رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أول انتخابات برلمانية حدثت فى مصر كانت يوم 12 يناير عام 1924، والتى جاءت عقب ثورة 1919، وصدور دستور 1923، الذى نص على إقامة حياة نيابية فى مصر يشارك الشعب فى حكم البلاد من خلال مجلس نيابى يختار الشعب أعضاءه، ويشكل الحزب الذى يحظى بأغلبية برلمانية الحكومة.

وقد أخذ دستور 1923، بالنظام النيابى البرلمانى القائم على أساس الفصل والتعاون بين السلطات، ونظمت العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على أساس مبدأ الرقابة والتوازن، فجعل الوزارة مسئولة أمام البرلمان الذى يملك حق طرح الثقة فيها. بينما جعل حق الملك حل البرلمان، ودعوته إلى الانعقاد، ولكنه أعطى للبرلمان حق الاجتماع بحكم الدستور إذا لم يدع فى الموعد المحدد. كما أخذ دستور 1923، بنظام المجلسين وهما: مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ونص الدستور على انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب، ومدة عضوية المجلس خمس سنوات، أما مجلس الشيوخ فكان ثلاثة أخماس أعضائه منتخبين وكان الخُمسان معينين وأخذ الدستور بمبدأ المساواة فى الاختصاص بين المجلسين كأصل عام مع بعض الاستثناءات.

وتشكل مجلس النواب من 264 عضوا بطريق الانتخاب العام، أما مجلس الشيوخ فكان يتكون من 147 عضوا منهم 28 عضوا بالتعيين، والباقى بالانتخاب، ثم افتتاح البرلمان فى 15 مارس 1924، وألقى سعد زغلول خطاب العرش نيابة عن الملك.

وكانت نتيجة الانتخابات بعد النتائج التى سجلها التاريخ، فقد شكل سعد زغلول وزارة برئاسته فكان أول مصرى من أصول ريفية يتولى هذا المنصب وسميت وزارته بوزارة الشعب، ولم يكن مقبولا لدى الملك فؤاد أن يرضخ للدستور ويتنازل عن صلاحياته لصالح النظام الديمقراطى، لكن الملك اضطر لقبول ما جاءت بهم الانتخابات البرلمانية.

وظل يتحين اللحظة للانقضاض على تلك الانتخابات، وبعد استغاثة سعد زغلول قام الملك فؤاد بتكليف أحمد زيوار باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان.

لكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول فى رئاسة الوزراء، فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية فى مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلى عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثلما حدث عام 1882. ولجأ الملك إلى تزوير الانتخابات المتتالية ليمنع وصول الوفد إلى السلطة، فنجح فى كثير من الأحيان، وقليلا ما فشل، كما ضغط المندوب السامى البريطانى فى انتخابات كثيرة لإسقاط مرشحى الإخوان فى الإسماعيلية وغيرها.

كانت أول انتخابات برلمانية يناير عام 1924، قد شارك فيها العديد من الأحزاب السياسية التى كانت موجودة على الساحة وقتها ومنها حزب الوفد والحزب الوطنى والأحرار الدستوريين، وكان قد تم الإفراج عن سعد باشا زغلول ورفاقه، وعن المحكوم عليهم، لتدور أول معركة انتخابية فى مصر، وكان المشرف على هذه الانتخابات ومنظمها يحيى باشا إبراهيم رئيس الوزراء، ووزير الداخلية كان مرشحا عن دائرة مينا القمح بالشرقية، وفى 13 يناير 1924، تم الإعلان عن فوز حزب الوفد بـ95٪ من المقاعد كما خسر رئيس الوزراء ووزير الداخلية يحيى باشا إبراهيم وهذا يدل على مدى نزاهة الانتخابات، فلم يكن للحكومة أى تأثير على الناخب أو تدخل فى العملية الانتخابية، ومن نتائج هذه الانتخابات وصول سعد زغلول لمنصب رئيس الوزراء ليصبح أول مصرى من أصول ريفية يقوم بتشكيل الحكومة.