رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصة «القطة والشيخ« يمكن تلخيصها فى أربعة عناصر، الأول 42 :ثانية هى المدة الزمنية للمشاهد، الثانى: مليار متابع، الثالث: تغطية إعلامية عالمية، ورابعهم خالد منتصر بتعليقاته وتغريداته الساخرة التى أثارت غضب الكثير.. وإليكم التفاصيل.

فى مشهد عفوى صعدت قطة على كتف الشيخ الجزائرى وليد مهساس، أثناء صلاة التراويح الإثنين 3 أبريل، نالت هذه الثوانى المعدودة تغطية إعلامية عالمية، فوصفت وكالة رويترز القطة وكأنها تستمتع بصلاة الشيخ «مهساس«، وأشار موقع today usa  إلى محافظة الشيخ «مهساس» على تركيزه أثناء الصلاة رغم صعود القطة على كتفه، وتفاعل الجمهور مع هذا المقطع بشكل أثار انتباه الجميع، فتجاوزت- على سبيل المثال- تعليقات المتابعين لقناة 4400 «CNN»  تعليق حتى كتابة هذه السطور، وكانت جميعها تدور فى حلقة من الاحتفاء والإعجاب بتعامل الشيخ مع القطة، منها: «صوت جميل وتعامل جميل.. أعتقد أن الإسلام يختلف عما صور لنا فى الإعلام.. هذا هو الإسلام الحقيقى.. انظروا كم هو جميل الإسلام.. الإنسانية فى أفضل حالاتها».

فرح غالبية المتابعين بهذه القصة واعتبروها رسالة تدفع عن الإسلام الصورة النمطية القاسية التى رسمها البعض عنه وتعمد ترويجها، ليأتى العنصر الرابع من الحدوتة ليعكر صفو هذه الفرحة، وهو الكاتب والإعلامى والطبيب خالد منتصر، الذى استهدف مشهد «القطة والشيخ» بتعليقات ساخرة أثارت غضب من تعاطفوا مع هذا المشهد، ولن نتعامل مع تعليقاته بتلك العاطفة التى استولت على البعض، ولن نعيد ما نشرته بعض المواقع من تبرؤ شقيقته منه بسبب أفكاره وكتاباته التى تشكك فى ثوابت ديننا الحنيف، على حد نص البيان المنشور، ونبدأ أولًا بتوثيق ما كتبه «منتصر« ثم نعلق عليه.

كانت أولى هذه التغريدات سؤال طرحه منتصر قال فيه: «يعنى لو كان كلب هو اللى عمل كده فى الجامع.. كان رد الفعل هيبقى إيه؟»، ثم أتبعها: «هناك قفزتان غيرتا تاريخ البشرية، قفزة «أرمسترونغ «على سطح القمر، وقفزة» القطة» على كتف الشيخ مهساس»، وأضاف فى منشور آخر: «هناك فى بلاد الفرنجة بيحبوا الحيوانات ويتعاطفوا معاها على أساس إنسانى وهنا حيث يحدد علاقتنا بهم أبوهريرة، بيحبوهم ويصنفوهم على أساس دينى»، لم يكتف  منتصر بما سبق، وختم تعليقاته بنشر صورة لقطط وُضع على رأسها غطاء أشبه بالحجاب، وعلق عليها «القطط من إمبارح».

وقع الأستاذ خالد منتصر بتلك التغريدات فى مغالطات منطقية فاضحة، منها السؤال التركيبى المفخخ أو المشحون، ومغالطة التفكير التماثلى الزائف، عندما عقد مقارنة بين أمرين ليس بينهما وجه للمقارنة، فقام بالمقارنة بين قفزة القطة على كتف الشيخ مهساس وبين قفزة أرمسترونغ على سطح القمر، ليسخر بهذه المقارنة من الاحتفاء الكبير بهذا المشهد، والسؤال هنا من المستفيد من هذه السخرية؟!

تقول تلك المغالطة أيضًا- التفكير التماثلى الزائف- إن الأشياء المتشابهة فى وجه من الوجوه لا بد أن تكون متشابهة فى وجوه أخرى، أو فى جميع الجوانب، وهو ما وقع فيه منتصر بسؤاله المفخخ عن «لو كان كلب هو اللى عمل كده فى الجامع..؟»، وأراد السيد منتصر إثارة قضية فقهية وهى التعامل مع الكلاب، وتناسى أن الاختلاف طبيعة بشرية، وأن لكل منا معتقداته وتصوراته فيما يحب أو يكره بعيدًا عن الأمور الفقهية الدينية، وأراد التشكيك بهذا السؤال فى هذه الرسالة الإنسانية لمجرد أن بطلها إمام مسجد!!

أما التغريدة الرابعة وهى نشر صورة لقطط ترتدى ما يشبه الحجاب، فهذه سخرية ممن يرتدون هذا الزى، وتعدٍ على حرية الآخر، تلك الحرية التى يتبناها ويدافع عنها وندافع نحن أيضًا عنها.. فلماذا إذن هذا التشويه وهذه السخرية المتعمدة لمجرد رواج فيديو يحمل رسالة إيجابية عن الإسلام، ويحمل رسالة إنسانية للجميع؟!

فى النهاية ومن المصادفات العجيبة، بعد فيديو «القطة والشيخ «وقعت حادثة طعن لإمام مسجد، يبلغ من العمر 65 عامًا أثناء صلاة الفجر فى ولاية نيوجيرسى الأمريكية، وأقر المتهم أن الدافع لارتكاب الجريمة يرجع إلى مسائل دينية، هذا الحادث وقع فى بلاد «الفرنجة» كما وصفه الأستاذ خالد منتصر، وقال إنهم يتعاملون مع الحيوانات على أساس إنسانى وليس دينياً كما نفعل نحن.. فما تفسيرك إذًا لهذه الواقعة يا أستاذ خالد، وكيف تصف بلاد الفرنجة بعد هذه الجريمة؟!

[email protected]