رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن الفنون بكل وسائطها وألوان إبداعاتها فى حال إطلاقها ودعم حريات ممارستها بمسئولية، ودون توجيه مجحف أو توجيه اتهامات مكارثية متوهة وظالمة، ستسهم فى التفكير فى إعداد عقد اجتماعى جديد بين كل أطراف ومحاور الشراكة الوطنية لصناعة الجمال وإعلاء قيم الحق والخير والعدالة والسلام.

وأذكر أن لرجل الأعمال الشهير «فورد» رؤية مفادها أن مفهوم الإبداع فى النهاية هو أى عملية تتضمن الإقدام على أو الانغماس بنشاط خلاق بغض النظر عن النتائج المحتملة أو المتوقعة لنهايات ذلك النشاط، والذى قد لا ينتج عنه بالضرورة مخرجات ذات خصائص أو مزايا فريدة أو غير مألوفة أو حتى نافعة.

نعم، فنحن نحيا مع الفنون وإبداعات البشر مرة ثانية وثالثة ورابعة عبر أيام حياتنا، مع كل تجدد لأوراق شجرة الإبداع وأزاهير الفنون ونسائم عبير جمالياتها.

الفنون، ليست كما يصورها البعض مجرد قفزات عشوائية فى أفق اللا معنى وفى مساحات اللعب التافه، أوالبعض منا من يرونها أحياناً قد تمثل مجرد حالة هروب من واقع رتيب. وعلى البر المقابل هناك من يطالب المبدع أن يخرج بإبداعاته فى مواجهات شجاعة مع شياطين عتمة الكراهية فى كهوف العنكبوت الخانقة للانطلاق لفضاءات النور والبهجة وهواء السلام المتجدد.

ويا من تحرمون علينا الاستمتاع بنعيم العقل ونعمة الفكر الناقد وإعمال التأمل العلمى الموضوعى، ألا تعلمون أن ترصدكم ووقفاتكم الاحتجاجية المضلة الغاشمة وبلاغاتكم الجاهلة لإيقاف نمو وازدهار شجرة التنوير التى حدثنا عنها الرئيس السيسى من أمام «مسجد الفتاح العليم» و«كنيسة ميلاد المسيح» فى يوم احتفالية سلام بديعة وإعلانه حتمية مواجهة جرذان الكراهية المقيتة.. ألا تعلمون أن ما تفعلون جريمة بشعة لن يغفرها لكم التاريخ، ولن يسامحكم عنها مواطنونا أولاد حضارة علمت الدنيا كل صنوف الإبداع الرفيع؟!

ويا من توصدون كل يوم نوافذ وبوابات الولوج إلى منظومات إعمال الفكر الناقد، من أقامكم حكاماً وقضاة وأصحاب قرار علينا، وعلى أفكارنا وإبداعاتنا بشكل مطلق وجميعها ذات طابع نسبى قابلة للتغيير والتجديد والتطوير والبناء عليها أو اختزال أجزاء منها للتماهى والتوافق مع مستجدات كل عصر، ومع صلاحية بيئة كل فكر تتم استعارته من أهل مدن الحداثة وما بعد الحداثة.

لن نسامح أنفسنا، وسيحاسبنا الأحفاد لو تهاوننا فى الوصول إلى اتفاق على معيار عقلانى نستند إليه فى خياراتنا لبوصلة مشاريعنا الفكرية والثقافية، وأن نعيد ونثمن الصالح من القيم الأخلاقية لإقامة مصالحة مشروعة بين أهل الدعوة الحسنة للأديان وإخوانهم فى الإنسانية فرسان الدعوة لنفض الكسل العقلى والتعلق بشراع التنوير على سطح سفينة الوطن.