عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

يمر العالم بتحولات سياسية واقتصادية كبيرة، ربما لم يشهدها منذ عقود، وهناك مخاوف وتوجسات أن تكون الحرب الروسية الأوكرانية، بداية لشرارة الحرب العالمية الثالثة، خاصة فى ظل اصرار روسيا والصين على انهاء الهيمنة الأمريكية، والانتقال من مرحلة نظام القطب الواحد التى فرضتها أمريكا على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، إلى نظام جديد متعدد الأقطاب، وهو أمر من المؤكد لن تستسلم له الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بسهولة، وهو ما نراه الآن على أرض الواقع فى الدعم الغربى الكبير لأوكرانيا، وفى حرب الطاقة، وأيضا الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وجميعها حروب تركت آثارًا بالغة على معظم دول العالم، ونتج عنها ارتفاع بالغ فى الأسعار خلال العامين الأخيرين، وأكدت الاحصائيات أن هذه الارتفاعات فاقت ارتفاع الأسعار على مدار عشرين عاماً مضت، مما شكل ضغوطا شديدة على المجتمعات وعلى خطط الحكومات والدول، جعلها تعيد حساباتها وتحالفاتها فى ظل التغيرات العالمية التى تحدث.

< مؤكد أن اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القادة فى مدينة جدة قبل أيام، كان محل اهتمام جميع دول العالم فى ظل حالة الاستقطاب التى يمارسها المعسكران الشرقى والغربى، ولم يكن حضور الرئيس الأوكرانى زيلينسكى اجتماع القمة العربية إلا تأكيدا على هذا المعنى، ولم يكن اصطحابه لمفتى أوكرانيا والاشارة إلى الأقلية المسلمة فى أوكرانيا إلا مغازلة للعرب وتأكيدا على قدرة الدول العربية على التأثير فى القضايا الدولية، لما يمتلكه العرب من امكانيات كبيرة وعلى رأسها موارد الطاقة، والموقع الجيوسياسى والثروة البشرية الكبيرة التى تشكل أحد أهم الاسواق العالمية.. لكن تبقى مشكلة العالم العربى الأزلية فى خلافاتها الداخلية التى تصل فى بعض الأحيان إلى حد العمالة والخيانة لقضاياها القومية، وإشعال الفتن والصراعات العرقية والطائفية على الأرض العربية، وتغذيتها بالمال والسلاح والإعلام من أجل مصالح صغيرة وضيقة وعلى رأسها الزعامات الزائفة وليس أدل على ذلك مما تعيشه كثير من الشعوب العربية من انقسامات وصراعات، وهو ما ينطبق على قضية العرب والمسلمين المحورية، وأقصد القضية الفلسطينية التى تسير من سيئ إلى أسوأ، برغم كل ما سمعناه من القادة العرب فى هذه القمة وغيرها من القمم عن دعم الشعب الفلسطينى وقضيته التاريخية.

< العرب لا يريدون التعلم من دروس الماضى البعيد أو حتى القريب، سواء فى استنزاف مواردهم وثرواتهم، أو وقف الصراعات فى منطقتهم التى باتت بؤرة صراع وحروب مستمرة وأكبر سوق عالمى لاستيراد السلاح، والتكنولوجيا والغذاء، ولا يريدون قراءة المشهد العالمى الجديد والتحولات التى تحدث، وإذا كان هناك من يقرأ، يسارع للعمل بشكل فردى بعيدًا عن الاطار الجماعى، كما يحدث فى كل التكتلات العالمية، وأمامنا نموذج الاتحاد الأوروبى الذى تختلف كل دوله فى كل شيء ولكنها تتحد في قرارها على عكس العالم العربى الذى تتحد دوله فى كل شيء إلا فى قرارها الموحد لسبب جوهرى وهو أن كل دولة تريد الزعامة وفرض رؤيتها ووصايتها، والتعامل بالنظام القبلى فى عالم سياسى متغير لا يعرف إلا لغة المصالح المشتركة والعمل الجماعى لخلق تكتلات ضاغطة، وهو ما سجلته مصرفى كلمتها بالقمة من خلال خطوات ثلاث محددة، تبدأ بأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية بمؤسساتها حتى لا تواجه التفتت والتقسيم، وتم تفعيل العمل العربى المشترك لدفع مسار التنمية والوصول إلى رؤية عربية موحدة تجاه شتى القضايا، وانتهاءً بالتأكيد على أن الأمن القومى العربى كل لا يتجزأ، وهى رؤية تنقل العالم العربى إلى مصاف التكتلات الكبرى فى ظل ما يشهده العالم من تحولات سريعة.

حفظ الله مصر