رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن كيم جونج أون يتراجع بهدوء. كشفت صور الأقمار الصناعية غير العادية التى نشرتها رويترز عن مشروع كيم السرى للوباء: حصار أمنى معزز بطول 489 كيلومتراً (304 أميال) على طول الحدود الشمالية للبلاد مع الصين، مكتمل بأبراج مراقبة وجدران خرسانية وسياج مزدوج وأسلاك شائكة.

من الصعب دائماً تحديد ما تعنيه التغييرات فى كوريا الشمالية. لكن من الواضح أن شيئاً ما على قدم وساق. وفى هذا العصر من التقدم التكنولوجى السريع، يتطلب التحكم فى عقول 25 مليون شخص وأعتقد أن نظام التشغيل Red Star قد لا يكون كافياً. سيؤدى فقدان الطرق القديمة عبر الحدود وشبكة الاتصالات السرية التى خففت من أقسى جوانب الحياة إلى حدوث تموجات داخل كوريا الشمالية.

يعد جدار كيم العملاق خطوة فى مشروع أكبر: لخلق بيئة رقمية «نظيفة».  وفى هذا المشروع، يعد التحكم فى تقنية الهاتف الذكى أمراً أساسياً. يمتلك نحو 3 ملايين كورى شمالى هواتف ذكية، ذات علامات تجارية مثل Pyongyang وArirang، التى طورتها الدولة. لا يمكنهم إجراء مكالمات دولية أو الاتصال بالإنترنت. وتعطل برامجهم الملفات الأجنبية: المقاطع أو الملفات الصوتية أو الملفات النصية أو التطبيقات التى لم يتم إنشاؤها داخل نظام التشغيل Red Star فى كوريا الشمالية.

إنها بيئة «مغلقة»، حيث ترى وتسمع فقط ما يريدك كيم أن تفعله. وتتميز الهواتف بميزة ذكية شيطانية، هى الالتقاط التلقائى لسجل نشاط المستخدم مع لقطات شاشة عشوائية مستمرة للرسائل، التى لا يمكن للمستخدم حذفها. عمليات التفتيش الرسمية على الهاتف إلزامية، وتقوم فرقة شرطة المجموعة 109، وهى فرقة متخصصة بقمع مشاهدة وسائل الإعلام الأجنبية، بشن غارات منتظمة على المنازل الخاصة. من خلال إنشاء أجهزته وبرامجه الخاصة.

لكن «الهواتف الصينية» تمثل تحدياً لكيم، وبالنسبة للوسيط المتمرس، فهى تمثل نشاطاً تجارياً رائعاً. يوفر الكوريون الشماليون مبالغ مذهلة لمقابلة وسيط وإجراء مكالمة. إنها الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت عائلتك التى هربت ميتة أم حية ؛ ربما فرصتك الوحيدة لسماع صوت طفلك مرة أخرى. وتبذل العائلات قصارى جهدها لإجراء هذه المكالمات؛ تبذل الحكومة جهوداً كبيرة لوضع أجهزة التشويش على الإشارة بالقرب من الحدود. لذا، حتى وهو يغلق الحدود الشمالية، يقاتل كيم على حدود الاتصالات.

تضييق الخناق على الحدود قد يكون علامة على الهشاشة، ولدت من الخوف، أو محاولة لتحقيق التوازن بين كتل السلطة، أو الحاجة إلى حماية موقعه. إن خنق السوق السوداء هو ضربة قوية لمن يكسبون عيشهم منها، وهم أكثر وضوحاً وقوة مما قد تتصور. أكثر المتضررين هم الدونجو، «أمراء المال» أو «سادة المال»، وهى فئة صغيرة من رواد الأعمال سمح لهم عن عمد بالازدهار فى بداية رئاسة كيم للوزراء. استفادت هذه المجموعة من العائلات من تخفيف القيود الاقتصادية بعد المجاعة فى التسعينيات وأسست شركات، التى غالباً ما كانت مرتبطة بتوريد سلع السوق السوداء أو المحتوى الأجنبى.

اليوم «الدونجو» هم من الأثرياء. إنهم يمارسون نفوذاً على العديد من قطاعات الاقتصاد. كثير منهم منخرطون بشكل وثيق مع النخبة، التى يعتمد عليها كيم للحصول على الدعم. الضغط على السوق السوداء سيضغط عليهم.