رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تتحرك مصر خارجيًا من خلال رؤية ثاقبة للقيادة السياسية تؤكد من خلالها وهى على أعتاب الجمهورية الجديدة أنها كانت ولا تزال صانعة الاستقرار فى محيطها الإقليمى بل وفى العالم بأسره عبر سياسة متوازنة تدعو وتسعى لإخماد بؤر التوتر ونزع فتيل الأزمات وترسيخ ركائز السلام والتنمية.

عام تاسع من تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة الأمة المصرية أرغم فيه الطامعين فى النيل من حريتها وحرية قرارها على التراجع خطوات عديدة إلى الوراء فتحولت أحلامهم فى المساس بوحدة مصر وشعبها ودورها تجاه أمتها العربية وقارتها الأفريقية إلى كوابيس، وبات واضحًا للقاصى والدانى للعدو والصديق أن مصر 2023 أقوى من أى وقت مضى طوال قرن كامل بقوة جيشها ووحدة شعبها وحكمة قيادتها.. وزاد الرئيس السيسى بقوة عن استقلالية القرر المصرى مثلما زاد بقوة عن سيادة مصر ووحدة أراضيها وكرامة شعبها فتراجع الطامعون واستعادت مصر زمام المبادرة فى كافة الملفات ذات الصلة بأمنها القومى، واتسعت دوائر نفوذ وتأثير السياسة الخارجية المصرية فى الإطار الاقليمى إلى الإطار الدولى، ومن الأطر الثنائية إلى الأطر متعددة الأطراف، وانتقلت مصر من مرحلة استعادة تماسك مؤسسات الدولة فى الداخل إلى مرحلة فرض هيبة الدولة المصرية فى الخارج.

فمصر نجحت خلال سنوات من العمل الشاق والعزيمة الصادقة أن تتبوأ دورها الإقليمى التقليدى، وتمكنت باقتدار، من خلال وضوح رؤية القيادة السياسية، وثقتها فى قدرات شعبها، أن تنتقل من مرحلة استعادة التوازن إلى استعادة التأثير، وأن تكون طرفًا مؤثرًا فى محيطها الإقليمى، تضع خطوطها الحمراء التى تنسج بها قوة ردع تحفظ توازن المنطقة، وتحول دون انجرافها إلى هوة الفوضى.

ثوابت السياسة الخارجية المصرية التى رسخها الرئيس السيسى الذى تولى مقاليد الحكم فى مصر ترتكز على تنويع التحركات انطلاقًا فى مبادئ الاحترام المتبادل والندية ورفض التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها واستغلالها مع التشديد على تماسك المؤسسات الوطنية للدول للحيلولة دون تهاويها ونشر الفوضى بها ولا سيما فى المحيط الإقليمى.

ندية واحترام متبادل وشراكة وقرار وطنى مستقل، محددات السياسة الخارجية التى رسمها الرئيس السيسى فى خطاب التنصيب فى يونيو 2014، والذى أكد فيه أن مصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية، وأن سياسة مصر الخارجية ستتحد طبقًا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصرى، وأنها ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية مبادئ أساسية لسياستها الخارجية فى المرحلة المقبلة، وذلك انطلاقًا من مبادئ السياسة الخارجية المصرية القائمة على دعم السلام والاستقرار فى المحيط الإقليمى، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولى، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، وكذلك الاهتمام بالبعد الاقتصادى للعلاقات الدولية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للغير، وعلى مدى السنوات الماضية جنت مصر بقيادة الرئيس السيسى ثمار سياستها الخارجية الجديدة من خلال العمل والتحرك الدبلوماسى بشقيه الثنائى والمتعدد الأطراف، بل امتد كذلك إلى الدبلوماسية الاقتصادية والتنموية والبيئية بخلاف دبلوماسية المناخ الذى بات مصطلحًا جديدًا فرضته التغيرات المناخية التى باتت تهدد الكوكب.

سياسة رشيدة رسم خطوطها قائد مصر ما بعد ثورة 30 يونيو، سياسة خارجية تتفاعل إقليميًا ودوليًا بمرونة وحكمة تجاه التغيرات والأزمات التى تطرأ على العالم.. سياسة لا تنتظر وقوع الأزمات، بل تستشرف الأحداث المفصلية فى العالم بأسره لما لذلك من تداعيات مباشرة وغير مباشرة على مصر بالتركيز بشكل خاص على المحيطين العربى والأفريقى لما يمثلانه من انتماء وامتداد انطلاقًا من الحفاظ على أمن مصر القومى.