عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الجمعة كل المصريين مطالبون بتقديم الساعة بمقدار ستين دقيقة اعتبارًا من الساعة الثانية عشرة مساء اليوم الجمعة لتصبح الساعة الواحدة صباح السبت إيذانًا ببدء التوقيت الصيفى الذى صدر بالقانون رقم 24 لسنة 2023 بموافقة مجلس النواب وتصديق الرئيس عليه.. هذا وقد أعذر من أنذر، حتى لا يتأخر عامل عن عمله، وطالب عن امتحانه، ومسافر عن طائرته ويستمر تقديم الساعة كما ورد فى القانون من مساء الجمعة الأخيرة من أبريل الحالى حتى نهاية الخميس الأخير من أكتوبر القادم، ليبدأ التوقيت الشتوى بتأخير الساعة 60 دقيقة حتى الجمعة الأخيرة من أبريل 2024، وهكذا .. وهكذا.

التوقيت الصيفى هو تغيير الوقت الرسمى فى بلد مرتين، حيث يتم إعادة ضبط الساعات الرسمية فى بداية الربيع، وتقديم عقارب الساعة ستين دقيقة، أما بالنسبة للرجوع إلى التوقيت الشتوى فيتم فى فصل الخريف، الهدف من زيادة الساعة القانونية للتوقيت الرسمى هو تبكير ساعات العمل ساعة لكى تنال وقتا أكثر أثناء ساعات النهار التى تزداد تدريجيا من بداية الربيع وحتى ذروة الصيف، وتقليص هذا الموعد في ذروة الشتاء.

تقديم وتأخير الساعة فيما يعرف بالتوقيت الصيفى والتوقيت الشتوى ليس اختراعا مصريا ويطبق فى 40٪ من دول العالم، ويرجع تطبيق هذا التوقيت فى مصر إلى المرسوم بقانون رقم 113 لسنة 1940 فى عهد الملك فاروق الأول. وخلال هذه الفترة حتى التطبيق الحالى للتوقيت الصيفى تم إقرار العديد من القوانين فى شأن تقرير نظام التوقيت الصيفى، وأصبح التطبيق رايح جاى! أى ما بين التطبيق والإلغاء، تتوقع الحكومة أن تطبيق التوقيت الصيفى يوفر 10٪ من إجمالى استهلاكات الطاقة والكهرباء فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار الطاقة والمواد البترولية.

وتساهم هذه الوفرة فى تشغيل محطات الكهرباء لتخفيف الضغط على العملة الصعبة فى توريد براميل البترول، كما يؤدى توفير الغاز وتصديره للخارج إلى توفير مورد دولارى جيد.

ويعتبر الأمريكى بنجامين فرانكلفين، هو أول من طرح فكرة التوقيت الصيفى عام 1784 وتم طرح الفكرة من جديد على يد البريطانى وليام ويلث، إلى أن وصل لمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطانى عام 1909 ورفضه، وتم تطبيق فكرة التوقيت الصيفى للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الأولى بسبب ظروف الحرب التى أجبرت الدول على توفير الطاقة لتكون ألمانيا أول دولة تعلن العمل بالتوقيت الصيفى، وهناك 74 دولة على مستوى العالم تطبق التوقيت الصيفى بينها كل من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل توفير الطاقة.

ومنذ 1996 يجرى العمل بالتوقيت الصيفى فى كل من دول الاتحاد الأوروبى، لكن المفوضية الأوروبية اقترحت فى سبتمبر 2014 إنهاء العمل بتغييرات الوقت المثيرة للجدل، إلا أن الدول الأعضاء قررت منح نفسها وقتا للتفكير، وصوت عليه أعضاء البرلمان الأوروبى وبدأ التطبيق فى 2021. وهناك بعض الدول وضعته ضمن قوانينها فأصبح إلزاميا ومستقرا دون اضطراب مثل أيسلندا وروسيا، وتتبنى غالبية الدول العربية العمل بالتوقيت الشتوى العادى الثابت، عدا كل من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وتونس.

على النقيض من الوقت الحاضر فى التعامل مع الوقت، كانت الحضارات القديمة تضبط جداولها اليومية اعتمادا على الشمس بمرونة أكثر من التوقيت الصيفى الحديث، ويكون ذلك عادة بتقسيم ضوء النهار إلى اثنتى عشرة ساعة بغض النظر عن طول اليوم، لتكون كل ساعة فى النهار أطول خلال الصيف. بعد العصور القديمة، حلت الساعة المدنية متساوية الطول محل تلك مختلفة الطول.

لم يمر تطبيق التوقيت الصيفى مرور الكرام فى جميع دول العالم، فهناك مؤيدون وهناك معارضون، والستون دقيقة تأخير وتقديم تثير دائماً الجدل، بعض الدول تلغى التوقيت الصيفى ثم تعود إليه، ودول أخرى تتمسك به، وفى كل عام تقريبا يجرى نقاش حول جدوى التوقيت الصيفى وما إذا كان من الأفضل إلغاؤه، فمن يفضلون العمل بالتوقيت الصيفى يقولون إن المساء يكون فيه أطول وبهذا يمكن قضاء وقت الفراغ بشكل أفضل. أما معارضو التوقيت الصيفى فيقولون إن تكيف الجسم مع التوقيت الجديد يستغرق عدة أيام فى كل مرة ويمكن أن يؤثر على التوازن الهرمونى للإنسان والحيوان.

لكن لا مفر، التوقيت الصيفى بدأ فى مصر وقم بتقديم ساعتك ستين دقيقة حتى الخميس الأخير من أكتوبر القادم، وتأقلم مع الوقت الجديد!