عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

الصراع المسلح الدائر الآن فى السودان سيخرج منه الجميع خاسراً لاسيما أن القراءة الأولية للمشهد تؤكد وجود أيدٍ خارجية تعبث فى السودان وتستخدم السودانيين أنفسهم فى لعبة تدمير وطنهم.

الفرقاء المتناحرون فى الخرطوم قدموا بلدهم على طبق من ذهب لكى يصبح ساحة جديدة للعبة الأمم وصراعات النفوذ والمصالح الدولية التى لا تكترث كثيراً بمصائر الشعوب الضعيفة التى أنهكها الفقر والفساد وحكم القبيلة فما يجرى فى السودان وإن بدا أنه صراع على السلطة بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، هو فى حقيقة الأمر صراع على نهب موارد البلد العربى الأفريقى المنكوب.

وعملية النهب هذه هى جزء من صراع الديناصورات على المصالح الاقتصادية فى إطار لعبة إعادة ترتيب النفوذ بين الكبار وفى مقدمتهم أمريكا وروسيا والصين.

وبالطبع هؤلاء لديهم وكلاء محليون وإقليميون متورطون فى الصراع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

أما إسرائيل فهى حتى الآن تقف فى خلفية المسرح تدير بعض الخيوط لأن النتيجة النهائية لهذا الصراع سوف تصب فى صالحها دون شك ومن سخريات القدر أن تدعو إسرائيل كلاً من حميدتى والبرهان للتفاوض معاً فى تل أبيب وتحت إشراف نتنياهو.

جوهر الموضوع هو الصراع حول المياه والذهب والبترول والموانئ والقواعد والتسهيلات العسكرية والهيمنة على الملاحة فى البحر الأحمر.

هذه هى الحقيقة التى يجب أن يدركها الجميع فلا هى خناقة على ديمقراطية أو حكم مدنى أو غير ذلك من تلك الشعارات الزائفة التى ضحكوا بها على الشعوب واستخدموها للتخدير سنوات طوال.

لعبة الأمم لا تكترث كثيرا بالفقراء الذين طحنهم فساد الأنظمة وتواطؤ بعض أهل السلطة مع الخارج ضد مصالح شعوبهم.

فالمؤشرات تقول إن تغذية الأطراف الخارجية لجناحى الصراع المسلح فى الخرطوم سوف تؤدى إلى استمرار أمد هذا الصراع وأن الحسم العسكرى لصالح أى من الطرفين قد يكون صعباً بدليل استمرار الاشتباكات حتى الآن دون ظهور بوادر لتفوق طرف على آخر.

كما أن تحول الصراع إلى حرب مدن وشوارع من شأنه أن يمدد عمر الحرب، وفى الوقت نفسه ينهك ويدمر مقومات الحياة اليومية سواء على صعيد شبكات المرافق أو توافر الطعام ناهيك عن الغياب التام للأمن ودليل ذلك ما تعرضت له مؤسسات الإغاثة الدولية من نهب وسرقات حالت دون قيام هذه المؤسسات بدورها الإنسانى.

Mahmood abdelazim @Yahoo. Com