رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

معظم المصريين القدماء كانوا مزارعين مرتبطين بالأرض. وكانوا يسكنون منازل وبيوتًا شديدة الخصوصية، تقتصر فقط على أفراد الأسرة الواحدة، وبنيت من الطوب اللبن من أجل الإبقاء عليها باردة فى حرارة النهار. وكان لكل منزل مطبخ مفتوح السقف، ويتضمن غالبًا حجر الرحى لطحن الدقيق وفرنًا صغيرًا لصنع الخبز. وكانت الجدارات تطلى باللون الأبيض وتغطى أغلب الأوقات بستائر من الكتان. وتغطى الأرضيات بحصير من القصب، فى حين يتألف الأثاث من كراسى خشبية وأسرة ترفع من الأرض ومائدة فردية.

اهتم المصريون القدماء بدرجة كبيرة بالنظافة والمظهر. وكان نهر النيل هو حوض الاستحمام الرئيسى لديهم، مستخدمين صابونًا مصنعًا من الدهن الحيوانى والطباشير، واعتاد الرجال حلق كل أجسادهم بغرض النظافة، واستخدموا الزيوت العطرية لتغطية روائح الجسد.

وكانت جميع الملابس مصنوعة من الكتان البسيط، ويغلب عليها اللون الأبيض، وقد لجأ كل من رجال ونساء الطبقة الحاكمة إلى ارتداء الشعر المستعار والمجوهرات ومستحضرات التجميل كنوع من التجمل، بينما لم يرتد الأطفال الملابس حتى بلوغ الثانية عشرة من العمر، وهو سن البلوغ والنضوج لدى قدماء المصريين، ويتم أيضاً إجراء مراسم الختان والبدء فى حلق شعر الرأس لدى الذكور فى هذه السن. وكانت الأم هى المسئولة عن رعاية الأطفال، بينما تقع مسئولية الأب على تزويد الأسرة بالمال.

وكانت الموسيقى والرقص ترفيهًا شعبيًا منتشرًا لأفراد الطبقة المتوسطة وما فوقها.. وشملت الأدوات الموسيقية بداية المزامير والعيدان، قبل أن تتطور لاحقًا وتنتشر الأبواق وأنابيت القرع وتصبح أدوات شعبية منتشرة. استخدم المصريون الجرس والصنج والدق والطبلة والعود فى العزف، واستوردوا القيثارة من آسيا. وكانت الآلات الشبه خليجية مثل الصلاصل تستخدم بشكل مهم فى المراسم والاحتفالات الدينية.

تمتع المصريون القدماء بمجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية بما فيها الألعاب والموسيقى. فكانت لعبة سينيت من أوائل الألعاب لدى المصريين القدماء، وظهرت بعدها لعبة أخرى تدعى مهين، وكلتاهما ألعاب لوحية تلعب على لوح. أما ألعاب الزهر الألعاب الكروية فكانت شائعة عند الأطفال، وتم أيضاً توثيق المصارعة كلعبة كما وجد فى قبر بنى حسن. بينما استخدم أغنياء المجتمع المصرى القديم الصيد وركوب القوارب كنوع من الترفيه.

ساعدت الحفريات والاكتشافات فى القرية العمالية دير المدينة بصعيد مصر، على الحصول على معلومات دقيقة عن الوضع الاجتماعى لقدماء المصريين فى تلك القرية التى استمر لأكثر من 400 سنة، حيث أسهمت تلك الحفريات ودراستها عن معلومات فى الجانب الاجتماعى والتنظيم والعمل وظروف المعيشة لم تكتشف فى جميع الحفريات والاكتشافات الأخرى بهذا التفصيل الدقيق.

حافظ المطبخ المصرى القديم على استقرار نسبى لفترات طويلة على مر الزمن، حتى أنه مازالت توجد تشابهات بين المطبخين الحديث والقديم.

تألف النظام الغذائى الشعبى من الخبز وبيرة الشعير، وتكون الخضراوات مثل البصل والثوم، والفاكهة مثل التمر والتين كإضافات، وينتشر النبيذ واللحم فى الأعياد الدينية فقط عند العامة، بينما اعتادت الطبقة الحاكمة عليهم بشكل أكثر انتظامًا. وأكل السمك واللحم والدجاج بأكثر من طريقة، حيث جففت وطبخت وشويت على شوايات.

شملت العمارة المصرية القديمة على بعض المعالم الأكثر شهرة فى العالم، أهمها كانت أهرامات الجيزة ومعبد الكرنك فى طيبة. وكانت الدولة هى المسئول والممول لمشاريع البناء، إما للأغراض الدينية والاحتفالية أو لتعزيز وإظهار سلطة وقوة الفرعون. احترف المصريون القدماء حرفة البناء، واستطاع المعماريون بناء بنايات حجرية ضخمة ذات تفاصيل دقيقة باستخدام أدوات بسيطة وفعالة فى نفس الوقت.

لم تصمد مع ذلك المنازل الشخصية للمصريين القدماء سواء كانوا من الطبقة الحاكمة والنخبة أو العمال وغيرهم، حيث استعملوا مواد سريعة التلف وغير قوية مثل الطين اللبن والخشب للتخفيف من درجة الحرارة. عاش الفلاحون فى منازل بسيطة، فى حين أن القصور الكبيرة ذات التفاصيل المعمارية الدقيقة كانت للطبقة الحاكمة والنخبة. استطاع عدد قليل من قصور الطبقة الحاكمة فى المملكة الجديدة من الصمود جزئيًا، مثل القصور الموجودة فى مالكاتا وتل العمارنة، ووجد بها تفاصيل دقيقة وغنية بالزينة والصور لأشخاص وطيور وبرك مياه وآلهة وتصاميم معمارية وهندسية، بينما بنيت المعابد والبنايات الهامة بغرض البقاء إلى الأبد من الحجر بدلًا من الطوب اللبن.

مصر القديمة هى حضارة قديمة فى الشمال الشرقى لأفريقيا، وقد تركزت الحضارة المصرية القديمة على ضفاف نهر النيل فيما يعرف حاليًا بـجمهورية مصر العربية، اتبعت الحضارة المصرية القديمة عصر ما قبل التاريخ واندمجت حوالى 3100 قبل الميلاد وفقا للتسلسل الزمنى المصرى التقليدى مع التوحيد السياسى لمصر العليا والسفلى تحت حكم مينا.

وأنا أقرأ هذا التقرير عن الحياة الاجتماعية لقدماء المصريين، اكتشفت أن حياتهم البسيطة من مأكل وملبس وترفيه، هو نفس ما كنا نمارسه فى قرى الصعيد فى فترة الستينيات التى كنت أحد الشهود عليها حتى قبل دخول الكهرباء فى الثمانينيات، فعلًا ما شابه أجداده الفراعنة ما ظلم!