رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لقد أطلق تعبير الفوضى الخلاقة عام 2006 مصاحبًا لفكرة الشرق الأوسط الجديد، ولعلنا نتساءل: هل يمكن أن تكون الفوضى خلاقة؟! أعتقد أنه لا يمكن أن تكون كذلك، لأن الفوضى تعنى بعثرة المتجمع وتفتيت المتماسك. والواقع يقول إن هذا التعبير المناسب لتحقيق أهداف من أطلقه لأنه يخلق المناخ المناسب لفرض السيطرة والسيادة على كل ما تفرق وتفتت.

< إن هذا التعبير هو امتداد أو تفسير لما كان قد أطلق من قبل من تعبير فرق تسد أى بعثرة المتجمع وتفتيت المتماسك حتى يمكن أن تتحقق السيطرة على كل ما تفرق وتبعثر، ولقد كان هذا الأمر ممارسة فعلية لكل القوى الاستعمارية التى تريد أن تسيطر وتفرض السيادة على الدول المستهدفة وتنهب ثرواتها وخيراتها، فلقد أطلقه الإسكندر الأكبر عندما أراد غزو بلاد فارس التى استعصت عليه آنذاك وحينها استشار أستاذه أرسطو الذى نصحه بهذه النصيحة أى فرق تسد وهذا ما كان.

< إن بث الكراهية التى هي ظاهرة سلبية مدمرة للعلاقات الإنسانية بين الناس لها أكبر الأثر فى تدمير العلاقات الإنسانية بين الناس وبين طبقات المجتمع، وقد يقول قائل إن الكراهية طبيعة إنسانية بين البشر كالحب أيضًا، لكن الواقع يقول إنه لا يوجد إنسان قد ولد يكره إنسانًا آخر بسبب لونه أو عقيدته أو عشيرته، ولكن الإنسان يتعلم الكراهية كما يتعلم الحب وإن كان الحب أقرب للقلب من الكراهية، إن الفتن بين أصحاب الوطن الواحد كأنها قطع من الليل المظلم تعمق الكراهية بين الناس بعضهم البعض، حيث يتناحرون ويتقاتلون، وهنا يمكن أن يتسلل أعداء الوطن بين ثنايا هذا الشقاق ويحققون مآربهم.

< إن التاريخ يعلمنا أنه من الصعب هزيمة دولة من خارجها ولكن الهزيمة الحقيقة تكون دائمًا من داخلها، وذلك ببث الفُرقة والكراهية والشقاق بين أفراد المجتمع الواحد سواء كان على أساس عرقى أو دينى أو عشائرى، وهذا ما تسعى إليه دائمًا القوى الاستعمارية الظالمة، ولعل هذا ما نراه فى منطقتنا أو ما يسمى بالشرق الأوسط، فقد تم ذلك فى العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان وتونس وما زالت المحاولات مستمرة.

< إن هذه الدول تفعل مع بعضها البعض عكس ذلك تمامًا أنها تتجمع وتحاول أن تكون كتلة واحدة تحت مسميات مختلفة، ولأنها تعى تمامًا فائدة التجمع والتوحد، لهذا نجد أوروبا قد تجمعت تحت مسمى الاتحاد الأوروبى وتحت مسمى حلف الناتو وهناك مجموعة السبع أو مجموعة العشرين وهكذا، بينما تسعى لتفتيت الدول التى تريد السيطرة عليها.

أمن العدل أنهم يردون الماء صفوًا وأن يكدر وردى؟!

أمن العدل أنهم يطلقون الأسد منهم وأن تقيد أسدى؟!

< إنهم يريدون أن يشربوا الماء ويطلقوا أسودهم، ولكن ذلك محرم علينا هل هذا عدل؟ إن عبرة التاريخ تحتم علينا أن نكون مع بعضنا البعض كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض، وأن نكون كالعصبة أولى القوة وهذا هو الوعى وهذه هى معركة الوعى التى يجب علينا جميعاً أن نكون على قلب رجل واحد لحماية وطننا الغالى، وأن نواجه هذه الفوضى الخلاقة التى تحاول أن تزرع الكراهية والشقاق بين بنى الوطن الواحد وأن تتسلل بين ثنايا هذا الشقاق وتفرض سيطرتها وسيادتها، وهذا هو هدف الفوضى الخلاقة.