رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أنشأت مصر أول جيش نظامى فى العالم، تأسس حوالى سنة 3200 قبل الميلاد، وقد كان ذلك بعد توحيد الملك مينا لمصر. فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر. أنشأ المصريون أول إمبراطورية فى العالم وهى الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوبًا ومن العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا، وقد كان ذلك هو العصر الذهبى للجيش المصرى.

كان المصريون هم دائمًا العنصر الأساسى فى الجيش المصرى. كان الجيش المصرى يتكون من الجيش البرى (المشاة والعربات التى تجرها، والرماحين وجنود، الحراب والفروع الأخرى) والأسطول الذى كان يحمى سواحل مصر البحرية كلها إضافة إلى نهر النيل.

منذ تأسيس الدولة الفرعونية ومصر لها منظومة حربية دقيقة التنظيم، وفى القاعدة يقوم الكتبة بمراقبة التجنيد وإدارة التعيينات وإسناد الوظائف، وفى كل عصر كان الملك هو القائد الأعلى للجيش والقائد النظرى للمعارك، أما القوات النظامية القليلة العدد فكانت تستخدم عادة فى المهام السلمية والأشغال العامة والتجارة علاوة على الفرقة المختارة المخصصة لحراسة القصر، وشرطة الصحراء، وكان هناك كثير من وحدات الجيش تقوم بأعمال تهدف لتدعيم رهبة ملك مصر فى قلوب الدول الأجنبية، وجلب الأشياء التى كانت تزين الملك، وكان من يعرف لغات أجنبية يذهب إلى بيبلوس وإلى بونت وإلى أبعد جهات النوبة ليجمع المنتجات الأجنبية، واختص بعض آخر بنقل المعادن الثمينة من الصحراء الشرقية، وكان جيش الدولة القديمة يضم قوات دائمة لها مهام خاصة تضاف إليها قوات أخرى بالتجنيد عند الطوارئ، ولها قيادات متدرجة المراتب، وإن لم يكن تدرجها ثابتًا، ولهذا الجيش نظام ولكنه جيش قومى يخضع لأوامر وقوانين دقيقة تفرضها الحكومة وكانت فرق الحرس تقسم إلى صفوف كل منها عشرة رجال، وتسير فى طوابير منتظمة، وكانوا ينقلون كتل الصخر بعد قطعها من المحاجر، ولا تزال أسماء وحداتهم منقوشة على صخور الأهرام، كذلك كان النظام العسكرى فى الميدان صارمًا فلم يسمح لأى جندى بأن يضرب جنديًا زميله، ولا أن يخطف منه رغيفه، ولا أن يسرق ثيابًا من أى قرية أو يسرق عنزة من أى شخص، عندما استقل رؤساء الأقسام الإدارية فى عصر الاضطراب الأول، جندوا قوات مساعدة من البرابرة لاستعمالهم الشخصى، ودربوهم على القتال، وجندوا الشباب من أبناء مقاطعاتهم، وكان الجيش ينقسم لقسمين هما رماحو المقاطعة والنبالون النوبيون، ويتألف كل قسم منهما من 40 رجلاً فى أربعة صفوف، بكل صف منها 10 رجال، يحملون تروسهم فى أيديهم اليسرى ملاصقة لأجسامهم، ويحملون فى اليد اليمنى رماحهم قائمة، ويثنون أذرعهم عند المرافق، وترتفع نصال رماحهم إلى ارتفاع باروكاتهم، ويراعى النبالون السود البشرة النظام الذى يزود الجيش بأعظم قوته ويسير هؤلاء الجنود فى أربعة صفوف متوازية، بخطوات منتظمة تبدأ بالقدم اليسرى.

وفى خضم الحروب الأهلية تلاشى النظام القديم بتقنياته ومركزيته، وتألفت جيوش أمنحتب وسنوسرت من الميليشيات المحلية وجنود الملك الخصوصيين.

أما الدولة الحديثة وهى عصر الفتوحات العظمى فكانت عصر الجنود المحترفين المنظمين بطريقة تكاد تكون حديثة، فإن لم يقم الفرعون بقيادة العمليات الحربية بنفسه فإنه كان يشترك فى مجلس الحرب، ويسند القيادة العليا للجيش إلى قائد عظيم، وكانت هناك مناطق عسكرية يشرف عليها ضباط مسئولون.

الجيش المصرى فى معظم فترات التاريخ هو أقوى وأعرق جيش من بدايات الحضارة المصرية لعب دورًا كبيرًا فى الدفاع عن الحضارة المصرية ضد الغزاة، وعلى مر العصور قدم الفكر العسكرى المصرى أرقى مفاهيم وتقاليد الجندية وخاض معارك كبيرة ضد جيوش ضخمة غيرت مجرى التاريخ كما كان الأسطول البحرى المصرى هو سيد البحر المتوسط من غير منازع، وحتى اليوم يعتبر الجيش المصرى من أقوى جيوش العالم عددًا وعدة.