رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

كلنا شاهدنا على منصات التواصل الاجتماعى هذا المقطع المدهش للجمهور المغربى الجميل الرائع الذى قام بغناء أغنية عبد الحليم حافظ « جانا الهوى» بمتعة وإحساس عميق بالموسيقى والكلمات وكأنهم تشربوا الروح المصرية!

وهذا هو الفرق الجوهرى بين أن تعرف أغنية لمطرب ما ويمكن أن ترددها أو الشركة المنتجة لها توزعها مجانا على كل المحطات الاذاعية والفضائية لإذاعتها فيضطر الجمهور إلى ترديدها وبين أن تحفظ بمشاعرك وبكل أحاسيسك أغنية ما.. لأن معانيها تتغلغل بداخلك، وتكون هذه الأغنية لها تاريخ معك وصارت جزءًا من تكوينك الوجدانى والنفسى، ولك معها حكايات وذكريات.. وكل ما تسمعها تتذكر معها مواقف ومناسبات وناس كنت تعرفهم ورحلوا عنك أو مازالوا معك بكل مودة وحب!

إبداع الأغنية المصرية الحديثة من أول سيد درويش مرورا بعبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وحتى على الحجار ومحمد منير، ومعهم الكواكب الدرية من الملحنين والشعراء العباقرة رياض السنباطى والقصبجى ومحمود الشريف والطويل والموجى وبليغ حمدى واحمد شوقى وعبد الفتاح مصطفى وإبراهيم ناجى ومرسى جميل عزيز وعبد الوهاب محمد.. كل هؤلاء والعشرات غيرهم.. هم صناع الروح المصرية والذين قاموا بتشكيلها بكل ما أتوا من موهبة لتصل لكل مصرى وكل عربي!

أجيال كاملة من المصريين والعرب تشكل وجدانهم وترسخت رؤيتهم للحياة وتعمق عشقهم للأوطان من الأغانى المصرية.. الانتماء والولاء والوفاء لهذا الكيان العربى كان صناعة مصرية وبروح مصرية.. ولم تصنعه خطب الزعماء السياسيين ولا أموال رجال الاعمال بل من الفنانين البسطاء ولكنهم عظماء وأعظم من كل من يدعون العظمة ولذلك ظلوا هم فى الوجدان والاخرون ظلوا مجرد شعارات باهتة على الحوائط!

الحقيقة أن ما رأيناه على ملامح وجوه الجمهور المغربى الجميل وهو يغنى باستمتاع أغنية العندليب « جانا الهوى» للرائع بليغ حمدى وكلمات الشاعر الأجمل محمد حمزة.. يجسد المعنى الحقيقى للقوى الناعمة التى نذكرها كثيرا ولا نعرف كثيرا أيضا ماذا تعنى.. هى الروح المصرية التى تسرسبت بين ضلوع الجمهور العربى وامتزجت بدمائهم وكبرت معهم وكبروا معها ونضجت مشاعرهم وأحاسيسهم بصدق مشاعر وأحاسيس من غنى ومن لحن ومن كتب!

وكما قال المايسترو المغربى الشاب أمين بودشار، قائد فرقة Boudchart الموسيقية، التى قادت الجمهور المغربى للتغنى بأغنية «حليم» بهذه الروعة، فى حوار مع صحيفة « المصرى اليوم»: «الجمهور المغربى تربى على الموسيقى المصرية.. فهى إرث ثقافى نعتز به بشكل كبير وخاص».. وأقول له نحن كمصريين نفخر بالجمهور المغربى أكثر مما نفخر من معظم الفنانين المصريين الذين يجهلون روح مصريتهم النائمة!

[email protected]