رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يرى العالم السياسى مايكل باركون أن الكون محكوم بتصميم ما، وأن نظرية المؤامرة لها ثلاثة مبادئ؛ وهى لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه البعض. والمؤامرة بشكل عام مرتبطة بطرفين رئيسين هما المتآمر والمتآمر عليه.

ومن هذا المنطلق ومن خلال ما نراه على الساحة الشرق أوسطية والعربية بالتحديد نرى هذا الأمر ينطبق على كل الأحداث التى واكبت ما سمى بالربيع العربى وما صاحبها من دعاوى تود أن تعود إلى أجواء سايكس بيكو بهدف إعادة تقسيم المنطقة بأسلوب ما سمى بالفوضى الخلاقة كمن يريد أن يبعثر ما أمامه من مكونات ويعيد توزيعها على هواه، وتلك هى المؤامرة.

ولا شك أن الفكر التآمرى الهدام فكر فيروسى ينتقل بالعدوى من هؤلاء الذين يفكرون بفكر المؤامرة إلى هؤلاء الذين ينفذون هذا الفكر على الأرض، وهذا ما رأيناه فى فكر الجماعة الإرهابية التى قبضت على السلطة فى مصر، فأرادت أن تبعثر المكونات وتحطم أعمدة الدولة وتعيد بناءها على هواها ومرادها لتحقيق أهدافها وأهداف من يتبناها ويفكر لها ويدير دفة السفينة التآمرية، وهو نفس الفكر التآمرى الذى أعلن عن مصطلح الفوضى الخلاقة، فهو يريد أن يبعثر كل شيء ويعيد تشكيله على هواه.

لقد استطاع هذا الفكر التآمرى أن يدمر العراق وسوريا وليبيا وأثار القلق الشديد فى اليمن وتونس ولبنان والسودان وغيرها وتكاد تكون النار علينا وحوالينا، وفى مصر العصية على الغزاة لم تستطع المؤامرة أن تنال فيها إلا قليلًا من الزمن وقليلًا من الأثر.

فلقد خرج الشعب العظيم فى مصر بما يملك من حس حضارى اكتسبه على مر السنين من حضارة بناءة وليست هدامة، وقاوم هذه المؤامرة لأن الشعب المتلاحم المتجانس الذى علا على فكرة الطائفية والعشائرية والقبلية وصهرته الجغرافيا فى بوتقة واحدة متجانسة، هذا الشعب يحضن النيل العظيم وتحميه الجبال شرقًا وغربًا، ويساند هذه الجبال صحراء شاسعة ممتدة هذه الجبال بحرارتها صهرت هذا الشعب فى بوتقة واحدة؛ لذلك كانت مصر عصية وستبقى عصية للأبد بتماسك شعبها ويسانده جيشها العظيم.

وعلى الرغم من هذا مازالت المؤامرة تطل برأسها الخبيث ومازالت المنصات الإعلامية التى نصبها أعداء الوطن وقوى الشر توجه سمومها إلى الدولة المصرية بتجنيد هؤلاء الإرهابيين الذين طردهم الشعب المصري؛ ففروا كالسائبة التى فرت من حظيرتها فتلقفها قاطع طريق وآواها؛ فأصبحوا عبيدًا لقوى الشر الذين حطموا المنطقة ونهبوا ثرواتها، ولكن الشعب العظيم كما واجه المؤامرة فإنه قادر بإذن الله على الاستمرار فى هذه المواجهة وعلى دحر الأعداء، وستبقى مصر عصية أبد الدهر.