رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

والي غرب درافور| حرب أهلية في السودان والسر حميدتي

البرهان و حميدتو
البرهان و حميدتو و والي دارفور

 يوم تلو آخر، أصوات الرصاص والقنابل تدوي  في أرجاء العاصمة السودانية، والطائرات الحربية تحلق سماء في الخرطوم ودرافور. 

 

الدخان يغطي سماء الخرطوم:

 الدخان يغطي سماء الخرطوم، والجثث متكدسة بالشوارع، والأوضاع الإنسانية والصحية على مشارف كارثة، وأزمة مجاعة تتفاقم، أبرز ما يوصف الوضع في السودان.

 في الساعات الأخيرة الماضية، استيقظ العالم علي خبر خطف وقتل والي ولاية غرب درافور خميس عبدالله أبكر، وتبادل الاتهامات بين الجيش وقوات الدعم السريع لمقتل أبكر.

مقتل خميس عبدالله أبكر والي ولاية غرب درافور:

 مقتل خميس عبدالله أبكر، والي ولاية غرب درافور، سيخلق حربًا أهلية في الأقليم، ومما ستتحول إلى إبادة جماعية على غرار رواندا وأفريقيا الوسطى.

 اتسعت دائرة الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، إلى مدينة الجنينة مركز ولاية غرب درافور، التي تقع بالقرب من حدود تشاد، وتحولت المدينة إلى ظلام بعد انقطاع الكهرباء والمياه والدواء.

 واستمرار القتل في مدينة الجنينة، يظهر أمامنا أنها ستتحول إلى حرب عرقية، مما يؤدي إلى كارثة حقيقية تقضي على المدينة بأكملها.

فمن هو والي غرب درافور؟

 خميس أبكر، والي ولاية غرب درافور، كان أحد قادة حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد نور، وانشق عنه وأسس حركة بذات الأسم، وظلت تحارب الحكومة المركزية في الخرطوم في مناطق عدة خلال الفترة من 2000-2010.

 عقب خلع الرئيس البشير، أصبح رئيس قوات التحالف السوداني، وشارك في مفاوضات جوبا، ووقع علي اتفاق السلام في أكتوبر 2020.

 وكان أبكر، أحد زعماء حركات التمرد الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة عام 2020، سعيًا الى وضع حد لنزاع في الإقليم امتد زهاء عقدين.

 وأتى مقتل أبكر بعد ساعات من تصريحات اتّهم فيها قوات الدعم السريع بـ"تدمير" مدينة الجنينة، وإطلاق قذائف "على رؤوس المواطنين" في الجنينة، حيث كان موجودًا.

وأضاف: "المواطنون اليوم يُقتلون بطريقة عشوائية جداً وبأعداد كبيرة، اليوم عندنا أعداد كبيرة من الجرحى لا يجدون علاجًا، لا يوجد لدينا مستشفى، الآن لا توجد أي مؤسسة صحية تقدّم خدمات للمواطنين".

ووصف أبكر ولايته بأنّها "منكوبة"، مضيفًا "اليوم الجنينة مستباحة كلّها... كلّها، كلّها دُمّرت".

وتابع، "هذا شعب تمّ قتله بدم بارد بأعداد كبيرة جداً بالآلاف، لذا نحن بحاجة إلى تدخّل حاسم من المجتمع الدولي لحماية ما تبقّى من الأرواح في هذه المنطقة".

مدينة الجنينة:

 منذ أسابيع تعيش الجنينة، عاصمة غرب درافور، أعمال عنف وقتال بين القبائل العربية والمساليت الأفريقية على نحو فاقم الأوضاع الإنسانية، مع حرائق المنشآت الحكومية وتوقف المستشفيات وانهيار خدمات الكهرباء والمياه.

 

 منذ اندلاع العملية القتالية بين الجيش وقوات الدعم السريع، ارتفع الصراعات في درافور، البعض وقف بجوار حميدتي لأن أسرته تنتمي لتلك المنطقة، وتحولت المدينة لحرب أهلية بين القبائل التي تميل لبعضها البعض، ومحاربة وقتال وتهجير العناصر المنحدرة من أصول أفريقية على رأسها قبيلة المساليت.

 وصرح خميس أبكر، أن مدينة الجنينة، تتعرض لعمليات إبادة وتطهير عرقي خطير علي يد المليشيات العربية التي قررت انهاء قبيلة المساليت.

 كان خميس أبكر، ينتمي لقبيلة المساليت التي تعرض أخيرًا، لحملات منظمة من ناشطين وميليشيات تريد رأسه، قاموا بتسليح أبناء عشيرته لقتال الميليشيات العربية.

الجيش السوداني:

 اتّهم الجيش السوداني ليل الأربعاء- الخميس قوات الدعم السريع بـ"اختطاف واغتيال" والي غرب دارفور خميس أبكر، الذي كان حمّل، قبل ساعات من مقتله، هذه القوات المسؤولية عن انتهاكات ارتُكبت في الولاية، خصوصًا في عاصمتها الجنينة.

 ودان قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، "الهجوم الغادر الذي قامت به قوات الدعم السريع، والذي استهدفت فيه والي غرب دارفور، خميس عبدالله أبكر، وقامت بقتله بمدينة الجنينة".

 وقال، في بيان، إن قوات الدعم السريع تستهدف المنشآت المدنية في مدينة الجنينة، مؤكدًا أنه "لا علاقة لوالي غرب دارفور بمجريات الصراع بيننا والدعم السريع".

قوات الدعم السريع:

 في المقابل، دعت قوات الدعم السريع، في بيان نشرته اليوم الخميس، إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقصي الأحداث التي وقعت بولاية غرب دارفور وأدت لمقتل الوالي ومئات المواطنين.

واتهمت قوات الدعم السريع، الاستخبارات العسكرية السودانية بالتورط في إشعال حرب قبلية في ولاية غرب دارفور وتغذيتها عبر "تسليح القبائل".

 وتعهدت قوات الدعم السريع بإجراء تحقيق حول مقتل والي غرب دارفور، وتقديم أي من عناصرها التي يثبت تورطها في الحادث إلى العدالة.

جرائم ضد الإنسانية:

 كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبّر أمس عن قلقه من الوضع في إقليم دارفور بغرب السودان، وأعمال العنف التي تتخذ "بعدًا عرقيًا متزايدًا".

من جهته، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، الثلاثاء، من أنّ أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية".

وقال بيرتس "مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساورني القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر أبريل والتي اتخذت أبعادًا عرقية".

وأعلن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الأسبوع الماضي الإقليم منطقة منكوبة، وقال يوم السبت الماضي إن ما يجري في مدينتي الجنينة وكتم "لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي".

فيما حذرت نقابة أطباء السودان من الوضع المأسوي في الإقليم الذي امتدت إليه شرارة النزاع الدامي منذ شهرين.

يشار إلى أنه منذ انطلاق الصراع بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية، اشتباكات قبلية متقطعة.

 ويزخر إقليم دافور الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبًا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلًا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.

 فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين. ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمرًا منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.

 وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبيًا، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسابيع.

 وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين منتصف أبريل الماضي، المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددًا في أتون حرب أهلية وقبلية.