رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

استحوذ مسلسل "جعفر العمدة" للمخرج محمد سامى وبطولة محمد رمضان، وهالة صدقى.. وعدد كبير من النجوم، على نصيب الملك من اهتمام ومتابعة المشاهدين بين مسلسلات الموسم الرمضانى.. لأسباب كثيرة!
من أول الأسباب المخرج محد سامى، وليس محمد رمضان.. كما يتصور البعض، وأعتقد كل الأسباب ترجع للمخرج فى مسلسل "العمدة".. لأن سامى اعتاد على تقديم الميلودراما الزاعقة والفاقعة، حيث يجيد تقديم حبكة درامية مثيرة كلها مآس ونواح، خاصة أنه يكتب العمل كله ولا يخرجه فقط.. ويكون المسيطر من البداية على الخطوط الدرامية للعمل ودرجات صعودها وهبوطها.. وهو فى الحقيقة يجيد هذه التوليفة ولديه القدرة على اللعب بمشاعر المشاهدين وانفعالاتهم بالأحداث وكذلك التلاعب بها وقتما يريد.. فهو يمتلك أدواته الفنية التى تمكنه من تنفيذ عمل درامى جماهيرى مأساوى.. حتى ولو اختلفنا على قيمته!
ثانيًا سامى يعرف يختار الممثلين ويعرف كذلك أن يحصل منهم على أفضل ما لديهم من قدرات تمثيلية وعلى سبيل المثال أداء هالة صدقى.. وهى فنانة تمتلك موهبة عظيمة فى الأداء لم تظهر كثيراً سوى فى عدد محدود من الأعمال.. وربما لم تحصل على دور يوازى دورها المتميز فى الفيلم الرائع "الهروب" من إخراج عاطف الطيب وبطولة أحمد زكى.. سوى فى هذا المسلسل.. فقد قدمت دور الأم القوية والمسيطرة والمحبة بخفة دم راقية وبدون ابتذال أو سفاهة.. وتستحق التهنئة.
ولذلك محمد سامى كمخرج يستطيع أن يعيد اكتشاف الممثلين وإبراز مواهبهم.. ربما لأن المسلسلات غالبًا تعطى مساحة زمنية أكبر فى المشهد الواحد للممثل لإظهار إمكانياته بخلاف الأفلام السينمائية الدى يكون ظهوره فى عدد محدود من المشاهد ويحتاج إلى أداء قوى وسريع ليتذكره الجمهور.. ومع ذلك يتميز محمد سامى بإتاحة الفرصة لكل الممثلين بالبروز بجانب بطل المسلسل الرئيسى ليس بالمساحة فقط ولكن بتركيبة الدور الذى يبدو أنه محورى فى العمل، وفى الحقيقة أنه يمكن الاستغناء عنه لأنه صنايعى فى تكوين شخصيات مكتملة الملامح ومستقلة وليست مجرد شخصيات باهتة وتابعة للبطل وهو ما يسمح لكل الممثلين بإظهار قدراتهم.. وقد وضح ذلك مع الممثل القادم والموهوب أحمد فهيم فى دود شقيق جعفر الأكبر سيد وهو ممثل قوى وكان يحتاج هذه الفرصة لإظهار قدراته التمثيلية الكبيرة.. كذلك مى كساب وإيمان العاصى وفتوح أحمد.. وإن كان دور وأداء "زينة" أسوأ ما فى "العمدة"!
ويُحسب للمخرج محمد سامى، وكذلك للفنان محمد رمضان أنه يسمح لعدد كبير من الممثلين بمشاركته البطولة ويتيح لهم مساحات كبيرة من الأداء.. صحيح البطل حاضر فى كل حوارات المشاهد حتى ولو لم يظهر.. إلا أن هناك أبطالًا يقومون بإخراج وإعادة كتابة مشاهد الممثلين الآخرين ويقلصونها للحصول على مساحات أكبر.. ولذلك تفشل أعمالهم بصورة مريعة مثل مسلسل "إكس لانس" مع أن محمد سعد ممثل عبقرى ولكنه أضاع قدراته فى "الهبل".. ولأن المخرج محمد سامى هو المسيطر على العمل من البداية للنهاية يصنع العمل الذى يريده أن ينجح.. وكذلك زكاء رمضان بانشغاله بدوره كممثل والتركيز فى أدائه لتقديم أفضل ما لديه.. وأعتقد أنه لا يتدخل فى العمل إلا فى حدود التجويد فى دوره!
والسبب الأخير فى نجاح المسلسل.. قد لا يكون له علاقة مباشرة بإخراج محمد سامى ولا بجماهيرية محمد رمضان.. ولكن لأن الناس ميالة للبكاء أكثر من الضحك!

[email protected]