رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تشجع «صناعة التفاهة».. مقابل أموال طائلة

«السوشيال ميديا».. بوابة الخراب

أعمال البلطجة من
أعمال البلطجة من «السوشيال ميديا»

فجأة وبدون مقدمات صارت وسائل التواصل الاجتماعي( فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتيك توك) وسيلة سريعة لتحقيق الثروة والشهرة معًا فى أسرع وقت ممكن.

 

 مما جعل الكثير من صناع المحتوى يخرجون عن المألوف والطريق الصحيح وينشرون ما يشوه الهوية المصرية ويحض على نشر الفسق والفجور.

«التريند» هو السلاح الأول الذى يتمسّك به صناع محتوى «السوشيال ميديا» فى سبيل إعلاء شأن قضية ما وتسليط الضوء عليها، وبمنتهى السرعة ينقاد المتابعون للتعليق والمشاركة ليتحقق الهدف الذى يهدف إليه صاحب «التريند».

كل هذه الأمور دفعت دار الإفتاء المصرية، إلى إصدار بيان قالت فيه، إن بث ونشر «اليوتيوبرز» المقاطع المصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم لزيادة التفاعل حولها؛ فهو على صورتين، الأولى: إن كان مما يُعاب اطلاع الغير عليه عُرفًا أو يُستقبح كالعورات ونحو ذلك؛ فنشره غير جائز شرعًا، ومُجَرَّم قانونًا؛ لما فيه من إشاعة الفاحشة فى المجتمع أو التعدى عليه.

وأضاف البيان أن الصورة الثانية من صور بث ونشر «اليوتيوبرز» عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم لزيادة التفاعل حولها؛ هى أن كان المحتوى المنشور مما يصح اطلاع الغير عليه وكان نشره لمقصد صحيح - كتقديم خبرة أو تجربة فى شأن ما أو التوجيه إلى باب من أبواب الخير - فلا مانع منه شرعًا، مع وجوب التقيد بالأعراف والتقاليد المجتمعية فى ذلك، وأن يكون الناشر له متخصص فيما يتكلم فيه وينشره بين الناس.

الملف التالى يرصد الظاهرة من جميع أبعادها ويطرح آراء الخبراء حول طرق تجنب سلبياتها ومخاطرها.

«هوس التريند».. وراء كل كارثة

«التريند» بات باب الشهرة الواسع لأى شخص ليس لديه فكر أو قيمة، ولكن لديه القدرة على صنع التفاهة أو شىء شاذ أو غريب لا قيمة له، فصناعة التفاهة أصبحت الطريق الأوسع للشهرة وجنى الأموال دون تعب أو مشقة، ليقوم أشهر البرامج باستضافتهم فيصبحوا بين يوم وليلة من نجوم المجتمع!

فيس بوك

ويرصد «التريند» الموضوعات التى يتم تصنيفها باعتبارها الأكثر شيوعاً على مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك – تويتر – إنستجرام – يوتيوب) كما يشير مصطلح التريند بشكل عام إلى بعض الموضوعات الغريبة أو غير المتوقع حدوثها، غالبا ما يعنى بعض الأخبار الساخنة التى يهتم بها الجمهور أو يتحدثون عنها أو يشاركونها مع بعضهم البعض.

ويحذر خبراء الإعلام من خطورة أن يكون «التريند» هو المحرك الرئيسى لوسائل الإعلام، كما هو حادث الآن.. ويقولون إن بعض وسائل الإعلام خصصت لـ«التريند» صفحات وبرامج تعرض ما يتداوله الناس على مواقع التواصل الاجتماعى، باعتباره القضية الأهم التى تشغل الناس فى هذه الفترة، ومع كل «تريند» تتجدد الانتقادات للإعلام والصحافة لتركها هموم وقضايا الوطن وانشغالها بسفاسف الأمور، بحثاً عن مزيد من المشاهدات وعلامات الإعجاب، وبالتالى مزيد من الإعلانات والعائدات المالية، كما أصبح العديد من الصحفيين والإعلاميين، يلاحقون «التريند» ويملأون صفحات التواصل الاجتماعى بفيديوهات البث المباشر.

جمال فريزر

ولعل من أهم أسباب انتشار «التريند» فى الفترات الأخيرة، أن هناك تريندات تكون مدفوعة الأجر، عبر طريقين أحدهما رسمى وآخر غير رسمى، أولهما عن طريق الإعلانات الممولة ومدفوعة الأجر والآخر عن طريق بعض الشركات الصغيرة التى يعمل فيها عدد كبير من الموظفين ولكل منهم حسابات متعددة ويقوم بالنشر من خلالها أى زيادة كبيرة فجائية بدون سبب واضح، وهو ما يعد دليلا مؤكدا على التلاعب بعملية «التريند»، بالإضافة إلى وجود فراغ لدى الكثير من المواطنين وحبهم للتسلية.

من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن ظاهرة «التريند» ليست جديدة، وموجودة فى العالم كله وليست فى مصر وحدها، ولكن فى دول العالم المتقدم يوجد توازن بين التفاهة والجدية، موضحا أن الكثير من المواطنين يبحثون عن الشىء التافه.. وأضاف قائلاً: لو أعد دكتور فيديو يقوم فيه بتوعية المواطنين من بعض الأمراض، وأعدت راقصة فيديو آخر فسوف يذهب أغلب المواطنين لمشاهدة الراقصة، فالغالبية العظمى أصبحت تجرى وراء التفاهة.

وتابع: «نتيجة للتردى الأخلاقى والثقافى أصبح كل شخص يبحث عن مصلحته وكيف يستفيد حتى وإن كان المحتوى المنشور غير أخلاقى، وراح من ينشرون فيديوهات على «يوتيوب» يتسارعون على من سوف يجلب «لايكات» ومشاهدات أعلى والتى تحدد دائما الربح، بغض النظر عن الناحية الأخلاقية، خاصة مع غياب الوازع الدينى».

وأكد «فرويز» أن انتشار تلك الفيديوهات التى تهدم الأخلاق المصرية سوف يكون لها مردود سلبى على أرض الواقع لأن كثيرا من الأطفال سيقلدونهم، مطالبا بضرورة زيادة الوعى بين المواطنين، وقال: «زيادة الوعى الثقافى سوف يهدم كل تلك المشكلات، مطالبا بالرجوع لثقافة مصر فى الخمسينيات»، لافتاً إلى أن كل العادات الموجودة حاليا كانت موجودة قديما ولكنها كانت قليلة ونادرة جدا، ولكن مع الاختراق الثقافى الذى يتعرض له المصريون حاليا، ينذر بالخطر.

وعن أهم عوامل التغير التى يجب اتباعها لمحاربة «التريندات» التافهة، قال «فرويز»: إن ذلك صعب، مؤكدا أن الناس يبحثون عن التسلية بغض النظر عن الضرر الواقع على الأطفال، وهو ما يفسر استمرارية ونجاح هذا النوع من البرامج «المؤذية» وتحقيقها نسب مشاهدات عالية.

 

مسابقات البث المباشر: تحديات شاذة وأموال طائلة

 

يبدو أن العائدات المالية الباهظة للبث المباشر جعلت الكثير من صناع المحتوى أو من يتم تسميتهم من« اليوتيوبر» و«التيك توكر»، يفقدون عقولهم أمام شهوة جمع الأموال بطرق سهلة وبسيطة، حيث كل ما عليهم هو فتح كاميرا الموبايل وبث كل ما هو غريب أو شاذ من أجل جمع الكثير من الأموال فى أقل وقت ممكن، كما أن الكثير من «التيك توكر» يقومون باستغلال الأطفال بهدف جذب ربح من خلال البث المباشر.

وآخر ما استحدثه صناع المحتوى حاليًا هو مسابقات التحدى، التى يتم بثها مباشرة عبر أسلوب حماسى وتنافسى يدفع المشاهدين للمشاركة وإرسال «الهدايا» كنوع من الدعم للمتنافسين، وفى نهاية المدة المحددة للجولة، وعادة ما تكون 5 دقائق، يفوز صاحب الرصيد الأعلى من النقاط، ثم يقوم الفائز بإصدار أحكام على الخاسر مثل: ضع دقيق أو قهوة على وجهك أو انبح مثل الكلب، قم بالدوران حول نفسك، وقل إنى معلمك وتاج راسك، أفرغ كيس نفايات المنزل على نفسك، اخلع ملابسك، ضع بصلًا فى عينيك، ضع شامبو فى فمك، اسكب الماء على جسدك، اربط نفسك، أغلق فمك بشريط لاصق»، وغيرها الكثير من الأوامر التى لا تتوقف عند حد معين، وتتخذ فى كثير من الأحيان اتجاهات أكثر تطرفاً!

مسابقات البث المباشر

الداعمون فى البث المباشر هم المشاهدون عبر هواتفهم يقومون بشراء الهدايا بأسعار باهظة من التطبيق وإرسالها إلى مستخدمين بهدف دعمهم فى تحديات البث المباشر وتالياً دعمهم مالياً، ولكل منهم غاياته وشروطه الخاصة الكامنة خلف دعمه.

يبدأ الدعم من وردة لا تصل قيمتها إلى «سنت» واحد وصولاً إلى «الأسد والحوت والكون» التى توازى مئات وآلاف الدولارات، وهى هدايا تتحول إلى ما يشبه العملة على شكل نقاط يمكن فى النهاية إعادة تسييلها إلى نقود، وبالدولار، يصل للمستخدم 50٪ منها، فى حين يتقاضى التطبيق النصف الآخر.

وفى كثير من الأحيان قد يتعرض «التيك توكر» للأمرين معاً، فتعرضه للتنمر والسخرية والإذلال قد تكون سبباً فى شهرته على التطبيق، ومصدراً لمبالغ طائلة من الأموال، ما كان يحلم بها.

فى هذا السياق يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن «التيك توك» أصبح وسيلة سهلة لأى شخص يريد الشهرة والمال دون عناء، ولكى يجذب العديد من المشاهدين يجب عليه القيام بأفعال شاذة وعجيبة، موضحًا أن هؤلاء إذا قاموا بأفعال غير غريبة لا أحد سيشاهدهم.

مسابقات البث المباشر

وأضاف أن من يقومون بتلك الأفعال الغريبة هم من كل الفئات، فمنهم المراهقون ومنهم الشباب ومنهم الأكبر سنًا، خاصة أن تلك الأفعال تجنى الكثير من الأموال وتغرى العديد من المواطنين.

وأوضح أنه لا أحد يستطيع توقيف هذه الفئة عن أفعالها، إلا إذا كانت أفعالًا غير قانونية مثل ذبح قطة أو تعذيب طفل وما شابه ذلك، وقال: القانون لن يجرم أشخاصًا ظهروا وهم يصرخون فى تحديات على «التيك توك»، مؤكدا أن الأفعال الشاذة هى من تجذب انتباه المشاهدين، كما أن هناك من يفعل ذلك ليصبح تريند، بعدما أصبح الإعلام والصحف تبرز التريندات عبر صفحاتها.

وأكد «صادق» أن ما يدفع الكثير من المواطنين للذهاب إلى الـ«لايف» والبث المباشر وجمع الأموال بهذه الطريقة، هو أن هناك بطالة وهناك فراغ، مطالبًا بضرورة زيادة التوعية الإعلامية للحد من تلك الأفعال.

 

«اليوتيوبر» و«التيك توكر» و«البلوجر».. مهن تقود إلى السجن

 

هوس الشهرة وجمع الأموال الكثيرة دون عناء، دفع الكثير من صناع المحتوى إلى الخروج عن المألوف، وهو ما ساقهم إلى خلف الأسوار، نتيجة ارتكابهم جرائم فى حق أنفسهم وحق المجتمع.

قائمة «البلوجر» و«التيك توكر» و«اليوتيوبر» الذين دخلوا السجون بسبب ما بثوه طويلة وعديدة، وكان آخرها «أم نور» التى شهّرت بأولادها حتى تكون «تريند» فاتهمت أطفالها بممارسة زنا المحارم وإقامة علاقات غير مشروعة، فأمرت النيابة العامة بضبطها، وقالت فى بيان رسمى إنها رصدت فيديو لهذه السيدة وهى تتحدث عن إقامة علاقة بين طفليها، كذلك ذكرت فى الفيديو أنها شاهدت محادثة بين ابنها وشخص آخر، كان ذلك الشخص يطلب من ابنها ممارسة علاقة جنسية معه.

وذكرت النيابة العامة أنها تلقت بلاغا من «المركز القومى للأمومة والطفولة» يتضمن مقطع الفيديو الذى نشرته السيدة ومعها ثلاثة أطفال، وذلك بهدف تحقيق نسب مشاهدات عالية وتحقيق مكاسب طائلة.

وفى واقعة أخرى قضت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، بمعاقبة صاحبة قناة «يوميات أنوش» المتهمة بترويج الفجور والفسق على مواقع التواصل الاجتماعى، بالحبس 3 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه.

شعار التيك توك

وبحسب ما جاء فى حيثيات الحكم، فإن صاحبة القناة بداية عام 2021 حتى عام 2023 نشرت صورا خادشة للحياء عبر قناتيها على «يوتيوب» و«فيسبوك» و«تيك توك» و«إنستجرام»، كما نشرت مقاطع فيديو لها تبرز فيها مفاتنها مصحوبة بعبارات وتلميحات وإيحاءات جنسية قاصدة الإغراء بها على نحو يخدش الحياء العام.

ونسبت إليها المحكمة أنها فعلت علانية فعلًا فاضحًا مخلًا للحياء العام بأن أغرت بمفاتنها وبعبارات وتلميحات وإيحاءات جنسية فى صور ومقاطع مصورة لها بثتها من خلال قناتيها وحساباتها الشخصية.

كما تخضع الموديل والبلوجر الشهيرة سلمى الشيمى، للمحاكمة بعد اتهامها بتصوير وبث مقاطع فيديو إباحية للكافة دون تمييز عبر شبكات الإنترنت مقابل مبالغ مالية تتحصل عليها عن طريق تحويلات بخاصية «فودافون كاش» بعد زيادة نسب المشاهدات.

«اليوتيوب» و«التيك توك».. خطر يهدد الجميع

 

حالة انفلات لن تخطئه عين كل من يطالع محتوى قنوات «اليويتوب» و«التيك توك»، فأغلب ما تبثه تلك القنوات، عبارة عن فيديوهات خادشة للحياء، أو غير أخلاقية، أو سطحية وتافهة.

وأرجعت الدكتورة نرمين الأزرق الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة- انتشار قنوات «اليوتيوب»، «التيك توك» التى تبث فيديوهات غير لائقة إلى تحقيق بعض أصحابها بعضها شهرة سريعة وثروة كبيرة فى زمن قصير جدًا. وقالت: «كل الفيديوهات غير اللائقة أخلاقيًا وراءها منشئ محتوى نشأ فى بيئة غير سوية وتربى على عادات غير لائقة، ولهذا لم يكن داخله وازع دينى أو أخلاقى أو اجتماعى يمنعه من بث فيديوهات غير لائقة على الشعب المصرى.

وأضافت: توالى مشاهدة الفيديوهات غير اللائقة جعلت كثيرًا من متابعيها يعتادون عليها، ويتمادون فى تتبعها والإقبال على مشاهدتها، مما جعلها تنتشر أكثر وأكثر وتحقق لمن يبثونها أموالًا ضخمة، فيتمادون فى نشر المزيد منها.

وشددت الدكتورة نرمين الأزرق على ضرورة أن يكون هناك بديل جاذب للأطفال والشباب، يجعلهم يتركون المحتويات غير اللائقة، خاصة مع انشغال الأسرة المصرية فى دوامة الحياة الاقتصادية.. وقالت: على جميع الأسر الاهتمام بأبنائها وتنمية مواهبهم فى شتى المجالات، وأن يجلسوا مع الأبناء ويعرفوا تفاصيل يومهم وحياتهم، لافتة إلى أنها ليست مع منع الأبناء من الهواتف المحمولة، لأن الأب والأم ليسا مع الأبناء طوال اليوم، فالأفضل من المنع هو التوعية وغرس المسئولية فى عقول أبنائنا لتكون لديهم عزيمة داخلية لرفض كل ما هو غير أخلاقى.

وأكدت أن هناك انفجارًا بلا رقيب أو ضابط على استخدامات الفيديوهات الخاصة بـ«اليوتيوب»، لعرض كل شىء وأى شىء، مشيرة إلى غياب قوانين أو تشريعات حازمة لضبط استخدام فيديوهات «اليوتيوب».

وقالت: يجب تفعيل القوانين وتغليظ العقوبات للحد من انتشار الفيديوهات غير اللائقة أخلاقيًا، التى تؤثر بشكل سلبى على العادات والتقاليد المصرية العريقة، وكما أنه يجب على أساتذة القانون وعلم النفس والشريعة والأعلام وعلماء الاجتماع، وضع آليات حاسمة لإيجاد نصوص قانونية حاسمة نستطيع من خلالها مواجهة كل ما هو غير أخلاقى من فيديوهات تبث محتوى تنمر أو ابتزاز أو تشهير أو نشر شائعات وكل الفيديوهات التى لا تناسب المجتمع المصرى.

وأشارت «الأزرق» إلى أن المسلسلات التليفزيونية فى عقود سابقة كانت تقدم رسالة اجتماعية راقية، وكان الناس يتأثرون بها بشكل إيجابى من بينها مسلسل «أبوالعلا البشرى»، و«ضمير أبلة حكمت»، وقدمت مثل تلك المسلسلات كل ما هو جميل وجيد ومفيد، أما الآن فأغلب الأعمال الدرامية تبث عادات دخيلة على المجتمع المصرى!

من جانبها قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن ظاهرة انتشار الفيديوهات غير الأخلاقية على قنوات «اليوتيوب» و«التيك توك»، هى ظاهرة سلبية، لها عدة أسباب، أولها الرغبة فى المكسب المادى السريع على حساب أى شىء، والرغبة الثانية هى الشهرة مع تقديم أى شىء متنوع حتى ولو كان رديئًا، أما السبب الثالث فهو عدم وجود متابعة أو رقابة لتلك القنوات من قبل الأجهزة المختصة، وبالتالى يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على تلك القنوات، والقضاء على كل ما يخدش الحياة أو يهدم القيم الأخلاقية.

وأضافت: يجب الحفاظ على العادات والتقاليد المصرية، وهذه مهمة أجهزة الدولة، كما يجب عدم السماح بإنشاء قنوات «يوتيوب» إلا بعد الحصول على ترخيص يحدد ضوابط معينة تضمن عدم الخروج عن المعايير الاجتماعية، وعدم الإضرار بالمجتمع.

 

خبراء: إصلاح التعليم وتعزيز الرقابة.. ضرورة لمقاومة الانحدار

 

إلى أى مدى يمكن أن يؤثر ما يتم بثه عبر القنوات الإعلامية، سواء عبر الفضائيات أو الإنترنت؟ إجابة هذا السؤال أجمع عليها خبراء الاجتماع والإعلام مؤكدين أن لها تأثيرًا كبيرًا جدًا على كل فئات المجتمع.

الدكتورة إيمان البسطويسى أستاذ الإنثربولوجى بالجامعة الأمريكية، تقول: إن صانعى المحتوى من «اليوتيوبر» و«التيك توكر»، يؤثرون على قطاع كبير من الشباب، ويساهمون فى تغير السلوكيات والقيم، وأغلب ما ينشرونه للأسف يدعو إلى الإسفاف واستخدام لغة ركيكة تطمس اللغة العربية».

ايمان البسطويسي

وأضافت: «لا نستطيع أن نحمل صانعى المحتوى كل ما يحدث من الانفلات الإخلاقى لدى بعض من الشباب، ولكن هناك أفلام ومسلسلات ساعدت أيضاً على الانفلات الأخلاقى، خاصة أن السينما والتليفزيون وقنوات «يوتيوب» و«تيك توك» لها تأثير كبير فى الشعوب غير القارئة، كالشعب المصرى حاليًا، ولهذا لا يقبلون على قراءة الصحف والكتب والمجلات، ويفضلون مشاهدة أفلام ومسلسلات وفيديوهات يتم بثها عبر الإنترنت وانتشر على نطاق واسع فى السنوات الأخيرة.

وأوضحت أن من يشاهد برامج «اليوتيوبر» و«التيك توكر»، مستوى معين من المواطنين، وأن ما يدفع بعض صناع المحتوى لنشر فيديوهات تخالف العادات المصرية، هو سعيهم لزيادة حصيلتهم من الأرباح المالية التى يجنوها من «اليوتيوب» و«التيك توك».

وأكدت أن بعض «اليوتيوبر»، يقومون بنشر فيديوهات هادفة مثل البرامج الثقافية أو العادات والتقاليد، ولكن المادة الموجودة فى «اليوتيوب» تكون غير صحيحة رغم أن صانع المحتوى يريد نشر أشياء هادفة.

وأشارت إلى أنها لا تسمح لطلابها بأن يستشهدوا فى أبحاثهم سواء رسائل ماجستير أو دكتوراه بما يتم بثه عبر برامج «التوك شو» أو الفيديوهات التى يتم بثها عبر الإنترنت، لكونها وسائل تقدم معلومات جيدة، رغم أن تلك الفيديوهات لها جمهورها على اليوتيوب.

وقالت الدكتورة إيمان البسطويسى إن محاربة الإسفاف الذى ينتشر عبر قنوات الإنترنت بكل أشكالها، يبدأ أولًا بزيادة الوعى والتعليم والاهتمام بالتعليم من جميع النواحى بداية من المبانى وتنمية المعلم وتقليص عدد الطلاب فى الفصل، ويجب أن يشعر التلاميذ بشىء من الآدمية كونه يجلس فى فصل محترم يوجد فى تهوية جيدة غير مكتظ بالطلاب، مؤكدة أن جودة التعليم سوف تخلق فرص عمل محترمة، كما أن التعليم يهذب النفس، ويجعلها تأبى الانزلاق الأخلاقى.

وأضافت: «يجب أيضاً وجود رقابة على الأفلام التى تذاع، كما يجب على السينما أن تنشر أفلامًا جيدة تبث قيمًا إيجابية، ويجب الرقابة على ما يتم بثه عبر التليفزيون، سواء دراما أو برامج تك شو لتقديم ما يفيد المجتمع، مضيفة أننا لن نستطيع أن ندخل كل بيت لمنع مشاهدة تلك البرامج والمسلسلات، ولكننا نستطيع أن تكون لدينا رقابة قوية على كل ما ينشر ويذاع.

وأكدت أن الطفل المصرى قيمة كبيرة ويجب الاستثمار فيه، وعندما نغرز داخله من الصغر أنه إنسان ونعطيه تعليم جيد فى المدارس الحكومة، سنبنى أجيال أكثر وعيا وإفادة لنفسها وللمجتمع.

وأوضحت أن تعليم الطفل والاهتمام به سوف يعبر بنا إلى ما نريد من تطور وتنمية، وسيكون أكثر أنتماء لمصر وأكثر حبا للعمل.