عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لدى قناعة أنه عندما نتحدث فلابد أن يكون للحديث معنى محدد، إلى جانب أن المتلقى يمكن أن يستفيد من ذلك الحديث سواء المقروء أو المسموع.. تتعبنى تلك الثرثرات التى تسمعها إما فى الأحاديث العامة أو فى الندوات أو على هوس العصر (الفيس بوك).. تجد المتحدث يقول لك (ماذا لو)، ويسهب فى ذلك القول وتجد أن ما يقال هو نوع من الثرثرة التى لا تفيد لا من قريب أو من بعيد. فمثلًا: ماذا نستفيد عندما يقول لك أحد هؤلاء: ماذا لو أن نابليون لم يغزُ مصر؟ أو ماذا لو أن محمد على لم يقتل المماليك فى مذبحة القلعة؟ أو ماذا لو أن ثورة يوليو لم تحدث؟...إلخ.

مثل تلك الأقوال لا فائدة منها على الإطلاق، هى درجة مملة من الثرثرة التى لا تفيد، ففى كل ما هو إنسانى أو الفعل الإنسانى لا يصلح مثل هذا الحديث أو هذا السؤال، لا معنى له فى الدراسات الإنسانية. فمثلًا: ما الذى سنستفيده عندما تقول ماذا لو أن (فرويد) لم يكتشف أو لم يضع لنا فكرة الشعور واللاشعور؟ أو ماذا لو أن ابن خلدون لم يؤسس لنا علم العمران البشرى (علم الاجتماع)؟. كلها أحاديث لا فائدة منها، علينا أن نفهم أن هذا السؤال يصلح فى المجال العلمى والبحث العلمي؛ لأن كل الاحتمالات قائمة وتؤدى إلى نتائج مختلفة ومهمة تساعدنا فى الكثير من التقدم العلمى. فماذا يحدث لو أننا جربنا هذا النوع من الدواء على كذا وكذا؟ ماذا يحدث لو أن هذا العقار تم تناوله بجرعة كذا؟ وما الذى يحدث لو أننا جربنا الفكرة مثلا فى الفضاء؟ فى مثل تلك الحالات تجد قول (ماذا لو) هام ومفيد وضروري؛ لأن فاعلية الاختيار قائمة، لكن ما الذى سوف يحدث لو قلنا: ماذا لو أن أحمد زكى لم يقدم لنا الفيلم الرائع (البرىء)؟ أو أن نور الشريف لم يقدم لنا فيلم (العار)؟ أو ماذا لو أن محمود يس هو الذى قام بدور أحمد زكى أو نور الشريف؟ أو تجد مثل هذا الشخص يقول لك: ماذا لو أننى كنت تزوجت فلانة مش كان زمانى كذا وكذا، مثل هذا القول ثرثرة ونوع من الحسرة غير المفيدة أيضاً. كلام لا فائدة منه سوى أنه هبل وعبط للبعض نتيجة الإفلاس والحديث عمال على بطال عبر ذلك الإدمان لدى البعض (الفيس بوك). هناك بالفعل من يعانى سوء الفهم وضيق الرؤية.. الغريب أن مثل هؤلاء لديهم قناعة مميتة أنه يفكر بطريقة فريدة وجديدة، وأنه يمتلك رؤية إبداعية وسابقة لعصرها.. وهؤلاء فى الأغلب لديهم (دوجماطيقية) فى التفكير، لديهم رؤى ثابتة، أو يظن أن ما يقوله كلام لا يحتاج لنقاش وأن من يناقشه لا يصل إلى عمق رؤيته، ولو أنك عارضته يشعر بالاضطراب ومن الممكن أن يتجنبك ويتخذ منك موقفًا، والتفسير هو تضخم الذات وهو مرض للأسف نجده بكثرة هذه الأيام وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعى بشكل عام.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون