عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

عشنا سنوات طويلة نتحسّر على السينما المصرية التى كانت ثانى مصدر للدخل القومى من العملة الصعبة بعد القطن.. وكنا نبكى على أطلال هذه المعلومة عقودًا، وكذلك على تراجع الإنتاج السينمائى نوعًا وكمًا.. ووصل الحال بنا أننا بدأنا نفقد أرشيفنا السينمائى وبيعه علنًا للفضائيات.. يعنى ضياع الماضى والحاضر السينمائي!

ولأن السينما المصرية مثل أى شيء فى مصر.. الإنسان والحضارة والآثار والثقافة باقون ضد عوامل الزمن والتعرية والنهب والتشويه، ظلت روح السينما كامنة بداخل كل الفنانين والفنيين والعمال والمنتجين وبالطبع فى قلب وعقل المتفرج المصرى والعربى، حتى تولد من جديد رغم كل محاولات الطمس!

وفى السنوات القليلة الماضية نستطيع أن نقول إن السينما المصرية استعادت رونقها وتألقها بحجم من الإنتاج، من حيث العدد والشكل والمضمون.. صحيح ليس هو كل الطموح، ولكنه أفضل بكثير مما سبق ويعطى أملًا يدعو للتفاؤل أن تعود قبل مرحلة البكاء على أطلالها، وأن تستعيد السينما مكانتها كصناعة!

ولاحظنا أن عددًا من الأفلام التى تم عرضها فى الخارج حققت إيرادات كبيرة، وكانت مداخيلها من العملة الصعبة تزيد بكثير من إيراداتها بالداخل.. وهذا هو سبب التفاؤل بعودة صناعة السينما كمصدر للدخل القومى الخارجى ينافس مداخيل سلع صناعية وزراعية وغذائية أخرى يتم تصديرها.. مع الاختلاف أن السينما كمنتج حضارى وثقافى يظل باقيًا حتى بعد استهلاكه لأنه ناعم وممتع يتسلل إلى العقل والقلب ولا يفارقهما!  

ومن المؤكد هناك حقائق كثيرة ساعدت على ذلك.. الحقيقة الأولى أن حالة الانفتاح الثقافى التى تشهدها دول الخليج وخصوصًا المملكة العربية السعودية بافتتاح عدد كبير من دور العرض السينمائية الحديثة بكل الإمكانيات المتطورة، ولأن المشاهد العربى ما زال فى قلبه بهجة السينما المصرية القديمة، وكذلك إنتاج السبعينيات والثمانينيات فإن الإقبال على الفيلم المصرى ينافس الإقبال على الفيلم الأمريكى والهندى.. الحقيقة الثانية أن الإنتاج السينمائى قوى من حيث التمويل والموضوعات وتقنيات التصوير والتمثيل بالطبع بنجوم استطاعوا خلال السنوات الماضية تثبيت حضورهم بالخبرة وبتطوير الأداء والتنوع فى الأدوار.. والحقيقة الثالثة الإخراج.. فلا شك هناك عدد من المخرجين الشباب الموهوب الذى علم نفسه بنفسه مع تطور تقنيات العمل السينمائى فى العالم كله، من حيث كاميرات التصوير والإضاءة والصوت ودخول تكنولوجيا البرمجيات فى تنفيذ فنيات جعلت من الفرجة السينمائية أكثر متعة وتشويقًا!

ولكن.. هذه بداية الطريق وليس آخره، وصناعة السينما عمل ضخم يحتاج إلى كيانات ضخمة.. إنتاجية وتعليمية فنية وكذلك تشريعية.. وإذا كانت الدولة تعمل بجدية فى تحفيز الاستثمار والإنتاج والتصدير فى الصناعة والزراعة والتجارة الخارجية، وتقديم إعفاءات ومساعدات للمستثمرين والمصدرين فى المنتجات والسلع الأخرى، وقد أسهم ذلك فى زيادة الصادرات فى السنوات الأخيرة.. فإن صناعة السينما وإنتاجها فى حاجة كذلك إلى الدعم والمساندة والإعفاءات الضريبية والجمركية لتشجيع الاستثمار فى السينما وفى تطوير مستلزمات الإنتاج من معدات وتقنيات حديثة.. ولا بد من التعامل معها على أنها صناعة لا ملاهٍ!

[email protected]