عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

ظهرت مواهبه مبكرًا فنظم الشعر فى الثالثة عشرة من عمره، وغادر حضر موت عام 1931 متوجها إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً فى الحجاز وهناك نظم مطولته «نظام البردة»، وكتب أول عمل مسرحى شعرى له «همام فى بلاد الأحقاف»، وطبعهما فور وصوله مصر.

خلطة نادرة مزجت الدم العربى بالإسلامى فأنتجت أديبًا عملاقًا، حلقت أعماله فى سماء الفكر فتركت لنا إرثًا عظيمًا ما زلنا ننهل منه حتى الآن.

على أحمد باكثير المولود فى إندونيسيا عام 1910 لأبوين من حضر موت، أصبح أديبا مصريا بعد حصوله على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكى فى 22 أغسطس 1951، وسلمها له بنفسه فؤاد سراج الدين الذى كان يشغل منصب وزير الداخلية آنذاك, وقلده الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون عام 1963, وبلغت شهرته الآفاق لدرجة أنه تقاسم جائزة الدولة التقديرية مع نجيب محفوظ , وكان سباقًا فى الشعر والرواية والمسرح، فهو أول كاتب عربى يرمز للحركة الإسلامية برمز إيجابى فى الرواية التاريخية العربية، وأول من عالج قضية فلسطين فى المسرح العربى, وأول من كتب مسرحية شعرية بالشعر المرسل فى اللغة العربية مثل مسرحية «إخناتون ونفرتيتى»، وأول من نشر مسرحية شعرية اجتماعية وكانت المسرحيات الشعرية قبله ذات مواضيع تاريخية.

أبدع «باكثير» فى إنتاج سلسلة أعماله الشهيرة، ومنها رواية «وا إسلاماه»، ومسرحية «دار ابن لقمان» والتى أهلته للحصول على جائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية, وتدور أحداث المسرحية فى مدينة المنصورة 

 وسكن حى «ميت حدر» بالمدينة, ومنذ ذلك الحين أصبحت ملهمته، وكان يمر يوميا بشارع بورسعيد حيث «دار بن لقمان» التى أصبحت متحفا قوميا.   

يقول مؤرخ المنصورة الدكتور إيهاب رجب الشربينى، أن «باكثير» استقر بالمنصورة سنة 1940 بعد تعيينه مدرساً للغة الإنجليزية فى «مدرسة الرشاد الثانوية»، وعاش فيها أجمل أيامه تكونت خلالها شخصيته الثقافية وكتب بها أشهر أعماله, فكان يحلو له الجلوس فى حديقتى «فريال» و«شجرة الدر»، ومقهى «أندريا»، ليكتب فصول «واإسلاماه»، التى تحولت إلى أحد أشهر أفلام السينما المصرية,و تم تدريسها لطلاب المرحلة الثانوية عدة سنوات.

وفى عام1943 تعرف «باكثير» أثناء عمله فى المنصورة على عائلة كريمة فتزوج  منها سيدة كان لها ابنة من زوج سابق، فعاشت الابنة معه وتربت فى كنفه لأنه لم يرزق بالذرية.

ويحكى الكاتب الفلسطينى محمد على الطاهر عن فترة إقامة «باكثير» بالمنصورة التى قادته الظروف للإقامة بها ولقاء كاتبنا الكبير, قائلا: تعرضت للاعتقال فى حياتى 4 مرات، إحداها  كانت عام 1940 لأسباب تتعلق بآرائى المناهضة للاستعمار, وتمكنت من الهرب والتنكر بزى شيخ ريفى، ومن بين البلاد التى مكثت فيها متخفيا المنصورة, وهناك تعرفت على «باكثير» الذى دبر لى مسكنا باسم مستعار فى زقاق ضيق بحى «ميت حدر»، وبعد أن وثقت به كلفته بمهمة سرية لزيارة زوجتى فى شقتها بشارع شبرا، وتوصيل رسالة إليها للاطمئنان علي, فكان سرورها عظيماً لأنها لم تكن تعلم عنى شيئا منذ شهرين, وما زلت أحتفظ بلقطة تجمعنى به فى المنصورة عام 1942 أمام كوبرى طلخا. 

نُشر عن «باكثير» العديد من الكتب منها كتاب «الخروج عن النص فى علاقة باكثير والمسرح المصرى» للكاتبة عبير سلامة وكتاب «على أحمد باكثير ناقدا أدبيا» تأليف الدكتور أحمد باحارثة، وكتاب «اشراقات عن باكثير» للكاتب عبد القوى الحسينى وغيرهم, كما سمُيت على اسمه الكثير من الشوارع والمدارس والجمعيات مثل شارع على أحمد باكثير المتفرع من شارع الرصافة بالإسكندرية وجمعية أصدقاء باكثير الثقافية بالقاهرة ومؤسسة باكثير للآداب والفنون.

كانت أغلى أمانيه أن يموت ويدفن بمصر, فتحقق له ذلك فى 10 نوفمبر 1969، إثر أزمة قلبية حادة، ودفن بمدافن الإمام الشافعى فى مقبرة عائلة زوجته المصرية. رحم الله الكاتب العملاق وحفظ مصر وأهلها.

 [email protected]