دولار مقارنة بصادرات نفس الفترة من عام 2022 والتى كانت قد بلغت حوالى 2.4 مليار دولار، وتعد تلك القيمة هى الأعلى فى تاريخ صادرات الصناعات الغذائية المصرية لنفس الفترة.

ووفقًا للأرقام الصادرة عن المجلس التصديرى للصناعات الغذائية برئاسة هانى برزى، فقد حققت الصادرات ما قيمته 324 مليون دولار خلال الشهر الأول من العام الحالى بنسبة نمو فى القيمة 9% مقارنة بصادرات شهر يناير 2022 والتى بلغت 298 مليون دولار.

وبلغت صادرات شهر فبراير 2023 حوالى 335 مليون دولار بنسبة نمو 1% مقارنة بصادرات شهر فبراير 2022 والتى بلغت 332 مليون دولار، وبلغت صادرات مارس 2023 حوالى 402 مليون دولار بنسبة تراجع 4%، أما صادرات شهر أبريل فقد حققت ما قيمته 338 مليون دولار بنسبة تراجع 9%،وبلغت صادرات شهر مايو 449 مليون دولار بنسبة نمو 25%، وبلغت صادرات شهر يونيو 375 مليون دولار بنسبة تراجع 3% وبلغت صادرات شهر يوليو 2023 حوالى 375 مليون دولار بنسبة نمو 50% مقارنة بصادرات شهر يوليو 2022 البالغة 250 مليون دولار.

مصر أكبر مصدر غذاء للسودان وليبيا وفلسطين

بقراءة أرقام التصدير وأهم الأسواق المستوردة نستطيع القول إن الصادرات إلى الدول العربية احتلت قائمة أهم الأسواق المستوردة للأغذية المصنعة المصرية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2023 بقيمة 1361 مليون دولار وتمثل 53% من إجمالى الصادرات الغذائية محققة نسبة نمو فى القيمة 13%.

جاء الاتحاد الأوروبى فى المركز الثانى فى قائمة أهم الأسواق المستوردة بقيمة 513 مليون دولار بنسبة نمو 8% تمثل 20% من إجمالى الصادرات، ثم جاءت الدول الأفريقية غير العربية فى المرتبة الثالثة بصادرات تمثل 7% من إجمالى الصادرات وحققت نسبة نمو فى قيمة الصادرات بلغت 15%، ثم جاءت الولايات المتحدة الأمريكية فى المرتبة الرابعة بصادرات بلغت قيمتها نحو 133 مليون دولار وتمثل 5% من إجمالى الصادرات محققة نسبة تراجع بلغت 15%.

أما بالنسبة لأهم دول العالم المستوردة للصناعات الغذائية خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2023، فقد احتلت السودان المركز الأول بقيمة 242 مليون دولار وبنسبة نمو 147% وقيمة نمو 144 مليون دولار مقارنة بصادرات نفس الفترة من عام 2022، يليها السعودية فى المركز الثانى بقيمة صادرات 205 ملايين دولار ونسبة تراجع 10%، فلسطين فى المركز الثالث بقيمة 144 مليون دولار ونسبة نمو 30%، ليبيا بقيمة 140 مليون دولار ونسبة نمو 24%، أمريكا بقيمة 133 مليون دولار ونسبة تراجع 15%، الأردن بقيمة 105 ملايين دولار ونسبة تراجع 4، إيطاليا بقيمة 102 مليون دولار ونسبة نمو 50%، اليمن بقيمة 93 مليون دولار ونسبة نمو 8%، هولندا بقيمة 85 مليون دولار ونسبة نمو 10%، الصين بقيمة 84 مليون دولار ونسبة تراجع 6%، العراق بقيمة 71 مليون دولار ونسبة نمو 1%، الإمارات بقيمة 67 مليون دولار ونسبة نمو 10%، أسبانيا بقيمة 66 مليون دولار ونسبة نمو 59%، ألمانيا بقيمة 64% ونسبة تراجع 8%، سوريا فى المركز الخامس عشر بقيمة 60 مليون دولار ونسبة تراجع 15%، وحيث تمثل صادرات الدول الخمس عشرة الموضحة نسبة 64% من إجمالى صادرات القطاع خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2023.

وعن أهم السلع الغذائية التى تم تصديرها خلال الأشهر السبعة الأول من عام 2023، أكد المجلس التصديرى للصناعات الغذائية أن منتجات الدقيق منتجات المطاحن جاءت فى المقدمة بصادرات قيمتها أكثر من 260 مليون دولار، يليها السكر بقيمة 252 مليون دولار، الفراولة المجمدة بقيمة 229 مليون دولار، أغذية محضرة للحيوان بقيمة 126 مليون دولار، خضار مجمد بقيمة 119 مليون دولار، بسكويت ومحضرات أساسها الحبوب بقيمة 113 مليون دولار، محضرات غذائية متنوعة بقيمة 112 مليون دولار، شيكولاته بقيمة 101 مليون دولار، عصائر بقيمة 51 مليون دولار، محضرات خضر ومعلبات 91 مليون دولار، خمائر بقيمة 82 مليون دولار، زيتون مخلل بقيمة 72 مليون دولار، تبغ وابدال تبغ مصنعة بقيمة 64 مليون دولار، زيوت طعام بقيمة 64 مليون دولار، مركزات الطماطم بقيمة 58 مليون دولار.

أهم العوامل التى تصنع النجاح هى اتباع المنهج العلمى فى الإدارة، والبعد عن «الفهلوة»، والمجلس التصديرى للصناعات الغذائية هو من المجالس القليلة التى تعمل وفق منهج علمى منظم والدليل على ذلك أنه عندما انتشرت جائحة كورونا واشتدت قسوتها مع بدايات عام 2020 كان هو المجلس الوحيد الذى يعمل بنسبة كبيرة من طاقاته، حيث كان يعقد اجتماعات دورية مع كبار العملاء والشركاء التجاريين، والمسئولين الحكومين سواء فى مصلحة الجمارك أو الضرائب، أو الصادرات والواردات، أو المكاتب التجارية فى الخارج، أو الخطوط الملاحية عبر تطبيق زووم وغيره. الأمر الآخر أن المجلس والشركات الأعضاء فيه هو المجلس الوحيد الذى يشارك فى أكبر عدد من المعارض العالمية من العيار الثقيل دون تخوف من الخسائر أمثال، معرض جلفوود دبى، فانسى فوود نيويورك، سيال باريس، انوجا ألمانيا، حلويات دبى، إسطنبول الغذائى، ويكاد يكون المجلس الأكثر تنظيمًا لدورات التدريب، ومهارات التصدير، ورفع كفاءة الشركات، ويحسب لرئيسه والمدير التنفيذى للمجلس مى خيرى وفريق العمل معها خاصة داليا قابيل مسئول المعارض إصرارهم على النجاح، وزيادة أرقام التصدير لهذا القطاع المهم سواء على مستوى الإنتاج أو التصدير.