الصين تحذر من مواجهتها مع أمريكا
قال وزير الدفاع الصيني لي شانجفو، اليوم الأحد، إن عقلية الحرب الباردة تتجدد الآن، وذلك يزيد بشكل كبير من المخاطر الأمنية، محذرًا من أن المواجهة بين الصين وأمريكا ستكون كارثة لا يمكن للعالم أن يتحملها.
وخلال مؤتمر حول الأمن ينظم في إطار حوار شانغريلا في سنغافورة، أكد لي، اليوم الأحد، أن الصين تسعى للحوار وليس المواجهة، مشيراً إلى أن بعض الدول تنشر القواعد العسكرية وتعزز سباق التسلح في المنطقة، وفقًا لموقع العربية نت الإخباري.
كذلك أوضح أن عودة عقلية الحرب الباردة تذكي المخاطر الأمنية، لافتاً إلى أن بلاده ملتزمة بتثبيت السلام في التعاطي مع الأزمات الدولية. وقال إن بعض الدول تتدخل بسوء نية في الشؤون الداخلية لدول أخرى، مؤكداً أن تايوان شأن داخلي للصين، مشدداً على أن بكين لن تتردد أبدا في الدفاع عن مصالحها وحقوقها المشروعة.
زوبعة من الصراعات
إلى ذلك، حذر لي من إقامة تحالفات عسكرية "شبيهة بحلف شمال الأطلسي" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلاً إنها ستغرق المنطقة في "زوبعة" من الصراعات. وأكد أن "المحاولات الهادفة إلى تعزيز تحالفات شبيهة بالناتو هي وسيلة لاختطاف دول المنطقة وتضخيم الصراعات والمواجهات، الأمر الذي لن يؤدي سوى إلى إغراق منطقة آسيا والمحيط الهادئ في زوبعة من النزاعات والصراعات".
كما أضاف أن "منطقة آسيا والمحيط الهادئ اليوم تحتاج إلى تعاون مفتوح وشامل وليس إلى تجمع في مجموعات صغيرة. يجب ألا ننسى الكوارث الخطيرة التي سببتها الحربان العالميتان لشعوب كل البلدان، ويجب ألا نسمح لهذا التاريخ المأساوي بأن يعيد نفسه".
ولم يذكر لي أي دولة بالاسم لكن تصريحاته تستهدف في شكل ضمني الولايات المتحدة التي عززت تحالفاتها وشراكاتها في المنطقة لمواجهة نفوذ بكين.
يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تصافح مع نظيره الصيني لي شانغ فو على هامش قمة أمنية في سنغافورة، إلا أنه لم يجر بينهما "حوار جوهري". وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان أن الاثنين تحدثا لفترة وجيزة فقط.
وفي وقت سابق، أعرب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال زيارة إلى طوكيو، الخميس، عن "أسفه" لرفض نظيره الصيني الاجتماع به هذا الأسبوع، لا سيما في ضوء المناورة "الاستفزازية" التي قامت بها مؤخرا مقاتلة صينية قرب طائرة عسكرية أميركية.
وقال أوستن للصحفيين في طوكيو "أعتقد أن هذا أمر مؤسف"، محذرا من أنه بعد "عملية الاعتراض الاستفزازية" التي نفذتها مقاتلة حربية صينية مؤخرا، زاد قلقه من احتمال وقوع حادث "قد يخرج سريعا عن السيطرة".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن الصين رفضت دعوة أميركية لإجراء لقاء بين أوستن ونظيره الصيني على هامش منتدى أمني في سنغافورة يعقد هذا الأسبوع.
وأضافت الوزارة في بيان أن الدعوة وجهت الشهر الماضي، وأن "عدم رغبة بكين في المشاركة في مباحثات هادفة لن يقلل من التزام البنتاغون البحث عن خطوط للتواصل على مستويات متعددة مع الجيش الصيني لضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".
وأشار البنتاغون إلى أن "العقوبات المفروضة على وزير الدفاع الصيني لا تمنع الوزير أوستن من لقائه".
يأتي ذلك بينما تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن بالفعل توترا شديدا بشأن قضايا مثل تايوان وتحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة في أواخر عام 2022.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: