عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استنساخ صوت أم كلثوم والعندليب يشعل حربًا بين عمالقة الفن والشعر

عبد الحليم حافظ وأم
عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعمرو مصطفى

في الألفية الثالثة ومع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وصل الإنسان إلي استنساخ الأصوات، وبدأت معركة جديدة في عالم الفن، بسبب استنساخ بعض أصوات للمشاهير، فقد يري البعض أن استنساخ أصوات المشاهير الراحلون مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ، يحافظ على التراث ويعرف الأجيال القادمة بالمشاهير الذين رحلوا، والبعض الأخررفضوا هذا التطور ويروا أن هذا تشوية لتاريخ هؤلاء النجوم وبدأت المعركة بعدما تم استخدام صوت العندليب الراحل عبد الحليم حافظ في أغان للفنان عمرو دياب على يد استشاري تصميم، يسمى المهندس محمد شكري الخولي.

 

 

عبد الحليم حافظ

ويشرح الخولي مشروعه قائلا:" إن المشروع غير رسمي تمامًا ،أن الغرض من المشروع البحث العلمي والتطوير ومواكبة التطور العالمي، وأن استخدام صوت العندليب ليس إلا تجربة أولية مبدئية.

أن جميع حقوق الفنانين كألحان وكلمات محفوظة لهم، مبرزا أيضا أن الصورة الخاصة بالعندليب تم صنعها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولا وجود لها في الواقع.

 

 

محمد شبانة نجل شقيق العندليب يعلن غضبه

وعلى الفورأخذ محمد شبانة، نجل شقيق العندليب موقفا سريعا ليعلن عن غضبه، حيث أصدر بيانًا قال فيه: "خلال الأيام الماضية جرت محاولات البعض لاستخدام صوت عمي عبد الحليم بتقنية الذكاء الاصطناعي وتركيبه على أغنيات حديثة، وكانت تجربة فاشلة وفي غاية السوء".

وأضاف شبانة : "سنتخذ الإجراءات القانونية تجاه الفاعل، لأن ذلك يعد تشويها لتاريخ ورسالة عمي الفنان عبد الحليم حافظ، ومن ثم فأي شخص أو جهة أو شركة ستقوم بهذا الفعل ستتعرض للمساءلة القانونية، وسنتخذ حيالها كافة الإجراءات الرادعة".

 

محمد شبانه

وأختتم شبانة حديثه قائلا: "صوت عبد الحليم ملك خالص لأسرته دون غيرها، وعلى الجميع توخي الحذر من تداول هذه المقاطع المسيئة، وإذا أرادت الأسرة استخدام هذه التقنية في يوم من الأيام فسيكون بأعلى درجة من الجودة والحرفية والتقنية لإمتاع عشاق العندليب الأسمر، وسيكون ذلك برضا عشاقه ومحبيه حال طلب ذلك منا، والله ولي التوفيق".

 

عمرو مصطفي يستحضر صوت جديد لـ أم كلثوم

وكانت الحكاية قد بدأت عندما لحن الموسيقارعمرو مصطفي أغنية جديدة لسيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم، ووضع صوتها وصورتها عليها عبر تقنية الذكاء الاصطناعي من دون الرجوع إلى ورثتها أو أي جهة مسؤولة أو مالكة لحقوقها الفنية.

وشارك  عمرومصطفى جمهوره بالمقطع الصوتي الخاص لـ أم كلثوم، حيث استخدم فيه بصمة صوت كوكب الشرق على كلمات جديدة غير منسوبة إلى أي شخص، وعلق على منشوره "على مدار 24 سنة قدم عديداً من الألحان لنجوم الوطن العربي، وأخيراً مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أراد أن يسمع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم إذا غنت من ألحانه".

ومن هنا بدأت الحرب على عمرو مصطفي حيث بعد طرح مصطفي الأغنية وصفها البعض بأنها "رديئة"، من حيث الجودة والصوت والأداء، واتهموا مصطفى بالإساءة إلى أم كلثوم، وأثير الجدل بشكل أكبر حول مدى خطورة تخليق عمل لا يوافق عليه صاحب الصوت، وطرحه بكلمات لا يعرفها، وبجودة تقلل من صوته ومكانته، وزادت حدة النقاش بخصوص التخوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأغاني وغيرها من الأعمال المزيفة.

 

 

محسن جابر يعلن الحرب على عمرو مصطفي

وكان المنتج محسن جابرمن أوئل الذين أعلنوا رفضهم لفيديو عمرو مصطفي، وأصدر جابر بياناً رسمياً بصفته مالكاً لأعمال أم كلثوم فنياً، وهاجم فيه عمرو مصطفى، واتهمه بانتهاك الحرية الشخصية لسيدة الغناء في العالم العربي أم كلثوم ، والتعدي على الملكية الفكرية وحقوق الورثة، وطالبه بعدم طرح الأغنية كاملة، ملوحاً بأنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية لوقفها، فهو يمتلك توكيلاً رسمياً من جميع الورثة الشرعيين لأم كلثوم، وتابع جابر في بيانه "أنه سيسعى بكل قوته لإيقاف أي مهزلة أو عبث بصوت أم كلثوم، لأنها رمز كبير لا يجوز لأحد أن يقوم بنسخه أو تشويهه والعبث به".

وعلق عمرو مصطفي  على بيان المنتج محسن جابر قائلا:""لم أسط على حقوق أحد، وقمت بتوضيح حقيقة أن الصوت المقدم في الأغنية هو من إنتاج الذكاء الاصطناعي، وبذلك ليس من حق أحد اتهامي بالسطو على الملكية الفكرية، بخاصة أن اللحن والكلمات والصوت ليست ملك أي منتج حتى يعترض". مؤكداً أنه "سيكمل مشروعه مع مطربين وعمالقة آخرين، ولن يهتم بمدعي الحفاظ على التراث".

أراء النقاد والشعراء

ومن جانبه قال الناقد والمؤرخ الموسيقي أشرف عبد الرحمن طالب باتخاذ الإجراءات القانونية من نقابة المهن الموسيقية لوقف هذا التشويه، "لأنه يجب أن نترك العظماء الذين رحلوا عنا بأعمالهم الخالدة لتظل برونقها"، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر "نبشا في القبور".

وتطرق للحديث عن الحفلات التي استخدمت تقنية الهولوغرام والفرق بينها وبين استخدام الذكاء الاصطناعي في استحضار صوت أم كلثوم أو الفنانين بشكل عام، حيث أوضح أن التقنية تعتمد على الاستخدام الشكلي ولا يكون هناك تلاعب في الصوت أو الألحان أو الكلمات، إنما يكون تجسيد لفناني الزمن الجميل على المسرح.

وأشار إلى أن ذلك يعطي انطباعًا جيدًا لدى المتفرج: "أرى أنه لا مانع فيه، ويعد استخداما إيجابيا، لكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والتلاعب في الصوت يعد تشويها، الصوت والكلمات والألحان مفردات أساسية لا يجب التلاعب بها".

على مدار الساعات الأخيرة أثيرت أزمة في ما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في تخليق أغنية لأم كلثوم، وفتحت المشكلة باب الجدل لمناقشة خطورة "فبركة" الأصوات والتعدي على حقوق الملكية الفكرية للمبدعين والحرية الشخصية للجميع.

وقال الشاعر فوزي إبراهيم، الأمين العام لجمعية المؤلفين والملحنين، "أنه ضد استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي تماماً في فبركة أصوات أي مطرب أو مطربة، وما قام به عمرو مصطفى ليس من حقه، لأنه تشويه لتراث أم كلثوم، واستخدام من دون حق لبصمتها وتخليق أغنية لها".

واستكمل فوزي "الصوت ليس بصمة فقط، بل مجموعة أشياء مثل الإحساس والروح والمساحات ومخارج الألفاظ، وهذه أشياء لا يمكن اختزالها باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولذلك لا يصح أن يقول أي شخص إنه استطاع تخليق بصمة أم كلثوم، ثم يبدأ باستخدامها وتركيبها على لحن أو أغنية من كلمات جديدة، وهذا يسمى فبركة وتشويهاً، وما قدمه عمرو مصطفى هو مسخ لا يمكن أن يقال إنه أغنية من الأساس".

ومن جابنه اعرب الكاتب مدحت العدل عن سعادته بتجربة عمرو مصطفي قائلا :" مصطفى قدم تجربة جديدة، ومن حق الجميع أن يجرب، وكل العالم يخوض مغامرات حتى يتقدم، وإن لم يحدث ذلك سنظل في مكاننا، مشيرة إلي أن استخدام عمرو مصطفى لبصمة صوت أم كلثوم "مجرد مشروع يمكننا اعتباره مجرد نواه لفكرة استخدام التكنولوجيا.

وأنهى العدل حديثه على أنه يشجع أي تجربة جديدة مهما كانت طالما سنحكم على جودتها ومدى الاستفادة منها ونأخذ الجيد منها ونستبعد السيئ.

 وفي سياق آخر اتهم الناقد الفني مصطفى حمدي، الملحن عمرو مصطفى بأنه يبحث عن أي مادة ليثير الجدل، بخاصة أنه لم يحظ بالنجاح الذي يريده في أعماله الأخيرة، فلجأ إلى تلك الحيلة، لأنه يريد أن تتكلم عنه الناس بأي شكل".

 وطالب حمدي المسؤولين بسن قوانين فورية لتجريم ذلك حتى لا نجد صوت مطرب مهم مثلاً على أغنية مسيئة، أو مطربة يتم استخدام بصمتها في عمل مسف لا تعلم عنه شيئاً بحجة استخدام تكنولوجيا جديدة".