رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الطريق إلى مقاليد السلطة بعد سقوط الإخوان - الذين تحولوا إلى الإرهاب بعد إزاحتهم عن الحكم - لم يكن مفروشاً بالورود، فقد تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى، مقاليد الحكم فى مصر فى الثامن من يونيو 2014، وسط ظروف وتحديات أمنية غير مسبوقة، شملت أعمال عنف وإرهاب كانت على أشدها منذ سقوط جماعة الإخوان عقب ثورة 30 يونيو 2013.

بعد توليه الرئاسة، طرح السيسى عدداً من المبادرات لمواجهة الإرهاب ومحاربة التطرف داخلياً وخارجياً، فى يوليو 2014، وخلال الاحتفال بليلة القدر، طرح السيسى مبادرة تصحيح وتصويب الخطاب الدينى، بعد أن حاولت جماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة خلال الأعوام السابقة على ثورة 30 يونيو بسط سيطرتها على مسار الخطاب الدينى فى مصر، وتوجيهه للترويج لما تبثه من أفكار متطرفة تخدم مصالحها، وفى أكتوبر 2016، وجه «السيسى» خلال توصيات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، الحكومة بالتعاون مع الأزهر والكنيسة وجميع الجهات بالدولة بوضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية لوضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الدينى فى إطار الحفاظ على الهوية المصرية بكل أبعادها، وفى يوليو 2017، أصدر «السيسى» قراراً بإنشاء المجلس القومى لمواجهة الإرهاب والتطرف، من أجل حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره، وإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخلياً وخارجياً، والتنسيق مع مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية لتمكين الخطاب الدينى الوسطى المعتدل.

لم تقتصر التحركات المصرية لمواجهة الإرهاب على المواجهة الداخلية، وإنما بذلت عدة جهود لمحاربته على المستوى الإقليمى والدولى، حيث أولت مصر قضية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف أهمية متقدمة على أجندة سياستها الخارجية، حيث تشارك بشكل فعال فى صياغة التوجهات الدولية ذات الصلة على مستوى المحافل متعددة الأطراف وفى مقدمتها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية، كما تحرص على تناول الجوانب المختلفة لتلك القضية فى اتصالاتها مع مختلف دول العالم من خلال الأطر الثنائية، وتؤكد دائماً على أهمية تبنى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب والوقاية منه، وضرورة مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون استثناء باعتبارها تمثل تهديداً مشتركاً للسلم والأمن الدوليين، كما لعب محور الدبلوماسية الرئاسية دوراً مهماً فى التصدى للإرهاب والتى قام بها الرئيس السيسى بنفسه بزيارات مكوكية لتعريف الدول الأوروبية والإقليمية الصديقة بضرورة التعاون من أجل هزيمة الإرهاب، نظراً لأنه مرض ووباء عالمى، لا يمكن للدولة أن تنجو منه دون التعاون مع باقى دول العالم، كما وافقت جامعة الدول العربية، فى مارس 2015، على فكرة الرئيس السيسى، بإنشاء «قوة عربية مشتركة» تستهدف حفظ وصيانة الأمن القومى العربى ومجابهة الإرهاب، مع تصاعد وتيرة الإرهاب، خاصة فى سيناء والذى كانت تموله وترعاه أجهزة استخبارات عالمية، وتمده بالأموال والأسلحة المتطورة، أطلق الرئيس السيسى العملية الشاملة «سيناء 2018» التى نجحت فى القضاء على المرتكزات الجغرافية الإرهابية، وضبط قيادات تلك الجماعات، وتقليص موارد تمويلهم، ونجح الأمن المصرى فى هدم مئات الأنفاق التى كانت تستخدم فى نقل السلاح والدعم اللوجيستى والعناصر المدربة لتلك التنظيمات من الخارج، كما نجح فى تدمير آلاف المخازن للأسلحة والذخائر، ما أدى إلى نقص كبير فى الموارد لدى تلك الجماعات، وتم تجفيف منابعها.

وهكذا نجحت الدولة المصرية بقيادة السيسى، فى كسر شوكة الإرهاب، ودحر الجماعات التكفيرية والمتطرفة والإرهابية سواء فى سيناء وغيرها من المناطق التى حاول الإرهاب أن يظهر بها، هذا النجاح الكبير فى دحر الإرهاب، نتج عن قيادة حكيمة من الرئيس السيسى، لقيامه ببناء استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، حيث كانت مكافحة التنظيمات الإرهابية ذات أولوية قصوى على أجهزة القيادة المصرية.

لقد أكمل الرئيس السيسى جميله، الذى طالبه به المصريون، وهو أن ينقذهم من إرهاب الإخوان، بعد أن أنقذهم من حكمهم الفاشى، بأن يتولى منصب الرئاسة، حيث خرج المصريون يهتفون «أكمل جميلك»، وقبل السيسى المسئولية بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقاد معركتى مواجهة الإرهاب والبناء فى وقت واحد، وكانت مصر "يد تبنى ويد تحمل السلاح"، وما زالت تبنى جمهوريتها الجديدة، وما زال السيسى يكمل جميله، لأن عنده الكثير الذى يقدمه للوطن وللمصريين من أجل جمهورية جديدة، التى تعتبر أمل الأمة فى تحقيق طموحاتها للمستقبل.