رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

هذه مقدمة ضرورية بمناسبة عيد العمال الذى يوافق اليوم أول مايو، هى عبارة عن تعاليم أدبية أعلت من شأن العمل فى عهد قدماء المصريين ومازالت صالحة حتى اليوم، وفى المستقبل.

تقول: «اجتهد فى كل وقت، افعل أكثر مما هو مطلوب منك، لا تضيع الوقت إذا كنت قادرا على العمل، مكروه كل من يسىء اغتنام وقته، لا تهدر فرصة تعزز ثروة بيتك، فالعمل يأتى بالثروة، والثروة لا تدوم إذا هجرت العمل»، هذه المقدمة أبرزت إيمان المصريين القدماء بالعمل بأنه سبيل كل انتاج ومصدر كل بناء على المستويين الاجتماعى والحضارى.

وجاء الدين الإسلامى وشعاره العمل، قال الله تعالي: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» والعمل من الأولويات التى اهتم بها الإسلام، ورسم له منهجا متكاملا يقوم على مراعاة التوازن بين حقوق العمال، وحقوق أصحاب العمل، ومن بوادر تنظيم العمل فى الإسلام نظرة التكريم للعاملين، والدعوة الصريحة إلى العمل من أجل حياة كريمه، والإسلام أمر الناس بالسعى فى طلب الرزق، وحذر من البطالة، والكسل، والتواكل، وسؤال الناس.

إن العمل واجب وشرف، لذلك حث الرسول الكريم، حين رغب أصحابه فى أن يحترفوا بحرفة تغنيهم عن السؤال ويكون وسيلة لهم للعيش الكريم تحفظ لهم كرامتهم وتصون شرفهم وعزتهم.

وقال الله تعالى عن العمل "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون".

دستور 2014 الحالى أكد أهمية العمل فاعتبره حقا، وواجبا، وشرفا تكفله الدولة، ولا يجوز إلزام أى مواطن جبرا، إلا بمقتضى قانون، ولأداء خدمة عامة، لمدة محددة، وبمقابل عادل، ودون إخلال بالحقوق الأساسية للمكلفين بالعمل. وشدد الدستور على التزام الدولة بالحفاظ على حقوق العمال، وتعمل على بناء علاقات عمل متوازنة بين طرفى العملية الإنتاجية، وتكفل سبل التفاوض الجماعى، وتعمل على حماية العمال من مخاطر العمل وتوافر شروط الأمن والسلامة والصحة المهنية، ويحظر فصلهم تعسيفا، كما جعل الدستور الوظائف العامة حقا للمواطنين على أساس الكفاءة، ودون محاباة أو وساطة، وتكليف القائمين بها لخدمة الشعب، وتكفل الدولة حقوقهم وحمايتهم، وقيامهم بأداء واجباتهم فى رعاية مصالح الشعب، ولا يجوز فصلهم بغير الطريق التأديبى إلا فى الأحوال التى حددها القانون.

وحظى الحق فى العمل فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى باهتمام بالغ من الدولة، من خلال تكثيف الجهود المبذولة للحد من ظاهرة البطالة ومن بينها التوسع فى المشروعات القومية الكبرى، وانشاء جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لتحفيز الشباب على البدء فى مشروعاتهم، وتصميم برامج تأهيلية وتدريبية للباحثين عن عمل، ولضمان تحقيق ذلك، تدشين الاستراتيجية الوطنية للتشغيل والتى تهدف إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب وتحقيق نمو فى الوظائف يتماشى مع النمو الاقتصادى وهى الاستراتيجية التى تتواءم مع الواقع الجديد لسوق العمل وتتواكب مع المتغيرات الاقتصادية المفاجئة، والتحولات التكنولوجية الحديثة، والتعامل بفاعلية مع وظائف المستقبل.

كما أولت الدولة اهتماما خاصا بزيادة الحد الأدنى للأجور للعاملين بأجهزة الدولة وهيئاتها العامة الاقتصادية والخدمية، وتحديد الحد الأدنى للأجور للعاملين بالقطاع الخاص لأول مرة فى مصر، كما تم تمكين المرأة اقتصاديا وتعزيز مشاركتها فى سوق العمل، مما ساعد على سرعة النمو الاقتصادى للبلاد وزيادة الدخل القومى ومضاعفة معدلات التنمية، وقامت الدولة، بالعديد من الاصلاحات الخاصة بالمرأة العاملة، وتمكين المرأة فى سوق العمل ومساندتها للالتحاق بوظائف المستقبل وحمايتها فى أماكن العمل.

لقد أولى الرئيس السيسى عمال مصر من الجنسين اهتماما كبيرا على كافة المستويات، ووضع العامل المصرى فى مكانته الصحيحة واهتم بتوفير البيئة الملائمة للعمل والانتاج، باعتبار أن العامل المصرى هو وقود معركة البناء فى الجمهورية الجديدة، ووضع نصب عينيه تحسين مستوى الفئات الأكثر احتياجا، ونالت العمالة غير المنتظمة اهتماما كبيرا من جانب القيادة السياسية على مدار السنوات الماضية.

والعامل المصرى دائما يحظى بتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يعتبره ثروة الوطن الحقيقية ومحرك التنمية وقاعدة الانطلاق نحو واقع ومستقبل أفضل من خلال تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطنى، وثقة الرئيس السيسى فى قدرة عمال مصر على استكمال مسيرة التنمية من أجل مستقبل أفضل لأجيال شابة وصاعدة، ويدعوهم بالتحلى بأعلى درجات الاتقان والتفانى فى العمل، وأن يجتهدوا لاستيعاب ثورة المعلومات والطفرة الهائلة التى يشهدها العالم فى الابتكارات وتطبيقات التكنولوجيا والذكاء الصناعى والميكنة.

تحية لكل عمال مصر بمناسبة عيدهم، ودائما فى عمل لتحقيق الانجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة من أجل تقدم مصر.. وتحيا مصر.