رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجــــــاه

<< يوم الأحد الماضى، وكان يوافق 16 يوليو الجارى، هو الذكرى الـ78، ليوم يظل عبئًا على الذاكرة الإنسانية، عندما غامرت الولايات المتحدة الأمريكية بمصير البشرية، وأجرت أول تفجير لقنبلة نووية تجريبية، يوم 16 يوليو 1945، على الرغم من تحذيرات علماء، أن تكون نهاية العالم، لكن الهوس الأمريكى لامتلاك قنبلة من هذا النوع، أسقط من حساباته كل الاحتمالات، التى كانت تتحدث عن نتائج كارثية، ومضى الرئيس هارى ترومان، يتعجل لحظة قراره، بضرب مدينتى هيروشيما وناجازاكى فى اليابان، وكان يومي 6 و9 أغسطس، من نفس العام، حتى يجبرها على الاستسلام، بمبرر إنهاء الحرب العالمية الثانية، وإحلال السلام بين دول المحور والحلفاء. 

<< العالم يتذكر هاتين الجريمتين البشعتين، كما لو أنهما وقعتا بالأمس، ولم يتفق أى من السياسيين أو العسكريين، على مبرر «واشنطن»، بأن الجريمتين ارتكبتا من أجل السلام، وقد قتلت ما يقارب 250 ألف يابانى، وتركت أجيالًا مشوهة بأمراض إشعاعية مميتة، فاجأت الأمريكيين بحجم ما كان من دمار شامل، سوى المدينتين بالأرض وأفنى سكانهما تمامًا، ومع تحقيق الهدف بالاستسلام اليابانى، والألمانى من قبله، انتهت الحرب رسميًّا، فى شهر سبتمبر 1945، لكن انطلقت معها المنافسة الشرسة على امتلاك القنابل النووية، بدأت بالاتحاد السوفييتى- وقتها- فى العام 1949، تبعته كل من بريطانيا وفرنسا والصين وباكستان، وأخيرًا كوريا الشمالية، فى العام 2017. 

<< لقد بدأت قصة القنبلة النووية، مع مشروع «مانهاتن»، والذى اتفقت عليه، الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، قبل شهور من نهاية الحرب الثانية، وتولاه عالم الفيزياء الأمريكى، روبرت أوبنهايمر، الذى كون فريقًا لإدارة الأبحاث، التى انتهت بصناعة قنبلة «الولد الصغير» لضرب هيروشيما، وبجانبها قنبلة «الرجل السمين» لضرب ناجازاكى، والخطير فى أمر تجارب هذه القنابل- كما فى الوثائق- أنها كانت غير معروفة النتائج، من حيت القوة والأثر والدمار، حتى أن الفيزيائى المشارك فى المشروع، إنيركو فيرمى، حذر من احتمال أن تتسبب القنبلة، فى حرق الغلاف الجوى للأرض، وتكون نهاية العالم، لكن توارت كل التحوطات، أمام الإصرار على إحراق اليابان. 

<< انظروا.. كيف غامر الأمريكيون بامتلاك القنبلة النووية، واستخدامها فى قصف هيروشما وناجازاكى، من دون  معرفة ما سوف تنتهى إليها النتائج، طالما كانت بعيدة عن بلادهم، بالضبط كما يغامرون حاليا بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحرمة دوليًّا، وتحظرها اتفاقية «أوسلو»، التى رفضت الولايات المتحدة الانضمام إليها، ما يعنى أنها تناوئ 110 دول- أعضاء الاتفاقية- وتصر على التصعيد مع روسيا، على الرغم من رفض في الكونجرس، ومن داخل دول أوروبية حليفة، لقرار الرئيس جو بايدن، فيما يتحدث عسكريون، أنها مخزونات ربما غير كفؤة، أو للتغطية على نقص الذخائر التقليدية، وهى فى النهاية تعكس سياسة عدوانية لـ«البيت الأبيض». 

<< على مسار تاريخ الولايات المتحدة، لم نجد اختلافًا مع أى رئيس أمريكى يتعلق بسياسة استعراض القوة، ونشر التوترات والصراعات حول العالم، وهى آلية غير أخلاقية، للتدخل فى شئون الدول وابتزاز أنظمتها، والتى أظن أنها فى الطريق إلى زوال، أمام ما يشهده العالم من تغيرات، لصالح نظام عالمى جديد، فلن يقبل بأى من أنواع الهيمنة الأمريكية، تقوده الصين وروسيا، بدعم قوى من الهند وإيران وكوريا الشمالية، وقد تلحق بـ» واشنطن» هزائم سياسية مؤلمة، لا تقل أثرًا عن هزائمها العسكرية فى الصومال وأفغانستان، ومن قبل ذلك فى فيتنام.. تحية لقناة «الوثائقية» على ما تقدمه من تفاصيل لقنبلة «مانهاتن»، التى لا تقل عنها خطورة القنابل العنقودية فى أوكرانيا. 

[email protected]