صفحات الصحف الإسرائيلية تتشح باللون الأسود.. ما القصة ؟
أعلنت الصحف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، الحداد على الديمقراطية عبر اتشاح صفحاتها باللون الأسود، احتجاجًا على موافقة الكنيست الإسرائيلي على قانون التعديلات القضائية بالقراءة الثانية والثالثة وبأغلبية ساحقة، فيما نشرت عنوانًا "يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية".
وفوجئ القراء في إسرائيل، بأن الصحف العبرية الكبرى صفحاتها الرئيسية باللون الأسود دون أي خبر أو حتى عنوان، وذلك وسط انتشار الاحتجاجات الواسعة في إسرائيل.
ولجأت الصحف العبرية الكبرى الى هذا الاجراء احتجاجًا على مصادقة الكنيست أمس على مشروع قانون إلغاء "حجة المعقولية"، الذي يحد من صلاحيات المحكمة العليا في مراجعة قرارات الحكومة والوزراء.
فقد ظهر الصفحات الأولى الرئيسية لكل من كبريات الصحف العبرية: "يديعوت احرنوت"، "معاريف"، "هآرتس"، "كالكليست" و"يسرائيل هيوم"، التي صدرت صباح اليوم باللون الأسود للفت أنظار قرائها الى عدم قبولها بهذا التشريع رغم تصويت الأغلبية البرلمانية لصالحه وهي الأغلبية التي تشكل الائتلاف الحكومي.
وفي الصفحة الثانية من الصحيفة، مكتوب بأحرف بيضاء على خلفية سوداء وزرقاء، نقش "قاطرة إسرائيل لن تستسلم أبدا"، أما الصفحة الثالثة تحتوي على الصفحة الأولى الأصلية.
وأفادت تقارير عبرية بأن الصفحات عبارة عن إعلانات مدفوعة الأجر من قبل حركة احتجاج التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية، وهي مجموعة تضم ممثلين من شركات التكنولوجيا الفائقة بمن في ذلك الرؤساء التنفيذيون ومستثمرو رأس المال الاستثماري ورجال الأعمال العاملون لحسابهم الخاص والموظفون المنتظمون في مجال التكنولوجيا الفائقة.
كُتب على الإعلانات، "يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية" في نص أبيض صغير في الأسفل. أيضا في النص الصغير في الأعلى كانت كلمة "إعلان".
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإنه بعد التصويت بالقراءة الثالثة والأخيرة، أصبح القضاء الإسرائيلي وتحديدا المحكمة العليا غير مخوّلة بإلغاء قرارات الحكومة ووزرائها تحت حجّة "عدم المعقولية".
قانون يحد من صلاحيات المحكمة العليا
وصادق الكنيست الإسرائيلي، أمس الإثنين، على تعديل قانوني لإلغاء ذريعة عدم المعقولية بتأييد 64 عضو كنيست دون أي صوت معارض، في ظل مقاطعة كتل المعارضة لجلسة التصويت بعد إغلاق الباب أمام مساعي الوساطة التي تواصلت حتى اللحظة الأخيرة، وانهيار محاولات التوصل إلى تسوية حول إصلاح جهاز القضاء الإسرائيلي.
وفي إطار ذلك، ازدادت حدة الاحتجاجات الإسرائيلية ضد إضعاف القضاء، مساء يوم الإثنين.
وشهدت تل أبيب مناوشات بين متظاهرين وعناصر شرطة، وقد تظاهر فيهما ما يزيد على 170 ألف شخص.
وقطع محتجون شوارع ومفترقات طرق رئيسية، وقد تجمهر آلاف المتظاهرين أمام مبنيي الكنيست والمحكمة العليا في القدس، و"كابلان" في تل أبيب، وطرق "أيالون" الرئيسية، التي أُغلقت، بالإضافة إلى مظاهرات في أنحاء البلاد.
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية سيارات رش المياه صوب المتظاهرين، وفرق الخيالة، في محاولة لتفريقهم. ودعس شخص عددا من المتظاهرين بالقرب من كفار سابا، ما أسفر عن إصابتهم بجراح طفيفة.
يذكر أن قانون "اختبار المعقولية" ينص على منح السلطة القضائية الصلاحية القانونية والإدارية لرفض القرارات الحكومية سواء فيما يتعلق بالتعيينات في السلك العام من الوزارات وغيرها أو قرارات عامة أخرى تتعارض مع الصالح العام ولا تعطي المصلحة العامة الوزن المناسب.
ويعني إلغاء هذا القانون تهميش دور المحكمة العليا في التدخل بالقرارات الحكومية ولاسيما تعيين الوزراء ونوابهم وغيرها.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: