رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 تلقيت ردًا من الهيئة العامة للتأمين الصحي بخصوص ما نشرته «الوفد» بتاريخ 13/2/2023 عن الطفل الحسن وائل عبدالحليم، الذى يعانى من فيروس مناعي بالمخ، وجاء الرد الموقع من رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى الدكتور محمد السيد ضاحى بأن الطفل سيبلغ فى شهر نوفمبر ٢٠٢٣ عامه السابع، وأنه غير مقيد بالدراسة، وبذلك سيخرج من مظلة التأمين الصحي.

 حاولت مرارًا إعادة قراءة الرد فوجدته كما وصلني أول مرة، وتأكد لى أن التأمين الصحى شرع فى حرمان الطفل من العلاج والمسألة تتعلق فقط بالوقت ليس إلا، والغريب فى الأمر أن الرد لم يوضح الحالة المرضية الحقيقية للطفل الذى سيحرم من الرعاية الصحية طبقًا للوائح والقوانين المنظمة لأسباب عدم التحاق الطفل بالمدرسة، وعندما راجعت الحالة مع زملائي بـ«عيادة الوفد» الذين يتابعون حالة الطفل المريض، أكدوا لى أن الطفل لا يتكلم ولا يرى بعينيه ولا يمشى على قدميه، أى أن التأمين الصحى تعامل مع الطفل المريض بمنتهى الجفاء، من دون أن يراعى رد الفعل والصدمة التى ستتعرض لها أسرة الطفل، ونحن نخطرهم بأن طفلهم المريض مطرود من جنة التأمين الصحى لمجرد أنه غير مقيد بالتعليم، ولا ندري كيف يتم إلحاق طفل بهذه الحالة بأي مرحلة دراسية، وهل عدم موافقة المدرسة على قبوله تعطي جوازًا آخر للتأمين الصحى على عدم قبوله أيضًا، هل هذا الأمر يقبله عقل، أو دستور، أو أى مجتمع مهما كانت طبيعته الإنسانية، لقد شعرت من خلال هذا الرد بأن الهيئة نفضت يديها من مسئولية علاج الطفل، وبرأت ذمتها من دمه، وألقت الكرة في ملعب والده، الذي لا حول له ولا قوة، وكم أشعر بقسوة هذا الأمر على أسرة الطفل المريض بهذا المرض الخطير وهى تتلقى هذا الرد، وكم تخيلت ردود أفعالهم الغاضبة والمكتومة والتى أقلها حديث النفس، وتوجيه أسئلة إليها من نوعية هل كانت لدى «الحسن» رفاهية الذهاب إلى المدرسة ولم يذهب؟، ولماذا لم يتضمن رد التأمين الصحى أن الطفل المريض فى حكم الغائب عن الوعى؟ ولماذا لم يضع التأمين فى حسبانه أن والده الذى يحمله على كتفه ويحمل همه يوميًا، سيبدأ من جديد مرحلة أخرى للبحث عن جهة أخرى تعالج ابنه، وسيطوف مرة أخرى على عيادات أطباء المخ والأعصاب والمراكز والمستشفيات، ليعيد الكرة من جديد وغالباً ما سيكون العلاج على نفقة الدولة، أى أن الحكومة هى التى ستتولى علاجه، فلماذا إذن هذا التعذيب للمريض لمجرد أنه لم يقيد فى التعليم، وطبقًا للوائح الهيئة العامة سيحرم من العلاج لأن مظلة العلاج للأطفال تبدأ من عمر يوم حتى ٧ سنوات لمن لم يلتحقوا بالتعليم، وبعد هذا التاريخ بيوم واحد ليس له علاج، وليست له رعاية صحية، وعلى الطفل مسلوب الإرادة والمحمول على كتف والدته، أو والده أن يستوعب مدى قهر القوانين واللوائح له ولمن هم فى مثل حالته.

أتمنى أن تصل رسالة الطفل الحسن وأمثاله إلى مسامع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، لإنقاذ أطفالنا من شبح المرض والفقر والجهل.