رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

مع بداية انتشار مسلسلات «الست» الهزلية الخفيفة مثل «تامر وشوقية» و«راجل وست ستات» وغيرهما انتشرت معها ورش الكتابة التى صارت معها معلنة وشرعية، وقبل ذلك كان بعض الكتاب متهمين بإقامة ورش كتابة سرية تضم شباب الكتاب، يكتبون المسلسلات تحت إشرافه ويضع عليه اسمه هو فقط، ويقبض أجرها وحده ويعطيهم الفتات!

بعد ذلك انتقلت حالة ورش الكتابة من الست كوم إلى المسلسلات الكبيرة.. والجديد هو انتقالها إلى الأفلام السينمائية.. وعموماً لا مشكلة فى ورش الكتابة على مستوى المسلسلات فهى تعطى غنى وتنوع فى الرؤى والأفكار بين كل حلقة وحلقة والكثير من المسلسلات الامريكية من تأليف ورش الكتابة أو يشارك فى كتابتها أكثر من مؤلف واحد بل يمكن أن يكتب كل حلقة مؤلف مختلف وكذلك مخرج مختلف مما يعطى ثراء للمسلسل مع المحافظة على الخط الدرامى الرئيسى للمسلسل وقد شاهدنا ذلك على سبيل المثال فى واحد من أشهر المسلسلات الامريكية «Breaking Bad»! ولكن.. المشكلة أن الشىء العادى فى العالم يتحول إلى غير عادى لدينا.. ليس لشىء سوى إنه يساء استخدام الأساليب هذه من صالح العمل إلى صالح بطل الفيلم أو المسلسل!  

وبالطبع لا مشكلة عموماً فى التعامل مع هذه الأساليب لجودة العمل ولكن المشكلة فى استغلالها من أجل تلميع البطل وجعله فى كل مشهد بالمسلسل أو الفيلم.. وشاهدنا مؤخراً عددًا من الأعمال السيئة بسبب ذلك.. بالإضافة إلى أن هناك بعض النجوم يقيمون ورش عمل خاصة تضم عددًا من الكتاب الشباب لإعادة كتابة المسلسل أو الفيلم من جديد حتى ولو كان على التترات اسم مؤلف آخر!

صحيح.. سبق وأن قام بعض النجوم بإعادة كتابة سيناريوهات أفلام قاموا ببطولتها مع الاحتفاظ باسم المؤلف الأصلى للعمل، ولكن كان يقوم بذلك مؤلف واحد آخر وليست ورشة كتابة.. ومن أشهر الأفلام التى تمت إعادة كتابتها بالكامل مع الاحتفاظ باسم المؤلف الأصلى فيلم « البيه البواب» الذى كتبه المؤلف الكبير يوسف جوهر وكان من المفترض أن يقوم ببطولته الفنان عادل إمام وبعد ذلك تم عرضه على الفنان أحمد زكى ووافق أن يقوم ببطولته بشرط أن يقوم الكاتب المسرحى المعروف على سالم بإعادة كتابته من جديد، وبالفعل تم ذلك، وكما روى الماكيير السينمائى محمد عشوب، فى أحد لقاءاته التليفزيونية أن على سالم رفض أن يوضع اسمه على الفيلم رغم إنه أعاد كتابته وذلك تقديراً لأستاذه المؤلف الأصلى يوسف جوهر!  

ولكن.. ما يجرى الان شىء مختلف لأن ورش الكتابة تكون ملكية خاصة لبعض الممثلين النجوم لتعمل لصالحهم الشخصى فقط فى مكاتبهم، حيث يجمعون بعض الكتاب الشباب ليس لتجويد الفيلم أو المسلسل بإعادة كتابته ولكن لوضع إفيهات وصناعة مواقف كوميدية وزيادة عدد مرات ظهورهم.. ولذلك تكون النتيجة مريعة ومأساة حقيقية وحاجة مهلهلة لا علاقة لها بالفن!

وتحولت ورش الكتابة لدينا من هدف التنوع فى الأفكار والصور لثراء العمل إلى احتكار العمل كله لصالح البطل النجم.. وللأسف تحول بعض النجوم إلى أراجوزات أكثر منهم لممثلين كبار لكثرة الابتذال فى العمل ويتصورون إنها كوميديا، وطبعاً هذه خسارة لطاقة فنية يمكن أن تقدم أفضل من ذلك.. ولكن الخسارة الأكبر لن تكون على النجوم فقط ولكن على الإنتاج السينمائى والتليفزيونى لأن هذه الاعمال الرديئة محسوبة على الفن.. وهى ليست بفن!

 [email protected]