رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

كل ما فى الحرب فى السودان منذ اشتعالها فى ١٥ أبريل يثير الأسى، ولكن ما أعلنه الجيش السودانى فى ٢٣ من الشهر الماضى يثير الأسى أكثر.. فالجيش قال فى بيان له إن جرحى وقتلى سقطوا فى صفوفه، وأن ذلك حدث فى ولاية جنوب كردفان إثر هجوم غادر تعرض له اللواء ٥٤ مشاة من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان.

هذا خبر مؤلم بقدر ما هو محزن، لأن معناه أن أطراف هذه الحرب العبثية صارت ثلاثة، أو هى مرشحة لأن تكون كذلك، بعد أن كانت مقصورة منذ بداية الحرب على الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.

وفى اليوم نفسه الذى أعلن فيه الجيش هذا النبأ المحزن، كان حسين ابراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامى، قد وجّه نداءً عاجلًا إلى الأطراف المتحاربة فى السودان، وكان قد ناشد الجميع وقف هذه الحرب بأى طريقة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

وكانت وكالة «واس» السعودية للأخبار قد نقلت عن الرجل نداءه العاجل، وكان هو قد قال إن وقف إطلاق النار مع اقتراب العيد، سوف يعطى بادرة أمل لأبناء الشعب السودانى فى أن يتحول وقف اطلاق النار إلى وقف شامل ودائم يحمى مقدرات السودانيين من التدمير.

وليس هذا النداء العاجل هو الأول من نوعه، لأن نداءات أخرى كثيرة سبقته ولكن دون جدوى، ودون أن تجد آذانًا صاغية لدى الأطراف المتحاربة.

ولابد أن الكلام عن أطراف متحاربة، لا عن طرفين اثنين، يضع فى الاعتبار هذا التغير الذى دخل على ميدان المعركة، والذى نقل الحرب من نطاقها بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى نطاق أوسع تشارك فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وكان الجيش قد ذكر فى بيانه أن هجوم الحركة على أحد مواقعه، قد جرى رغم وجود اتفاق لوقف اطلاق النار بين الحكومة والحركة، ورغم أنه اتفاق يتجدد سنويًا بشكل تلقائى.

ولا أحد يعرف لماذا دخلت الحركة طرفًا فى حرب لا ضحية لها سوى السودان نفسه، ولا أحد يعرف ما هى حسابات الحركة فى شن هجوم على موقع من مواقع جيش البلاد، ثم لا أحد يعرف لماذا خرقت الحركة اتفاق السلام الذى وقّعته مع الحكومة، والذى يتجدد سنويًا على حد تعبير بيان الجيش؟!

لا أحد يعرف.. ولكن مع وجود هذا العبث الدائر فى السودان، ومع إصرار قوات الدعم السريع على مواصلة الحرب، ثم مع هجوم الحركة الشعبية، فإن السودان المسكين ليس فى حاجة إلى أعداء.. ولا يزال الرهان على أن تدرك الأطراف المتحاربة أن السودان أبقى من الجميع، وأنه من العار أن يواجه الوطن هذه المحنة على يد أبناء له يحملون الجنسية السودانية.