عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاقتصاد فى مصر القديمة كان يعد اقتصاد دولة، حيث كانت الدولة أو مؤسسات المعابد هى المسئولة عن تلقى المنتجات وتوزيعها بعد ذلك على الشعب حسب الحاجة. وفى العصر اليونانى الرومانى، اهتم البطالمة بزيادة إنتاج وجودة الصناعات المصرية، أما المسلمون فقد اعتمدوا على التصدير للبلاد الأخرى، وركزوا بصفة خاصة على تجارة التوابل.

أنشأ البطالمة المصانع فى مصر، وأشرفوا على إنتاج وبيع المنتجات الرئيسية، كما عملوا على تحسين المنتجات المصرية، التى أصبحت مطلوبة فى الأسواق. وكان لتجارة المنسوجات والتوابل دور مباشر فى الاقتصاد المصرى خلال العصر الإسلامى.

اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية فى عهد محمد على باشا لازدياد حاصلاتها وخاصة القطن، وقد ربحت الحكومة منها أرباحاً وفيرة لأنها كانت تحتكر التجارة الخارجية بأكملها، وقد ساعد انشاء الأسطول فى البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط على توسيع نطاق المواصلات البحرية بين مصر والبلدان الأخرى، وكان لإصلاح ميناء الإسكندرية فضل كبير فى هذا الصدد، فنشطت التجارة الخارجية نشاطا عظيما، ومنذ أنشئ أسطول مصر فى البحر الأحمر، فكر محمد على فى إعادة طريق التجارة بين الهند وأوروبا عن طريق مصر بعد أن تعطلت زمنا طويلاً لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، فبسط سيادة مصر فى البحر الأحمر وطهره من القراصنة الذين كانوا يتهددون السفن التجارية فيه، ومد طريقا لسير القوافل التجارية بين السويس والقاهرة وانشأ به المحطات وبسط الأمن فى مراحله لتأمين القوافل على متاجرها، وانشأ لذلك ديوانا سمى بديوان المرور كان مقره بالأزبكية، وكانت المتاجر القادمة من البحر الأحمر ترسل من السويس إلى النيل ثم إلى الإسكندرية فأعاد جهد المستطاع سبيل المواصلات القديم بين الشرق وأوروبا عن طريق مصر.

وقد لفت هذا الطريق أنظار الشركة الهندية الإنجليزية ورأته أأمن وأقصر من طريق رأس الرجاء الصالح وطريق البصرة والفرات وحلب والإسكندرية، فاتفقت مع الحكومة المصرية على نقل طرود البريد للمسافرين عن طريق السويس وكان المستر توماس واجهورن أحد كبار موظفيها واسطة هذا الاتفاق، وقد لقى من محمد على باشا تقصيرا كبيرا فكانت السفن التجارية تسير من بمباى إلى السويس ثم ينتقل منها البريد والسياح إلى الإسكندرية عن طريق القاهرة ومن الإسكندرية إلى مرسيليا بحرا ومنها إلى إنجلترا.

صادرات مصر فى ذلك العهد كانت تتألف من القطن، والأرز، والحبوب، والصمغ والأنسجة الكتانية، والصودا، والتمر، والخضر الجافة، والأفيون، والحناء، وكانت تستورد من الخارج الأنسجة القطنية، والأجواخ، والطرابيش، والأنسجة الصوفية، والأثواب الحريرية، والأخشاب، والحديد، والأواني، والخردوات، والنحاس، والسكاكين، والورق، والعقاقير، وأصناف العطارة، والفحم، والقرمز، والسكر، والزجاج، والمرايا والزيوت،  والمشروبات الروحية.

وحسب الإحصاء الذى قام به كلوت بك لتجارة مصر مع أوروبا وتركيا عام 1836 فإنها بلغت 2196000 جنيه للصادات 2679000 جنيه للواردات.

استطاع محمد على خلال فترة حكمه لمصر، أن ينهض بمصر اقتصاديا وزراعيا وصناعيا وتجاريا، وكان يرى أن الاستقلال السياسى لا يتحقق إلا بإنماء ثروة البلاد، وتقوية مركزها المالى، فبنى قاعدة اقتصادية لمصر، واهتم بالزراعة فاعتنى بالرى، وشيد العديد من الترع والجسور والقناطر، ووسع نطاق التجارة الخارجية فى مصر واتجه محمد على إلى بناء دولة عصرية على النسق الأوروبى فى مصر، واستعان فى مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين، وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجى على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث، وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبى المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصادا مزدهرا يدعمها ويحميها، إلا بإيجاد تعليم عصرى يحل محل التعليم التقليدى.