رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

هزنى الخبر.. ربما لست متأكدًا من حقيقته أو صدقه ولكن قرأته وصدمنى. الخبر يقول:

الكاتبة والأديبة صافيناز كاظم أعلنت فى منشور لها عبر حسابها على موقع الفيسبوك عن بيع مكتبتها قائلة «لمن يقدِّر ويهتم.. مكتبتى كلها للبيع بمليون جنيه»

لو كان الخبر حقيقيا فما هى أسبابه؟! 

ربما تمر الأديبة الكبيرة بأزمة مالية وهو ما لا أتوقعه فالكاتبة الكبيرة تتمنى أى مؤسسة صحفية أن تستضيفها لتكتب عندها.. أو ربما هى مجرد أزمة عاطفية وحالة جفاء وهجر لرفيق العمر الكتاب..

أعترف أنى أمر بتلك الأزمة العاطفية وعدم الثقة بالكتاب.. نقرأ أشياء وعند النزول إلى الواقع نجد كل ما هو مخالف.. نقرأ عن العدل ولا نجده على أرض الواقع.. نصطدم بالقانون المصرى وثغراته، وبأن العدل مجرد حروف لمعانٍ جميلة ليست موجودة إلا فى أرض الأحلام.. حتى أرض الأحلام المسماة بالفاضلة ليست إلا مجرد أحلام لن تجدها فى أى مكان فى العالم مهما ادعى أهله الفضيلة والتقوى والإيمان والالتزام.

كلمات الإيمان والشجاعة والعدل والصدق والوفاء.. اخترعها البشر لمجرد التنظير والانتقاد وكتابة الكتب بمختلف المعانى، تصف الكتب الشجاع والوفى والصادق فى القصص والروايات والفلسفة والحكايات، وعندما تنزل إلى الشارع والواقع ربما تعثر عليه يشير إليه الناس، ولكن لو اقتربت منه تكتشف الحقيقة أنها مجرد ادعاءات.. الكتب تكلمنا عن عالم خيالى وتدعى فى الوقت نفسه أنه واقع.

«الفارابي» تناول السعادة فى المدينة الفاضلة بوصفها المدينة التى تتحقق فيها سعادة الأفراد على أكمل وجه، ولا يكون ذلك إلا إذا تعاون أفرادها على الأمور التى تُنَالُ بها السعادة، واختصاص كل منهم بالعمل الذى يُحْسِنُهُ وبالوظيفة المُهيأ لها بٍطَبْعِه.

وإذا نزلت إلى الواقع تجد بالفعل من يدعى أنه يملك تلك الملكة ليشعرك أنه فى المدينة الفاضلة وأنه يجيد التعاون ويحسن وظيفته التى منحها الله إياه، ولكن إذا بحثت وراءه تكتشف الزيف والخديعة والتلوين، وأن وجود الشخص فى المكان الذى يحسن العمل فيه مجرد خدعة، بل إن تعاونه مع الآخرين ما هو إلا غطاء يحاول من خلاله إزاحة زميله والانفراد بالملعب بمفرده.

بل إن السعادة أصبحت عند المواطن هى «جوان» المخدرات الذى يستمتع به للهروب من الواقع.. الواقع أن الأزمة العاطفية تجاه هذا المخادع الورقى ربما تستمر إلى ما نهاية، فنحن الآن فى عصر فتن وتقلب القلوب كما وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. يصبح الرجل مؤمنًا ويمسى كافرًا، ويمسى الرجل مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.