رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

< يلجأ أطراف الحروب الدولية أو الداخلية إلى استخدام المقاتلين المرتزقة لأسباب كثيرة أهمها زيادة عدد من يقاتلون معهم فى المعركة والتخفيف من عدد ضحاياهم من الجنود حتى لا يتم الإساءة إلى الجيش الوطنى أمام الشعب.

< والمرتزقة المسلحون متواجدون بحسب الطلب، بعضهم يتبع جماعات منظمة وشركات خاصة تقدم الخدمات لمن يطلبها لحسم معارك معينة وغالبًا ما يكونون مقاتلين متمرسين ومتقاعدين من الجيوش برتب مختلفة وكلما كان أعضاء هذه الشركات أكثر تمرسًا وإتقانًا للقتال ترتفع أسعار الخدمات التى يقدمونها.

< وهناك تنظيمات المرتزقة المؤلفة من الشباب العاطلين عن العمل فى البلاد التى تشتعل فيها الحروب الأهلية كما فى سوريا والعراق حاليًا ولبنان سابقًا وكذلك عدد كبير من دول أفريقيا جنوب الصحراء وهؤلاء غالبًا ما يكونون من الشبان الذين ترعرعوا خلال الحرب الأهلية ولا يتقنون سوى القتال وحمل السلاح وهم ينتقلون من حرب إلى أخرى.

< وتشارك كل أنواع المرتزقة سواء من ذوى التقنية العالية والتنظيم الحديدى كجماعة فاغنر الروسية أو جماعة بلاك ووتر الأمريكية أو من تلك الجماعات العشوائية التى يتم تجميعها كموظفين يتقدمون إلى وظائف مدفوعة الأجر كل هذه الجماعات تشارك فى كل أنواع الحروب ويرتفع الطلب عليها عامًا بعد عام.

< وعلى الرغم من مناهضة الأمم المتحدة لاستخدام المرتزقة فى الحروب فإن هذه المناهضة لم تؤت ثمارها ولم تمنع مشاركة المرتزقة فى الحروب بل يعد الأمر فى تزايد مستمر.

< إن استخدام المرتزقة قد يبدوا أمرًا هامًا ومؤثرًا فى الحروب فى ظاهره إلا أن الاستمرار فى المواجهات وخاصةً فى الظروف غير المواتية فى مسرح العمليات يحتاج إلى العقيدة القتالية التى لا تتوفر فى هؤلاء المأجورين لتنفيذ مهمة معينة.

< إن الآثار السلبية لهؤلاء المرتزقة على الدول التى تخرج منها هذه الجماعات آثار كبيرة فقد حدث الأمر فى ثمانينات القرن الماضى فى الحرب الروسية الأفغانية عندما عاد هؤلاء إلى بلادهم فقد نشروا الأرهاب والفوضى وحملوا السلاح ضد دولهم.

< ولقد نرى ما حدث من تمرد جماعة فاغنر ضد القوات المسلحة الروسية خير دليل على ذلك وكذلك قوات الدعم السريع ضد الجيش السودانى لأن السلاح أصبح سلاحين وخرج خارج نطاق سيطرة الدولة لأن هذه الجماعات إذا كانت خارج سيطرة الدولة سيطرة تامة أصبحت عبئًا على الدولة لأنها فى جميع الأحوال جماعات تفتقد إلى العقيدة القتالية وإلى الانتماء إلى الوطن والانضباط الذى هو أساس النجاح ولابد لسلاح الدولة أن يكون تحت سيطرة الدولة ولا يخرج عن إطارها.