يا فاكهة مين يشتريكى؟

الأسعار نار.. وتوقعات بتراجعها فى يونيو ويوليو

>> المواطنون يشكون..والباعة يبررون: التغيرات المناخية والسولار وبداية الموسم السبب

>> نائب رئيس الشعبة العامة للخضراوات والفاكهة:

الفواكه المصرية سليمة بنسبة 100%.. وما يتردد عن تسببها فى أمراض معوية شائعات مغرضة

>>خبير اقتصادى: التصدير أحد أسباب الزيادة.. وبرلمانى يطالب الحكومة بتشديد الرقابة على الأسواق

مع بدايات الموسم الزراعى الصيفى تبدأ معظم الفواكه فى الظهور والإعلان عن نفسها فى سوق الفاكهة، ويقبل جميع المواطنين على شرائها لما تحتويه من قيمة غذائية ومذاق رائع، بدءاً من المانجو مروراً بالخوخ والعنب والتفاح والبطيخ.

 ولكن الفرحة بقدوم فاكهة الصيف لم تكتمل هذا العام، لارتفاع أسعارها بشكل يفوق استطاعة أغلب المصريين، وشهدت أسعار العنب ارتفاعاً كبيراً فى الأسواق خلال الأسبوع الأول من شهر مايو، حيث تراوحت أسعار الكيلو فى أسواق الجملة بين 35 و40 جنيهًا، فيما وصل السعر من 45 إلى 55 جنيهًا للكيلو فى بعض أسواق التجزئة.

فيما تخطى سعر البطيخة الواحدة 100 جنيه، وكيلو الخوخ بـ25 ويصل إلى 35 جنيهاً، وكيلو التفاح بـ65 جنيهاً وكيلو البرقوق بـ50 جنيهاً.

أسعار الفواكه فى الأسواق الشعبية ربما تكون منخفضة نسبيًا عن مثيلاتها فى المحلات بالمناطق الأخرى لكنها تظل بعيدة عن متناول الأسرة المصرية البسيطة، وقد تكون أقل جودة أو بلغة السوق «درجة ثانية» ففى الأسواق الشعبية قد تجد تفاحاً بـ25 و30 لكنه تالف أو قارب للتلف.

أما من يقارن بين أسعار الفاكهة فى أسواق الجملة ومثيلتها فى أسواق التجزئة فسيجد فارقاً كبيراً بينهما، ففى سوق العبور، البطيخة وزن من 6 إلى 8 كيلو يتراوح سعرها بين 21 و28 جنيهًا، وزن من 3 إلى 6 كيلو ما بين 12 إلى 18 جنيهًا، ووزن من 8 إلى 10 كيلو نحو 32 جنيهًا إلى 40 جنيهًا.

 فيما تراوح سعر مانجو مستورد سودانى بين 40 و70 جنيهًا، والخوخ العريشى ما بين 5 جنيهات و15 جنيهًا والجوافة من 6 إلى 12 جنيهًا.

وفى سوق العبور أيضاً يباع العنب المستورد الأصفر والأحمر بسعر من 30 إلى 40 جنيهًا، والتفاح المستورد ما بين 18 و30 جنيهًا، والتفاح المصرى بين 5 جنيهات و25 جنيهًا والكمثرى المستوردة من 30 إلى 60 جنيهًا، والبلح السيوى من 30 إلى 40 جنيهًا، وبلح ثلاجة من 4 إلى 10 جنيهات، سعر أناناس نحو 50 جنيهًا، بشملة بسعر من 10 إلى 20 جنيهًا، والفراولة بين 7 و10 جنيهات، والكيوى 26 جنيهاً، والكانتلوب بين 5 و10 جنيهات، والمشمش السويسى بين 20 و30 جنيهًا.

وفى جولة بين عدد من أسواق الخضر والفاكهة، رصدت الوفد شكوى عامة من الأسعار.. قال مصطفى عبدالرحمن - موظف 46 عاماً: الخوخ والعنب والبطيخ وجميع الفاكهة أسعارها غالية جداً هذا العام، والباعة يبررون هذه الزيادة بارتفاع درجات الحرارة التى أفسدت جانباً من محاصيل الفاكهة وأيضاً زيادة أسعار السولار والبنزين الذى زاد من تكاليف زراعتها وتكلفة نقلها من الحقول للأسواق.

 وقال يوسف عبدالحميد بالمعاش: أسعار الفاكهة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة، فلا توجد فاكهة سعرها مناسب باستثناء الموز فقط وسعره ما بين 12 و15 جنيهاً بالأسواق.

وقالت سماح أحمد، موظفة 55 عاماً: أسعار الفواكه هذا العام، تشهد زيادة كبيرة ومعظم الباعة يقولون إن السبب هو ارتفاع السولار وقلة المعروض وبدايات الموسم، وأتمنى فى شهرى يونيو ويوليو تنزل الأسعار شوية لأنها حالياً فوق قدرة ملايين الأسر». 

وفى أحد أسواق منطقة غمرة بوسط القاهرة قال ناصر حميدة، عامل 36 عاماً: أسعار الفاكهة عالية جداً وغير منطقية، ولهذا قررت عدم شرائها فمن غير المعقول أن يصل كيلو التفاح إلى 65 جنيهاً، والبطيخ 60 جنيهاً، والعنب 40 جنيهاً، وفى ظل هذه الأسعار كل رب أسرة سيحتاج إلى ميزانية كبيرة إذا قرر شراء فاكهة».

الباعة يبررون الزيادة

البائعون من جانبهم أكدوا أن زيادة أسعار الفاكهة هذا العام تعود فى الأساس إلى زيادة السولار، مشيرين إلى أن معظم سيارات النقل تعمل بالسولار وهو ما سبب زيادة تكلفة نقل الخضر والفاكهة من المزارع إلى التجار والبائعين، وقال عبدالجواد محمد بائع فاكهة بمنطقة العباسية: بالفعل أسعار الفاكهة ارتفعت بشكل كبير هذا العام حتى فى أسواق الجملة بسبب زيادة أسعار السولار والأسمدة، فعملية النقل من سوق الجملة إلى المحل الخاص بى كانت تتكلف حوالى 280 جنيهاً وأصبحت الآن 320 جنيهاً وبالتالى كان لابد من زيادة سعر الفاكهة لتحقيق هامش ربح.

وقال يوسف على بائع فاكهة بسوق إمبابة بالجيزة: مصاريف نقل الخضر والفاكهة من سوق الجملة بالعبور إلى إمبابة زادت بحوالى 120 جنيهاً، فكانت تتكلف 350 جنيهاً والآن صارت 475 جنيهاً فى النقلة الواحدة فماذا نفعل غير زيادة السعر؟!».

ووافقه الرأى، عثمان محسن صاحب محل فاكهة بسوق الساحل بشبرا، وقال: ارتفاع أسعار السولار والأسمدة والبدايات الموسمية للفواكه مثل الخوخ والعنب والبطيخ، كل ذلك وراء ارتفاع أسعار الفاكهة حاليا، ولكن مع الوقت ستنزل الأسعار ولكن ليس بشكل كبير لأن تكلفة الإنتاج والعمالة والنقل ارتفعت».

واعترف سيد حمادة، صاحب أحد أكبر محلات العصائر بحى شبرا، أن جميع أسعار الفواكه زادت بشكل كبير ما اضطره لرفع أسعار منتجاته من العصائر لأن تكلفة العمالة والكهرباء زادت، موضحاً أقل كوب للعصير القصب يصل سعره إلى 5 جنيهات والبرتقال 10 جنيهات والمانجو 15 جنيهاً والسوبيا 7 جنيهات، والكوكتيل (فخفخينا) 15 جنيهاً، والموز 15 جنيهاً والبلح باللبن 15 جنيهاً. 

شائعات مغرضة

أكد حاتم النجيب، نائب رئيس الشعبة العامة للخضراوات والفاكهة، أن ارتفاع أسعار الفاكهة يعود إلى أننا حالياً فى بدايات موسم الصيف، فضلاً عن عدم استقرار الأحوال المناخية، فأحياناً تكون بعض الأيام ذات حرارة مرتفعة فى الصباح وفى المساء باردة جداً، وهو ما يؤثر سلباً على المحاصيل الزراعية، وعلى أسعارها لأنه يحدث تلف لبعض المحاصيل مما يسبب خسائر للمزارعين.

وأضاف: أسعار بعض الفواكه مرتفعة مثل العنب الأحمر والبرقوق والأناناس، ولكن هناك فواكه أسعارها معقولة مثل الموز والخوخ والمشمش، ولكن بشكل عام أسباب ارتفاع الفواكه هو التغيرات الجوية.

وتابع: ارتفاع أسعار السولار مؤخراً لم يؤثر بشكل كبير على أسعار الفواكه، لأن الزيادة ليست كبيرة فى حمولة ونقل الفواكه حوالى 20 جنيهاً فى الصفيحة للنقلة الواحدة، وبالتالى تكون زيادة تكلفة نقل كل كيلو بالقروش وليست بالجنيهات، وبالتالى فهى ليست سبباً مباشراً فى ارتفاع أسعار الفواكه الصيفية، مشيراً إلى أن أهم خطوات تحسين أسعار الفواكه الصيفية هى تحسين الإنتاج الزراعى عن طريق الإرشاد الزراعى وتثقيف العاملين بالمجال الزراعى، وتحسين ظروف العمل ودعم الفلاحين وتطوير منظومة تصنيع المنتجات الغذائية الزراعية والتى تساهم فى زيادة الدخل القومى، مثل تصنيع المربى والعصائر الطبيعية والفواكه المجففة، وتصديرها إلى بعض الدول وغيرها من تلك الصناعات.

وأوضح نائب رئيس الشعبة العامة للخضراوات والفاكهة، أن ما يتردد حول أن هناك بعض الفواكه تسبب أمراضاً معوية، مثل الخوخ والبطيخ هى إشاعات موسمية مغرضة فجميع الفاكهة المعروضة آمنة تماماً وسليمة بنسبة 100% ويقوم الحجر الزراعى بفحصها بشكل دورى ويتم تصدير فواكه مصرية إلى الخارج بدون وجود أى شكاوى فالفواكه المصرية ذات سمعة عالمية طيبة، وكل عام يتم ترديد تلك الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، رغم عدم وجودها على أرض الواقع..

تكلفة مدخلات الإنتاج

وعلى الجانب الآخر أكد جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة، أن الأسباب الأساسية وراء زيادة أسعار الفاكهة تكمن فى ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج من الأسمدة والكيماويات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل على خلفية زيادة أسعار السولار، والوضع العام الحالى يشهد زيادة فى أسعار جميع السلع والمنتجات، بعد ارتفاع سعر الدولار وتأثير الحرب الروسية الأوكرانية،

وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعى،أن أى زيادة فى أسعار الأسمدة تؤثر بصورة كبيرة على المنتجات الزراعية خاصة الفاكهة، نظرًا لاستهلاكها أسمدة أربعة أضعاف المحاصيل الأخرى من القمح وخلافه، وأشار إلى مساهمة دخول بعض أنواع الفاكهة المستوردة بأسعار مرتفعة إلى السوق فى ارتفاع الأسعار للمنتجات المحلية، وزيادة أسعار النقل تؤثر بصورة أكبر على الفاكهة لاحتياجها لاستعدادات خاصة فى النقل مما يزيد من تكلفة النقل، التى شهدت زيادة كبيرة مؤخرًا.

وأضاف «صيام» للتغيرات المناخية تأثير ولكنه ليس تأثيرها كبير باستثناء محصول ألمانجو الذى يتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية ولكن الارتفاعات الكبيرة فى الأسعار تعتمد فى الأساس على زيادة أسعار عناصر الإنتاج الأخرى وبدايات الموسم الصيفى تكون أسعار الفاكهة مرتفعة وهى ما تسمى العروة الصيفية.

الرقابة على الأسواق

طالب النائب سيد حنفى طه، عضو مجلس النواب، الحكومة بتكثيف الرقابة على الأسواق والأسعار والتجار وسائقى مختلف وسائل النقل بصفة عامة بعد رفع سعر السولار بناء على قرار لجنة التسعير التلقائى للمنتجات البترولية بزيادة سعر السولار بمقدار واحد جنيه للتر ليصبح سعر البيع فى السوق المحلية 8.25 جنيه للتر.

وقال «حنفى» فى بيانه إن هذه المسئولية تقع فى المقام الأول على المحافظين بجميع المحافظات على مستوى الجمهورية مطالبا من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، بإصدار تكليفات حاسمة وواضحة لجميع المحافظين للقيام بجولات مفاجئة على مختلف الأسواق وتوقيع عقوبات فورية على جميع المخالفين.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن هناك من يلجأون إلى رفع أسعار مختلف السلع بمجرد أن تتم أى زيادات فى أسعار الوقود بصورة مبالغة مثل أسعار الخضراوات والفاكهة والمخبوزات وغيرها من المنتجات والسلع الغذائية والزراعية وغيرها، مؤكداً أن ذلك الأمر يتطلب من الحكومة مواجهة مثل هذه الظواهر الخطيرة لتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين.