رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 لا يستطيع مستمع أو متابع للغناء فى مصر والعالم العربى أن يخطئ لا فى صوت ولا فى أغانى محمد منير.. فهو حالة غنائية خاصة لا يشبه أحداً ولا أحد يشبهه.. فما الذى جعل منير لوحده فى هذه المساحة الواسعة من الغناء الذى صنعها أيضاً لوحده؟.. وكان يمكن أن يكون كمثل الكثيرين من المطربين الذين قبله.. يستكمل المشوار ويصطف خلفهم.. ولكنه فاجأنا بين يوم وليلة بالخروج عن الصف.. لأنه غنى للناس ولوطن يعشقه!

لذلك يظل الفنان محمد منير عنواناً كبيراً للغناء المصرى، أضاف برنة صوته وتميزه روحاً مختلفة للأغنية فى العصر الحديث، وتمكّن بإصرار ومثابرة وباختياراته الذكية للكلمات والألحان لأغانيه أن يضمن له فصلاً متفرداً فى تاريخ الغناء المصرى والعربى.. وحفل «مشوارى» الذى أقيم مساء يوم الجمعة الماضى تقديراً لمشوار منير بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ليس تتويجاً لمسيرته بقدر أنه تكريم للفن الذى يبقى حاملا معانيه القيمة ورسالته النبيلة.

محمد منير.. احترم الناس فاحترموه، وظل كقابض على الجمر يغنى ما يريدونه وما يدفعهم لمزيد من عشق الوطن.. ولا شك أن سعيه من البداية أن يلتقى مع شعراء لهم قيمتهم وملحنين موهوبين وكلاهما عملة نادرة فى كل الأزمنة ولكن ظل منير يطارد حلمه عند كل موهوب ويفتش عما ينفع الناس ويبقى فى الأرض للأجيال.

منير ارتفع بسقف كلمات الأغانى وبمعانيها ومدلولاتها وإشاراتها التى فهمها المصرى وهى «طايرة».. وأعطى للموهوبين من الملحنين مساحات للتعبير عن مشاعر وأحاسيس مختلفة بعيدا عن القوالب المحفوظة عن الحب والغرام والهيام.. ولا أغالى إذا قلت إن الغناء قبل «منير» مرحلة وبعد «منير» مرحلة أخرى!

ومشاركة فرقة «كاريوكى» فى حفل منير وأداء بعض أعماله كان بمثابة تأكيد على أن ما أبدعه منير طوال مشوار عمره 50 سنة لم تكن مجرد أغنيات فى الهواء ولكنها أفكار للعقول وحياة للقلوب وارتقاء بالوجدان! 

[email protected]