رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"كريستالة".. حين تتحول الأم لطاقة نور

بوابة الوفد الإلكترونية

استضافت مساء أمس السبت هيئة خريجي الجامعات ندوة لمناقشة رواية "كريستالة"، للأستاذ الدكتور محمد عبدالعزيز عبدالدايم، والصادرة عن دار إضاءات للنشر والتوزيع، لصاحبيها نسرين يوسف ومحمود سعيد.

ناقش الرواية الدكتور نسيم عبدالعظيم، وأدارها الكاتب المهندس طارق الدياسطي.

بداية قال المهندس طارق الدياسطي إن الرواية هي سيرة غيرية وتعد امتنانا للأم الكادحة. 

وأوضح الدكتور محمد عبدالعزيز أنها ليست رواية شخصية،  فهو لم يشأ أن يتكلم بشكل شخصي، ولكنها تتحدث عن الأم عامة، إنها حقيقة الأم وصورتها، فكلهن يحملن نفس السمات، فقد تتغير الاشخاص والأحداث ولكن تبقى حقيقة الأم واحدة، مضيفا: قرأت أمي كل شيء وعن الجميع وتتمتع بذاكرة قوية لا يفوتها شيء؛ لذا كان قراري أن يقرأها الناس مثلما قرأت هي الآخرين.

قائلا: إنها قصة أمي التي صنعتنا، أمي التي نحتاجها مهما كبرنا، فكان لابد من تذكير الناس بسيرة الأم الكادحة من أجل أولادها، حتى تتقوى الأمهات الجديدات بسيرة أمي.

واستطرد: أثناء إصابتي بكورونا واحتجازي عشرة أيام، قررت ان أكتب مذكراتي ثم اكملتها فيما بعد، فكانت تلك الرواية، التي استغرقت كتابتها نحو شهر واحد.
وعن أصعب شخصيات الرواية التي أرقته أثناء الكتابة، قال: توقفت كثيرا عند شخصية اخي أسامة، فهو شخصية هادئة لم أكن أجد ما أكتبه عنه، لكن بمجرد أن حُلت عقدته انطلقت في الكتابة.

وعن طبيعة الإهداء الذي جاء للزوجة والابنة، أكد د.محمد: اومن بأن المرأة تملك طاقة لا يملكها أحد، فهي تفعل ما لا يطيقه عشرة رجال، فطاقتها فوق طاقة البشر.

وعن دلالة الغلاف يقول: تلك صورة الباب في بيتنا القديم وقد اختار المصمم أن توضع الكريستالة وراء الباب دلالة على تحفظها وعدم مواجهة الرجال .
وأوضح: كنت أكتب الشعر والأدب، ولكن طريق العمل الأكاديمي شغلني عن الأدب، فتلك أولى رواياتي.

وتابع: رغم أن هناك بعض الأحداث الخاصة في الرواية،  إلا أنه لم يكن هناك رقيب على الأحداث سوى أمي، وكان لخالي _وهو مثقف متفتح_ دور في تثقيف أمي صغيرة، ودور أيضا في استجلاء بعض التفاصيل الصغيرة التي خفيت عليّ وضمنتها الأحداث.
وعن الانتقادات التي وجهت للرواية قال: إن بعض الانتقادات التي سمعتها كانت أنني لم أتناول أبي ولم أحتفِ به احتفائي بأمي، إلا أن مرد ذلك أنه مات وأنا دون التاسعة.
 

فيما أكد د.بسيم عبدالعظيم أن الرواية قد أخذتنا إلى أجواء مغايرة من الزمان والمكان والشخصيات والأحداث، موضحا أن الغلاف يدل على المكان من خلال الباب، وعلى الزمان من خلال صورة الوالد، فيما تشير الأحداث إلى كثير من النبل،  وتقدير للمرأة في صور ثلاث؛ الابنة والزوجة والأم، دليلا ع العطاء.

مضيفا: كريستالة هي اللؤلؤة أو الدرة، أي أن تلك الكريستالة توجد في كل بيت وفي ريف مصر في تلك الفترة وغيرها.
كما أشاد بخفة ظل المؤلف الشائعة في الرواية، مدللا عليها ببعض الأمثلة،  "بل سلمت رجل الحمار ما جئت مشيا بل جاء بي إليك".

 

وأوضح د.بسيم أن الرواية تحفل بالكثير من التناص، سواء مع التراث أو مع الشعر أو القرآن أو الحديث أو الأمثال.
واستعرض بعض الأمثلة من الرواية، مؤكدا أن ذلك دليل وعي الكاتب وثقافته الواسعة.
وتابع: تضم الرواية شيئا من الكرامات، مثل توقف نعش إحداهن أمام الباب وإصراره ألا يتحرك إلا بعد أن قالت أمي سامحتك في أي شيء.
 

وتابع: إن الكاتب قد لمس في تلك الرواية أشياء كثيرة داخل المجتمع المصري في فترتي الستينيات والسبعينيات، وهي فترة ثرية بالأحداث، فهي رواية كل أم مصرية مكافحة، تحملت العبء الكبير لستة أبناء بعد وفاة الأب مبكرا.
كما تصور فترة الاعيان وتلك الطبقة من المجتمع، والاشتراكية والفلاحين، كما تتحدث عن أهمية الثقافة، فرغم ان الأم لم تكمل تعليمها فإنها قد ثقفت نفسها وقرأت كثيرا، وساعدها لأخيها المثقف فضل في ذلك.
كما تضم الرواية سيرة المؤلف وطفولته وذكاءه في اللغة العربية، وقد رأيت في تلك الرواية شيئا من سيرته الذاتية وذكرياته في الحقول ولهوه.
كما أن في الرواية نقدا للمجتمع وللفلاحين وعاداتهم، كما انتقد أوضاع التعليم حاليا من خلال إبرازه لأوضاع التعليم في الماضي الذي كان تعليما حقيقيا.

وأضاف: إن الرواية قد احتوت على ذكر للوالد وصلاحه وبعض المواقف التي تؤكد ذلك.
كما تشير إلى بُعد نظر الأم حين باعت السيارة لتشتري بيتا لحل الأزمة، وكأنها تعلم أن الغد سيحمل بعض الأزمة في العقارات.
واختتم د.بسيم عبدالعظيم قائلا: استمتعت بالرواية ووجدت فيها أمي وأبي ونفسي، كما أن بها نموذج المرأة المصرية المكافحة الذي يحفل به المجتمع، تلك المرأة التي رفضت الزواج بعد وفاة الأب وقررت أن تحيا لأبنائها، وتبقى الأم عظيمة ميراثها من ميراث النبوة.
 

ثم انتقل المهندس طارق الدياسطي لتوجيه بعض الأسئلة للكاتب والناقد، ومنها:
اللغة في الرواية واختيار الألفاظ لدينا العام والخاص والفصحى، د.بسيم، حدثنا عن تنوع اللغة؟
فيوضح د.بسيم: تحمل الرواية كثيرا من المستويات في اللغة ويغلب عليها الفصحى الرفيعة الراقية التي يصعب على القاريء العادي غير المثقف فهمها، فوظيفة الكاتب أن يرفع مستوى القراء لا أن يهبط بهم.
 

فيما قال طارق: هل هي رواية أم كتاب أم سيرة ذاتية أم غيرية؟
ليجيب د.بسيم: هي سيرة غيرية، لكنها في حقيقتها سيرة ذاتية للدكتور محمد وأسرته.

وتابع طارق: وماذا عن المقدمة وطولها ولزومها؟
ليقول د.بسيم: أراه كاتبا بامتياز والرواية مكتوبة بحرفية تامة.

بينما قال د.محمد:  أراها بين الرواية والسيرة، أو بين السيرة الذاتية والغيرية، ولكن على القاريء أن يقرأها دون أن يشغل باله بنوعها، مؤكدا: انا حريص على اللغة وإبراز المحترم والرصين منها.
 

وتابع طارق: تحفل الرواية بالكثير من التفاصيل والعناوين، كيف كان دور الزمن وأثره في الأحداث؟
ليجيب د.بسيم: احتوت الرواية على خمسة رواة، وكتبت في أزمنة مختلفة اختلفت حسبها الأحداث.

ويختتم طارق: استحضرت الرواية في نفسي كلمات أغنية "انا مهما خدتني المدن"، فماذا أثارت لديك؟
د.بسيم: عشت معها مشاعر مختلفة وكثيرة، وهو ما يدل على صدقها، فكنت أقرأ وكأنني أقرأ سيرتي.
 

فيما قالت الأستاذة نسرين يوسف، مدير دار إضاءات تعليقا على الرواية:

إذا ما أمعنا البحث في معنى العنوان "كريستالة"، نجد أن طبيعة ذلك المعدن المصنوعة منه الكريستالة، هو حجر طبيعي يشع نورا يطرد الطاقة السلبية من المنزل، لذلك وضعت صورة الباب في الغلاف، لذلك فإن الأم هي محور الرواية وصاحبة الطاقة الإيجابية.
وأضافت أن الرواة متعددون يصل عددهم خمسة رواة، كما أن الزمن ممتد منذ ثورة ١٩، يتردد بين الأم ثم الجد والخال ثم يعود للأم ثانية، وقد تضافرت كل الشخصيات لتقديم صورة للمجتمع، وبيان مدى تغيره بسبب الاشتراكية، وإظهار العادات والتقاليد، مثل زواج البنات وسلوكيات الريف المتغيرة، كما ركز المؤلف على الصفات عند الأم التي تتمثل في مساعدة الآخرين فهي رأس الحكمة، فإن صفات الكاتب تستقيم من خلال الأم.

فيما قالت الدكتورة فاطمة حسن إن الرواية تبرز العلاقة بين الابن والأم، فكلما كتبنا عن الأم أدركنا أننا أميون، فهي أعظم من في الدنيا.

واختتم التعليقات الشاعر محمد فايد عثمان، مؤكدا أنه اكتشف خلال الأحداث أن للأب دورا مهما ممتدا، فهو موجود رغم وفاته مبكرا.

ثم انتهت الندوة بتكريم دار إضاءات راعية اللقاء بتكريم د.محمد عبدالعزيز عبدالدايم، والدكتور بسيم عبدالعظيم، والمهندس طارق الدياسطي.