رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

سؤل لا أعرف له إجابة، ما سبب حبى لمصر وخاصة القاهرة؟ أهو عشق، شوق، أم حنين؟ بدون تفكير وجدت نفسى فى القاهرة خلال هذا الشهر الكريم، لاشك أن هذا هو أفضل وقت لزيارتها، غيوم من الزخارف المضيئة تلمع فى الأفق مثل النجوم، فوانيس رائعة مصنوعة يدويًا معلقة على المداخل وفى كل درب.

بهذه الكلمات العفوية الصادرة من قلب عاشق بدأت المغربية فاطيما أتوليد الحديث عن معشوقتها التى لاتعرف سببًا لعشقها, مثلها مثل آلاف العشاق.

تصف «أتوليد» شهر رمضان فى مصر وكأنها ترسم لوحة فنية بديعة فتقول:

تعيش المدينة كلها على إيقاع الحفلة، يتردد صدى الترفيه فى كل مكان خلال كل الوقت من العام الذى لا يشبه الآخرين، شهر من الاحتفالات المتواصلة، فى المساء يجتمع جميع أفراد الأسرة للاستمتاع بألذ الأطباق، ما أجمل التجول فى أزقة خان الخليلى والصلاة فى مسجد الحسين لتنهى الأمسية فى السيدة زينب قبل التسلل إلى الخيام الشهيرة لتذوق السحور. وتضيف: خان الخليلى، فى هذا المكان، تسمح لنا لنلتقى كل مساء على شرفتك، نتصافح ونرى بعضنا البعض مرة أخرى، فرحتنا ممزوجة بالأمل.

هنا ننسى جميعًا الحزن، هنا نحلم باليوم التالى، هنا نحن سعداء وهادئون، ما أروعه من منظر ساحر من الصعب أن ترى بلدا أكثر جمالا من مصر عندما يتعلق الأمر بنزهة على النيل، لقد كنت حزينة دون أن أفقد ابتسامتى، كسرت السلاسل لأذهب بعيدًا، السعادة تنتظرنى، لا مداعبات النسيم ولا الظلام، لا شيء يخيفنى.

تمنيت أن نبحر سويا فى عالمى، سرت بعيدا أبحث عنك، ومع ذلك، أنا لست محبطة، أتجول طوال الليل وحدى، أتخيل يدى فى يدك، كانت جميلة، ناعمة، عيناك اللامعتان تعكسان مياه النيل وتجر الشوق فى نظراتها لتغرقها كلما نظرت اليها نسيت آلامى وأحزانى ووحدتى.

رأيتك معى فى هذا المكان الجميل الذى يذكرنى بك أنظر بين الحين والآخر واضعة خدى على يدك المداعبة.

سعيدة جدًا، شممت رائحة هذه المناظر الطبيعية الجميلة بقلب طيب، لم أكن أرغب فى مغادرة هذا المكان، ولن أهرب خوفًا من كسر خيط مخيلتى.

استقبلتنى كل هذه القوارب التى رست على طول النهر مثل كليوباترا، ألوان الأضواء تتراقص فى طريقى لتجعلنى أحتفل، كنت فى حالة سكر من الفرح، لم يمنعنى شيء من القفز أو الغناء كما أحببت.

آه ما أعذب سماع الألحان الجميلة من أسياد الأغنية العربية العظماء من أرض الفراعنة مثل أم كلثوم وهى تردد رباعيات الخيام على طول الممر، يرن صداها فى أعماقى، كلمات لذيذة رائعة مكونة من ألف كلمة حب وحزن، أنا هنا لم أكن خائفًة من أى شيء لأن وجودك بداخلى يمنحنى الشجاعة للقفز فوق ممر مبلل، أنا على النيل الأزرق قارب رأسى على النهر، أرى نفسى عالية مثل العالم كانت أمسية جميلة، أمشى من اليمين إلى اليسار وينتهى الأمر بين أشخاص أحبوننى، منحونى أفضل مكان، عشت ألف ليلة وليلة، فتحت عدن أبوابها أمامى منذ أن تخيلتك فى كل ركن من أركان هذا المكان الجميل ومع كل حركة ماء شعرت بوجودك، والتقت عينانا تحت ضوء النجوم مثل العشاق تحث ضوء القمر.

تنهدت المغنية فشعرت بقبلة خفيفة على خدى أدفأت قلبى بالكامل وتمنيت أن تبقى هذه اللحظة إلى الأبد، وفجأة تحولت السماء إلى اللون الأرجوانى بعيدا، فبدأت المنازل تختفى، غرقت العاصمة فى الضباب، تملكنى حزن شديد فى أعماقى، توقفت عن التفكير، لم أرغب فى العودة إلى المنزل، أردت البقاء لأن صورتك تطاردنى نظرت إلى السماء، النجوم تتلاشى واحدة تلو الأخرى، فى الأفق يظهر توهج شاحب، بدا صوت صفارات الإنذار يرتفع، بزغ الصبح، ظلك اختفى، عدت إلى غرفتى لأغير ملابسى، وأغرق فى سريرى المريح على أمل رؤية ابتسامتك الجميلة فى أحلامى.

حفظ الله مصر وأهلها

[email protected]